6. توقعات مستخدمي البيانات المالية ورغباتهم الخاصة بأهداف التدقيق

إن توقعات ورغبات مختلف الفئات التي يهمها تقرير مدقق الحسابات كثيرة ومتجددة وقد تكون متباعدة وبينها نوع من التناقض، حيث أن الفئات المختلفة قد يكون لها مصالح مختلفة وبالتالي رغبات وتوقعات مختلفة. فقد بين (1993 ، Lee) أن المدققين يواجهون كثيراً من التوقعات الصريحة والضمنية تتعلق بأهداف التدقيق وعملية التدقيق، وان هذه التوقعات توجهها المصالح الخاصة بالفئات التي تستخدم تقرير المدقق في عملية اتخاذ القرار. حيث أن التدقيق يشبه السلعة بالنسبة للمجتمع أو المستهلك، فالمستهلك يتوقع من السلعة منافع معينة ويتوقع أن تشبع له بعض الرغبات. وفي نفس الوقت لا يمكن أن تجد أن جميع المستهلكين مقتنعون بان السلعة تحقق لهم رغباتهم، وكذلك لا يمكن لكل المنتجين أن يشبعوا جميع رغبات المستهلكين ,Lee, 1993; Willmott, 1990; Mills and Bettner ,1992.

وقد بين ( Willmott ,1990) انه لا يوجد إجماع حول معاني مصالح المجتمع وكيفية قياسها، حيث أن بعضها معلوم وبعضها الآخر غير واضح، وأضاف بأن  معهد البنوك في بريطانيا بين في دراسة له بأن عملية التدقيق ستكون في المستقبل مختلفة عن الماضي، ولكن التناقض في المصالح سيستمر ، وبالتالي فان على المدققين أن يحددوا عملاءهم بوضوح ثم يحددوا التناقضات الممكنة من أجل أن يقوموا بأداء مهماتهم بشكل يتجنب هذا التناقض. وقد أشارت (1986) Chua بأنه من منظور المنهج النقدي فانه لا يمكن النظر إلى مهنة المحاسبة والتدقيق كمجموعة محايدة تقوم بعملها من أجل تلبية رغبات مستخدمي البيانات المالية، وإنما ينظر إلى المهنة كذلك بأنها مجموعة تسعى لتحقيق الرغبات الاجتماعية والاقتصادية لأعضائها ولكن كما بين (1993) Lee، لا يمكن للمهنة أن تستمر وأن تلقى القبول من المجتمع وان تؤدي وظيفتها بفعالية في خدمة الأطراف المستفيدة إلا إذا تمت مراعاة أخلاقيات المهنة والالتزام بتطبيق المعايير المهنية وامتلاك القدرة على الالتزام بذلك، ومن أهم ذلك الالتزام بالحياد والاستقلالية وتقديم مصلحة المخدومين على المصالح الشخصية عند التضارب في المصالح.