3- الاستثمار في المناطق الحرة Free-Zones

يطلق على المناطق الحرة بجزر الاستثمار الأجنبي، فالاستثمار الأجنبي يكون بعيداً عن القوانين والتشريعات للبلدان المضيفة، ويعمل ضمن قوانين محددة ومنظمة لعملية إنشاء المشروعات الاستثمارية في المناطق الحرة ⁽¹⁾.

وترجع فكرة المناطق الحرة إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث أقيمت لجذب التجارة الدولية العابرة والتي كانت تهتم بتموين السفن التجارية وإقامة المخازن وإعادة شحن السلع العابرة، ومن اهم أمثلتها المنطقة الحرة في جبل طارق (أنشأت عام 1704) ومنطقة سنغافورة عام (1819)، ومن أشهرها في الوطن العربي منطقة (جبل علي) في إمارة دبي، وبورسعيد في مصر ⁽²⁾.
 ويكون الهدف الأساس لإنشاء هذه المناطق هو اقامة صناعات ذات طابع تصديري، ولأجل ذلك تعمل الدول على جعلها مناطق جذب للاستثمارات الأجنبية عن طريق منح المشاريع الاستثمارية فيها العديد من المزايا والحوافز والإعفاءات الضريبية والجمركية وقطع أراضي بأسعار منخفضة.

وقد نجحت بعض البلدان في مختلف إنحاء العالم من تحقيق التطور الاقتصادي عن طريق مناطقها الحرة، كما حدث في جمهورية الدومينيك في البحر الكاريبي في التسعينيات من القرن التاسع عشر، حيث صارت مصدراً رئيساً للمنسوجات والملابس والأحذية والبضائع الالكترونية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي منحت اغلب تلك السلع إعفاءات من الرسوم الجمركية بموجب اتفاقية (مبادرة حوض الكاريبي) ⁽³⁾.

وللمناطق الحرة العديد من المزايا والفوائد لكل من البلد المضيف والمستثمرين على حد سواء ويمكن حصرها في⁽⁴⁾:

- المزايا للبلد المضيف

1- العمل على تخفيض القيود الجمركية وبالتالي جذب رؤوس أموال جديدة.

2- القيام بعملية تكامل بين المشروعات التي تستهدف التصدير والمشروعات الصناعية داخل البلد.

3 ـ تخفيض مستويات البطالة عن طريق توفير فرص عمل.

4- زيادة حصيلة البلد من النقد الأجنبي عن طريق الرسوم والإيجارات.

5- تطوير الصناعة المحلية عن طريق الحصول على التكنولوجيا المتقدمة من هذه المناطق.

6- تنمية المناطق النائية والأقل تقدماً.

- المزايا للمستثمرين والمشروعات

1- الحصول على إعفاءات ضريبية وجمركية وأراضي بأسعار مناسبة.

2- تسويق منتوجات المشاريع في أسواق البلدان المجاورة.

3- الاستفادة من الأيدي العاملة ومستلزمات الإنتاج الرخيصة.

4- الاستفادة من البنى الأساسية التي تقوم بها الدولة لهذه المشاريع.

5- يمنح المستثمرين الأجانب حق الإقامة داخل البلد.

وعلى الرغم من المزايا السابقة فأن المناطق الحرة تعمل على تكوين مناطق متطورة مقارنة مع المناطق الاخرى في البلدان النامية، وبذلك تتفاوت مستويات النمو والتنمية في هذه البلدان وإمكانية استخدام هذه المناطق كمعبر لتهريب رؤوس الأموال الى الخارج.

4 - مشروعات أو عمليات التجميع Assembly operations

تأخذ هذه المشروعات شكل وسط بين الامتلاك الكلي المحلي – والامتلاك الكلي الأجنبي حيث يكون العمل في نطاق اتفاقية بين الطرفين، الأجنبي بصفته صاحب مواصفات قياسية أو علامة تجارية لمنتج معين (كومبيوترات مثلاً) لتجميعها لتصير منتج نهائي في البلد المضيف ⁽⁵⁾.

وفي بعض الحالات فإن مشروعات التجميع تأخذ شكل المشروعات المشتركة أو المشروعات المملوكة للمستثمر الأجنبي كلياً، ويترتب على ذلك وجود المزايا والعيوب الموجودة في هذين الشكلين للاستثمار على مشروعات التجميع سواء بالنسبة للطرف الأجنبي أو الطرف المحلي، أما إذا كان المشروع الاستثماري التجميعي على شكل عقد أو اتفاقية بين الطرفين لا تتضمن أي مشاركة أجنبية بشكل أو بآخر، فإن هذا النمط يكون مشابه لأنماط الاستثمار الأجنبي غير المباشر في مجال الإنتاج ⁽⁶⁾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) عبد المطلب عبد الحميد، مصدر سابق، ص 185.

(2) مغاوري شلبي (المناطق الحرة... فوائد وأضرار).

www.islam on line. net/arabic/economics /2001/04/article 4-sh tm.

(3) جون د. سوليفان، وجين روجرز، (الاستثمار الاجنبي المباشر) مركز المشروعات الدولية الخاصة، واشنطن، طبعة منقحة، 2004، ص 6 .

(4) المناطق الحرة في مصر، ص2.

(5) صلاح عباس، مصدر سابق، ص 87.

(6) عبد السلام ابو قحف (إدارة الاعمال الدولية) مصدر سابق، ص 269.