المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
معنى قوله تعالى : لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ معنى قوله تعالى : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ معنى قوله تعالى : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ معنى قوله تعالى : لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ معنى قوله تعالى : لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ معنى قوله تعالى : لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ معنى قوله تعالى : مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ معنى قوله تعالى : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ بقاء النيماتودا Survival مـفهـوم تـقاريـر التـدقيـق Audit Reports تأثير عوامل البيئة على إحيائية النيماتودا تـمثيـلات الإدارة : معـيار 580 للتـدقيـق المجموعات الرئيسة لنيماتودا النبات (تقسيم نيماتودا النبات حسب طبيعة تطفلها) تدقيق التقديرات المحاسبية Accounting Estimates مسؤولية المدقق عن الحقائق المكتشفة بعد تاريخ التقرير قبل وبعد تاريخ إصدار البيانات


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المنهج السلوكي في التربية القرآنية  
  
305   09:16 صباحاً   التاريخ: 2025-03-05
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 62 ــ 67
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

المقصود بهذا المنهج أن التعاليم الإلهية المنزلة في آيات الكتاب الكريم هدفها التربية والتعويد على السلوك المستقيم وليست تعاليم نظرية مجردة؛ لأجل ذلك كان الاقتران الدائم في القرآن بين الإيمان والعمل الصالح، وأنّ العمل الصالح هو الكاشف عن الإيمان. كما جرى التأكيد على أن العمل الصالح عامل تقسم إلى عدة أقسام، أهمها السلوك الحسن مع الناس (خدمة) الناس، رعايتهم، قضاء حوائجهم وتفريج همومهم وتنفيس كربهم، فقد ورد في سورة الماعون: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الماعون: 1 - 3].

وفي آية أخرى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42]؟

{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر: 43، 44].

وفي آية أخرى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الحاقة: 30 - 34].

وغيرها من الآيات الشاهدة على أن الكاشف الحقيقي عن الإيمان هو السلوك العبادي والأخلاقي، العبادي مع الله والأخلاقي مع الناس، وحتى العبادي منه لا قيمة له إذا لم يؤد إلى المعاملة الأخلاقية الجيدة مع الناس: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

وفي ضوء ما تقدم فإن المنهج القرآني في التربية يقوم على بناء القناعات السليمة والقويمة، ثم على تحويل هذه القناعات إلى سلوك وعدم الاقتصار عليها. ويقوم أيضاً هذا المنهج على قياس مدى الالتزام بالقناعات والمبادئ من خلال السلوك، فلا انفكاك بين المبادئ والتزامها، وإن النماذج الإلهية الصادقة التي قدمها القرآن الكريم كانت تعبر عن مستوى الالتزام بالمبادئ والقيم في السلوك والمعاملة والأفعال. فالأنبياء والأولياء والصالحون الذين ذكروا في القرآن لم يكن وصفهم ونعتهم ومدحهم والإطراء عليهم من قبل الحق جل وعلا، لأنهم كانوا أكثر الناس إيماناً وقناعة بالمبادئ والرسالات والتشريعات التي نزلوا بها أو نزلت عليهم فحسب. بل إنهم أيضاً كانوا أكثر الناس التزاماً بهذه المبادئ، إلى جانب الإيمان القلبي بها. فعندما يمدح الله سبحانه وتعالى، ذلك الولي الأعظم؛ فذلك لأنه تصدق بالخاتم في ركوعه. وعندما يمدح أهل بيت العصمة في سورة الإنسان؛ فلأنهم أطعموا المسكين واليتيم والأسير وآثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ووقوا شح أنفسهم. وعندما يمدح نبي الله عیسی (عليه السلام) فلأنه كان براً بوالدته. وعندما يمدح نبي الله إسماعيل فلأنه كان صادق الوعد. وعندما يمدح لقمان (عليه السلام) فلأنه كان حكيماً. وعندما يمدح نبي الله يوسف فلأنه كان عفيفاً. وغير ذلك من القصص القرآني الذي يتعرض للأنبياء والأولياء حيث المديح والإطراء وعلو الشأن، بحسب القرآن، كان لجهة مدى التزام هؤلاء الصالحين بتعاليم السماء، وذلك في سلوكهم ومعاملاتهم وتصرفاتهم.

وفي المقابل، فقد ذم الله سبحانه بني إسرائيل: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]، كما أنه حذر المؤمنين من القول بغير العمل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].

ذلك يعني أيضاً أن العمل على مقتضى الرسالة وتعاليمها هو المطلوب، فما هي الفائدة من العبادات الفردية إذا لم تكن لها آثار اجتماعية تخدم في قيام الناس بالقسط ونهوضهم وقيامهم بواجباتهم واستشعارهم بعدالة الرسالة التي أنزلها الله، وبالتالي بعدالة الله سبحانه وتعالى؟ فإن أخطر ما ينتج من مجرد الالتزام الفردي الظاهري بالشريعة من دون انعكاسها على السلوك الاجتماعي هو شعور الناس بعدم العدالة مع بقائهم على الفقر والعوز والحاجة والفاقة، إذا لم تفرض الرسالة على أهلها الإنفاق ولم يقم أهل الرسالة بالإنفاق، أو بالحض عليه بما يؤدي إلى رفض الناس للرسالة وللرساليّين، وبالتالي رفضهم للحق والعياذ بالله فقيمة أي فرد هي في مستوى تلبسه بالمبادئ في سلوكه وعمله حتى قيل عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إن خلقه القرآن، أي أنه قرآن حكيم ناطق متجسد في سلوك إنساني اجتماعي راقي، يستطيع على أساسه أن يستقطب للحق، وأن يجذب الناس إليه، عندما يقبلهم ويزورهم ويحن عليهم ويتفقدهم ويوفر احتياجاتهم ويسعى في حوائجهم ويعمل على التخفيف عنهم، ويواسيهم في فقرهم وضعفهم وقصر ذات يدهم ويتحمل إساءاتهم فالولي بحسب التعاليم هو الذي يضع نفسه في وسط الناس، ويعيش العدالة في سلوكه، ويواسي الناس في دنياه. وفي فقرهم، ويكون أرفعهم ديناً وزهداً وعبادة: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

من هنا، فإن المنهج التربوي في القرآن يقضي بأن التربية هي في السلوك، وأن التربية من أجل السلوك؛ التربية بالسلوك من خلال النماذج الإنسانية التي تجسدت في شخصيات الأنبياء والأولياء، والتربية من أجل السلوك أي من أجل أن تتجسد التعاليم في أداء اجتماعي يؤدي إلى إصلاح المجتمع وإصلاح أحوال الناس بما يفضي إلى الاستقرار الاجتماعي، ذلك المناخ المؤاتي للعبودية.

إذاً يمكن القول، باختصار، إنّ المنهج التربوي في القرآن منهج التربية بالسلوك من أجل السلوك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.