معنى قوله تعالى : يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص198-199
2025-03-18
667
معنى قوله تعالى : يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
قال تعالى : {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 52].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} معناه : عسى أن يكون بعثكم قريبا أيها المشركون ، يوم يدعوكم من قبوركم إلى الموقف على ألسنة الملائكة ، وذلك عند النفخة الثانية ، فيقولون : أيتها العظام النخرة ، والجلود البالية ! عودي كما كنت.
فتستجيبون مضطرين بحمده أي : حامدين للّه على نعمه ، وأنتم موحدون.
وهذا كما يقول القائل جاء فلان بغضبه أي : جاء غضبان . وقيل : معنى تستجيبون بحمده : إنكم تستجيبون معترفين بأن الحمد للّه على نعمه ، لا تنكرونه ، لأن المعارف هناك ضرورية.
قال سعيد بن جبير : يخرجون من قبورهم ، يقولون : سبحانك وبحمدك ، ولا ينفعهم في ذلك اليوم ، لأنهم حمدوا حين لا ينفعهم الحمد {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا} أي : وتظنون أنكم لم تلبثوا في الدنيا إلّا قليلا ، لسرعة انقلاب الدنيا إلى الآخرة . قال الحسن ، وقتادة : استقصروا مدة لبثهم في الدنيا ، لما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة . ومن المفسرين من يذهب إلى أن هذه الآية خطاب للمؤمنين ، لأنهم الذين يستجيبون للّه بحمده ، ويحمدونه على إحسانه إليهم ، ويستقلون مدة لبثهم في البرزخ ، لكونهم في قبورهم منعمين غير معذبين ، وأيام السرور والرخاء قصار « 1 ».
_________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 259 - 260.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة