من الإدراك الحسي إلى المعادلات: جدلية الوضعية والميتافيزيقا في بناء الفيزياء |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016
![]()
التاريخ: 14-8-2016
![]()
التاريخ: 19-8-2016
![]()
التاريخ: 1-8-2016
![]() |
من الواضح أيضاً أن تقدم البحث غالبًا ما تعوقه مسألة استخدامنا للمفاهيم المساعدة، ثم ننسى دورها الأصلى باعتبارها تمثل المشاهدات، وبالتالي ينتهي بنا المطاف إلى مشاكل غامضة كاذبة. ومن شأن المطلب البسيط التالي: فلنحاول صياغة المبادئ بدون هذه المفاهيم المساعدة، أن يفتح نفقاً في أجمة وعرة، تنبعث منه علاقات جديدة تماماً بين العمليات المرئية الملموسة. ومن الصعب أن نذكر مثالاً عينياً على القيمة الاستجلائية لأسلوب التعبير الميتافيزيقي، وإذا قيل إن مفاهيم مثل "مادة"، أو بالأحرى تعبيرات مثل "مادة، إلخ، أوصلتنا إلى مبادئ مثل حفظ الكتلة أو بقاء الطاقة، نجد الوضعي يفسر ذلك بأن التقدم قد تحقق من خلال تغيير تعبيرات ميتافيزيقية مثل "مادة"، و "قوة" (بمعناها قبل نشأة العلم الحديث بتعبيرات مثل "وزن" و "طاقة الوضع" .. إلخ، استنادا إلى الظواهر المرئية.
وأخيرًا فإن ماكس بلانك، الذي ربما يعد أشهر ممثلى المفهوم الميتافيزيقي للفيزياء اليوم، يقول في واحدة من أحدث مقالاته: كلما كانت صورة العالم الفيزيائي تظهر صفات أكثر ثباتاً واستقرارًا، مثلما حدث في النصف الثاني من القرن المنصرم، فإن النزعة الميتافيزيقية تسود أكثر، لدرجة أن اعتقدنا أننا كنا على أعتاب التوصل إلى مفهوم عالم الحقيقي وعلى العكس، ففى أوقات التغيير واللايقين كما في وقتنا الحاضر، تأخذ الوضعية مكان الصدارة، حيث يميل الباحث الصادق الدقيق أكثر للعودة لنقطة البداية الوحيدة، ألا وهى عمليات عالم الإدراك الحسي، كيف يمكن إذن الاعتقاد بأن المفهوم الوضعى يعوق تقدم العلم؟
من المؤكد أنه لا يوجد من يفكر في إحياء الوضعية العتيقة التي تبناها أوجست كونت والتي لم تكن فى ذاتها خالية من العناصر الميتافيزيقية وانتهى بها المال إلى التدفق التام في بحر الميتافيزيقا . بيد أنه من كل ما قيل سوف يتضح جلياً سبب ما تلاحظ من معارضة متزايدة فى وجه المفهوم الميتافيزيقى للفيزياء، داخل جماعات الفيزيائيين بصفة عامة وداخل جماعات أنصار للتفكير المنطقي في مجال العلوم المضبوطة. وهذا صحيح خاصة بالنسبة لمن يشاهدون - وهم يدقون ناقوس الخطر . اللبس المتزايد الذي سببته الفيزياء الحديثة في المناطق الحدية بين الفيزياء والبيولوجيا وكذلك بين الفيزياء والسيكولوجيا من جهة أخرى. وهؤلاء يتضح لهم تدريجيًا أن هذا اللبس بصفة أساسية ليس له علاقة بالمرة بالفيزياء الحديثة، وإنما سببه عدم وجود قاعدة علمية واضحة يمكن اتباعها بصورة متناسقة في كل مجالات العلوم الطبيعية وربما في كل مجالات العلم إن كثيراً ممن يداخلهم هذا الشعور يتحولون مستجدين بوضعية راديكالية جديدة يقول عنها باسكوال جوردان إن طريقتها ليست سوى طريقة علمية في أنقى صورها.
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تطلق النسخة الحادية عشرة من مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية
|
|
|