أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-09
![]()
التاريخ: 2025-03-06
![]()
التاريخ: 2025-03-04
![]()
التاريخ: 2025-03-02
![]() |
مَعْرِفَةُ الْمَقْلُوْبِ (1):
هُوَ نَحْوُ حَدِيثٍ مَشْهُورٍ عَنْ سَالِمٍ، جُعِلَ عَنْ نَافِعٍ (2) ليَصِيْرَ بذلكَ غَرِيباً مَرْغُوباً فيهِ(3). وكذلكَ ما رُوِّيْنَا (4) أنَّ البخاريَّ قَدِمَ بَغْدَادَ، فاجْتَمَعَ قَبْلَ مَجْلِسِهِ قومٌ مِنْ أصْحَابِ الحديثِ، وعمدُوا إلى مئةِ حديثٍ، فَقَلَبُوا مُتُونَهَا وأسَانِيْدَهَا، وجَعَلُوا مَتْنَ هَذا الإسنادِ لإسنادٍ آخَرَ، وإسنادَ هذا المتْنِ لِمَتْنٍ آخَرَ، ثُمَّ حَضَرُوا مَجْلِسَهُ وألْقَوْهَا عليهِ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ إلْقَاءِ تِلْكَ الأحادِيْثِ المقلوبَةِ التفَتَ إليْهِمْ فَرَدَّ كُلَّ مَتْنٍ إلى إسْنَادِهِ، وكُلَّ إسْنَادٍ إلى مَتْنِهِ، فأَذْعنُوا لَهُ بالفَضْلِ (5).
ومِنْ أمْثِلَتِهِ - ويصلحُ مثالاً للمُعَلَّلِ (6) - ما رُوِّيْنَاهُ عَنْ إسْحَاقَ بنِ عِيْسَى الطَّبَّاعِ، قالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرُ بنُ حازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ :((إذا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ فلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرونِي)) (7)، قالَ إسْحَاقُ بنُ عِيْسَى: فَأَتَيْتُ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الحديثِ، فقالَ: وَهِمَ أبو النَّضْرِ إنَّمَا كُنَّا جَمِيْعاً في مَجْلِسِ ثابتٍ البُنَانِيِّ (8)، وحَجَّاجُ بنُ أبي عُثْمَانَ مَعَنَا، فَحَدَّثَنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى بنِ أبي كَثِيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي قَتَادَةَ، عَنْ أبيهِ: أنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ قالَ: ((إذا أُقِيْمَتِ الصَّلاَةُ فلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرونِي)) (9). فَظَنَّ أبو النَّضْرِ أنَّهُ فيما حَدَّثَنا ثابِتٌ، عَنْ أنسٍ (10).
أبو (11) النَّضْرِ: هُوَ جَرِيْرُ بنُ حازِمٍ (12)، واللهُ أعلمُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقلوب لغة: هو مَنْ قَلَبَهُ إذا حَوَّلَه من حالٍ إلى حالٍ. ويقال أيضاً قَلَبَ فلانٌ الشيءَ إذا صرفَهُ عن وجهه. انظر: لسان العرب 1/ 479، والنكت الوفية: 190/ ب، وتاج العروس 4/ 68. وانظر في المَقلوب: الإرشاد 1/ 266 - 272، والتقريب: 86 - 87، والاقتراح: 236، والمنهل الروي: 53، والخلاصة: 76 والموقظة: 60، واختصار علوم الحديث: 87، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 434، ونزهة النظر: 125، والمختصر: 136، وفتح المغيث 1/ 253، وألفية السيوطي: 69 - 72، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 225، وفتح الباقي 1/ 282، وتوضيح الأفكار 2/ 98، وظفر الأماني: 405، وقواعد التحديث: 130.
(2) قال ابن حجر 2/ 864: ((هذا تعريف بالمثال، وحقيقته: إبدال من يعرف برواية غيره)). وزاد السخاوي: ((عمداً أو سهواً)). ويدخل فيه إبدال راوٍ أو أكثر من راوٍ حتى الإسناد كله. وانظر: نكت الزركشي 2/ 299، وفتح المغيث 1/ 298، وتوضيح الأفكار 2/ 43 مع تعليق المحقق.
(3) قال ابن حجر 2/ 864: ((قد يقع ذلك عمداً إمّا بقصد الإغراب، أو لقصد الامتحان، وقد يقع وهماً، فأقسامه ثلاثة وهي كلها في الإسناد، وقد يقع نظيرها في المتن، وقد يقع فيهما جميعاً)).
(4) في (م): ((رويناه)).
(5) رواها ابن عدي في جزء أسامي من روى عنهم البخاري من مشايخه: 2/ أ. ومن طريقه رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 20. وانظر: وفيات الأعيان 4/ 189، وسير أعلام النبلاء 12/ 408، وطبقات الشافعيّة الكبرى 2/ 6، والبداية والنهاية 1/ 25.
(6) قال ابن حجر في نكته 2/ 874: ((لا يختصّ بهذا المثال، بل كلّ مقلوب لا يخرج عن كونه معللاً أو شاذاً؛ لأنّه إنّما يظهر أمره بجمع الطرق واعتبار بعضها ببعض، ومعرفة مَن يوافق ممّن يخالف فصار المقلوب أخصّ مِن المعلّل والشاذّ. والله أعلم)).
(7) رواية جرير عند: الطيالسي (2028)، وعبد بن حميد (1259)، والترمذي في علله (146).
(8) بضم الموحدة ونونين. تقريب التهذيب (810).
(9) الحديث من هذا الطريق، مرفوعاً: عبد الرزاق (1932)، والحميدي (427)، وابن أبي شيبة 1/ 405، أحمد 5/ 296 و303 و304 و305 و307 و308 و309 و310، وعبد بن حميد (189)، والدارمي (1264) و (1265)، والبخاري 1/ 164 (637) و (638) و2/ 9 (909)، ومسلم 2/ 101 (604)، وأبو داود (539) و (540)، والترمذي (592)، والنسائي 2/ 31 و81، وابن خزيمة (1644)، وابن حبّان (2223)، والبيهقي 2/ 20، والبغوي (440).
(10) انظر: العلل ومعرفة الرجال (1172)، والمراسيل لأبي داود: 94، والترمذي عقب (517) وفي العلل الكبير (146)، والضعفاء الكبير 1/ 198.
(11) في (ب): ((وأبو)).
(12) قال السيوطي في شرحه لألفيّة العراقي: 228: ((قد يكون القلب في المتن كحديث مسلم 3/ 93 (1031) في السبعة الذين يظلّهم الله: ((وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ أخْفَاهَا حَتَّى لاَ تعلَمَ يَمِيْنُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ))، فإنّه انقلب على بعض الرواة، وإنّما هُوَ: ((حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ)) ...)).
قال النووي في شرح صحيح مسلم 3/ 71: ((هكذا وقع في جميع نسخ مسلم في بلادنا وغيرها، وكذا نقله القاضي عن جميع روايات نسخ مُسْلِم: ((لاَ تعلَمَ يَمِيْنُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ))، والصحيح المعروف: ((حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ)). وانظر: نكت الزركشي 2/ 305، ونكت ابن حجر 2/ 874.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تحتفي بولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
|
|
|