معنى قوله تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-29
![]()
التاريخ: 2023-04-29
![]()
التاريخ: 2023-07-16
![]()
التاريخ: 22-04-2015
![]() |
معنى قوله تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً
قال تعالى :{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود : 117 - 123].
سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تعالى : {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }.
فقال عليه السّلام : « كانوا أمّة واحدة ، فبعث اللّه النبيين ليتّخذ عليهم الحجّة » « 1 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « لا يزالون مختلفين - في الدّين - إلّا من رحم ربّك ، يعني آل محمّد وأتباعهم ، يقول اللّه : وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدّين » « 2 ».
وقال رجل : سألت علي بن الحسين عليه السّلام عن قول اللّه : وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ قال : « عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة ، وكلّهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ، وأمّا قوله : إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ، ولذلك خلقهم من الطّينة الطيّبة ، أما تسمع لقول إبراهيم : {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ} [البقرة : 126] - قال - إيّانا عنى وأولياءه وشيعته وشيعة وصيّه ، قال : {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ} [البقرة : 126] - قال - عنى بذلك واللّه من جحد وصيّه ولم يتّبعه من أمّته ، وكذلك واللّه حال هذه الأمّة » « 3 ».
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ هم الذين سبق الشّقاء لهم ، فحقّ عليهم القول أنّهم للنار خلقوا ، وهم الذين حقّت عليهم كلمة ربّك أنهم لا يؤمنون.
قال علي بن إبراهيم : ثمّ خاب اللّه نبيّه ، فقال : وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ أي أخبارهم ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ في القرآن ، وهذه السورة من أخبار الأنبياء وهلاك الأمم .
ثم قال : {وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود : 121 - 123] « 4 ».
وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « جاء جبرئيل عليه السّلام إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : يا رسول اللّه ، إنّ اللّه تبارك وتعالى أرسلني إليك بهديّة لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : قلت : وما هي ؟ قال : الصبر ، وأحسن منه . قلت : وما هو ؟ قال :
الرّضا ، وأحسن منه . قلت : وما هو ؟ قال : الزهد ، وأحسن منه . قلت : وما هو ؟ قال : الإخلاص ، وأحسن منه . قلت : وما هو ؟ قال : اليقين ، وأحسن منه . قلت : وما هو ، يا جبرئيل ؟ قال : إنّ مدرجة «5» ذلك التّوكّل على اللّه عزّ وجلّ فقلت : وما التوكّل على اللّه عزّ وجلّ ؟ فقال : العلم بأنّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى اللّه ، ولم يرج ولم يخف سوى اللّه ، ولم يطمع في أحد سوى اللّه ، فهذا هو التوكّل .
قال : قلت : يا جبرئيل ، فما تفسير الصّبر ، قال : تصبر في الضرّاء كما تصبر في السرّاء ، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، ولا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء.
قلت : وما تفسير القناعة ؟ قال : يقنع بما يصيبه من الدنيا ، يقنع بالقليل ويشكر اليسير .
قلت : فما تفسير الرّضا ؟ فقال : الرّضا أن لا يسخط على سيّده ، أصاب من الدنيا أو لم يصب ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل.
قلت : يا جبرئيل ، فما تفسير الزّهد ؟ قال : الزاهد يحبّ من يحبّ خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرّج من حلال الدّنيا ولا يلتفت إلى حرامها ، فإنّ حلالها حساب وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة التي قد اشتد نتنها ، ويتحرّج عن حطام الدنيا وزينتها كما يجتنب النار أن يغشاها وأن يقصّر أمله وكأنّ بين عينيه أجله.
قلت : يا جبرئيل ، فما تفسير الإخلاص ؟ قال : المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد ، وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في اللّه ، فإنّ من لم يسأل المخلوق فقد أقرّ للّه عزّ وجلّ بالعبودية ، وإذا وجد فرضي فهو عن اللّه راض ، واللّه تبارك وتعالى عنه راض ، وإذا أعطى للّه عزّ وجلّ فهو على حدّ الثّقة بربّه عزّ وجلّ .
قلت : فما تفسير اليقين ؟ قال : الموقن يعمل للّه كأنّه يراه ، فإن لم يكن يرى اللّه فإن اللّه يراه ، وأن يعلم يقينا أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وإنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وهذا كلّه أغصان التوكّل ، ومدرجة الزّهد » « 6».
________________
( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 379 ، ح 573 .
( 2 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 338 .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 164 ، ح 82 .
( 4 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 338 .
( 5 ) المدرجة : الطريق ، وممرّ الأشياء على الطريق .
( 6 ) معاني الأخبار : ص 260 ، ح 1 .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|