خواص العسل كمضاد للبكتيريا

للعسل خواص علاجية جمة اهمها خاصيته المضادة للبكتيريا وهي خاصية ناتجة عن اربع صفات رئيسة يمتلكها العسل الطبيعي وذلك لما يحويه من مكونات ومواد كيميائية فعالة مثل الإنزيمات والفيتامينات. ونتيجة للإشباع العالي للعسل بالسكريات يمتاز العسل الطبيعي بخاصية الإسموزية مما يجعله قادراً على قتل البكتيريا والفطريات باسمزته للمحتوى المائي الموجود فيها مما يؤدي الى موتها. كما يتراوح الرقم الهيدروجيني للعسل بين 3.8-4، مما يجعله مادة حمضية مثبطة لنمو معظم أنواع البكتيريا. وللعسل الطبيعي قدرة على إنتاج فوق أوكسيد الهيدروجين (H2O2)؛ وهو من الاسباب الرئيسة لنشاط العسل التثبيطي والمضاد للبكتيريا مما يقتل البكتيريا عن طريق الملامسة، حيث يمتلك العسل المكونات الضرورية لإنتاج كميات محدودة وقليلة من H2O2 على فترات طويلة من الزمن. هذه القابلية البطيئة لإطلاق H2O2؛ جعلت العسل المادة المثالية للاستخدام في معالجة الجروح والمشكلات المتسببة عن البكتيريا، ويحتوي العسل أيضاً على الفلافينويدات وهي مواد تنتج في النبات، ولها بحسب بعض العلماء فعالية مضادة للبكتيريا. يتباين المحتوى الكيميائي للعسل بتباين مصادر الرحيق التي يزورها النحل وبالتالي تتباين القيمة الدوائية تبعاً للمصدر الرحيقي الزهري للعسل؛ فبعض أنواع العسل فعالة أكثر من غيرها ولها خواص مضادة للبكتيريا، والبعض الآخر يحتوي على مواد غير معروفة تماماً. وكان انتشار استخدام العسل في الحربين العالمية الأولى والثانية ناجما عن نقص الإمداد الطبي لمعالجات الجروح والأدوية والمستحضرات العلاجية الصناعية، وقد برز الدور الاكبر لاستخدام العسل في علاج الجروح خلال حصار الجيش النازي لمدينة سانت بيتربورغ (لينينجراد في حينها) الروسية والذي دام 455 يوماً بين عامي 1941-1943م. وفيما يلي بعض الاستخدامات العلاجية للعسل:-

1. يعد العسل من أفضل المواد الغذائية التي تعمل على تعويض السكريات المستهلكة بالجسم نتيجة المجهود الجسمي أو الذهني، لأنه يحتوي على سكر الجلوكوز سهل الامتصاص، وسكر الفركتوز بطيء الامتصاص مما يحافظ على مستوى السكر في الدم.

2. يستخدم العسل لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي لأنه مقاوم للتخمر الهضمي من جهة، ويزيد من نشاط الأمعاء من جهة أخرى. بالإضافة إلى أن السكريات التي يحتويها لا تسبب تهيجاً في جدران القناة الهضمية؛ بل تعتبر مادة مهدئة وملطفة تساعد في عمليات الهضم.

3. يعتبر العسل علاجاً نافعاً لمرض القرحة المعدية والاثني عشر؛ نظراً لمقاومته لتأثير الحموضة الزائدة في المعدة والحد من تأثيراتها إذ تختفي آلام المرض بسرعة وتتوقف عمليات القيء وحمو الجوف المصاحبة لهذين المرضين بعد تناول العسل، على أن يؤخذ العسل قبل الأكل بساعتين أو ثلاث أو بعد العشاء بثلاث ساعات خاصة إذا جرى تناول العسل مذاباً بالماء الدافئ أو الحليب.

4. يعتبر العسل عالي القيمة الغذائية؛ لما يحتويه من سكريات وفيتامينات وخمائر وعناصر معدنية. وقد دلت أبحاث معهد باستور بباريس أن كيلو غراماً واحداً من العسل يفيد الجسم بما يعادل ثلاثة كيلو غرامات ونصف من اللحم واثني عشر كيلو غراماً من الخضراوات.

5. إن توفر فيتامين هـ أو البيوتين في العسل يحفظ الجسم من الإصابة بأمراض الأكزيما والقوباء والدمامل والصدفية. ووجود فيتامين B3 أو حمض البانتونيك يعمل على منع التهاب الجلد، لذا يعد العسل علاجاً ناجحاً في بعض الإصابات الجلدية. ويستعمل العسل دهوناً لتخفيف الآلام والإسراع في التئام الأنسجة في جميع أنواع الجروح، كما يستخدم في الكثير من حالات الحروق.

6. إن توفر فيتامين B2 أو الريبوفلافين في العسل يساعد على تحسين القدرة على الإبصار، ويزيد مقاومة الجسم للجراثيم كالمكورات العنقودية والسبحية ويمنع أعراض فقر الدم والنزيف.

7. يعمل العسل على راحة الجسم؛ وهذا ما يفيد في حالة الأرق، فقد لوحظ أن تناول ملعقة من العسل صباحاً تساعد على النوم الهادئ السريع مساءً.

8. يستعمل العسل في حالة الصداع العصبي؛ فإذا كان سبب الصداع آلام في الرأس أو الإصابة بالإنفلونزا، فإن الصداع يزول بعد تناول العسل عن طريق الفم أو استعماله مخففاً كقطرة للعين أو نقط في الأنف وتتلاشى آلام العينين وتزول أعراض الإنفلونزا.

9. العسل غذاء كامل؛ فهو جيد إذا وصف للناقهين والأطفال والحوامل أثناء الحمل لمنع حدوث شلل الأطفال ولمقاومة الشيخوخة عند الكبار، كما يوصف للرياضيين لزيادة الطاقة اللازمة للمجهودات العضلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. نزار جمال حداد, المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي - رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين.