المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Silicon
30-3-2019
المنصور وابن شهيد
7/11/2022
الحرم
18-1-2017
العلاقات المكانية للمدينة ومجالها الجغرافي - العلاقات المكانية بين المدينة وإقليمها الريفي
23/10/2022
تأثير تغير مدى الدالة الحامضية
2024-01-21
نيماتودا البراعم والأوراق Aphelenchoides spp
12-2-2017


تنمية السجايا الاخلاقية  
  
1017   11:40 صباحاً   التاريخ: 2023-04-27
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص43 ــ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ينبغي على المربين الأكفاء أن يعملوا على تنمية الميول الفطرية للسجايا الأخلاقية في ضمير الشاب مستفيدين من هذه الثروة الطبيعية ، وعلى المربين أن يدعموا ميول الشباب للأخلاق الإنسانية الفاضلة والتي هي أساس الجمال الروحي والمعنوي لدى الإنسان ، ويجعلوا منهم رجالاً أكفاء .

(هناك علاقة وثيقة بين الكمال الأخلاقي وكمال حب الجمال لدى الشبان، وكل معلم ومرب يتغافل عن العمل في سبيل هذه القيم الأخلاقية يعتبر مذنباً ومقصراً) .

(إن القيم الأخلاقية للشباب تختلف عن القيم التي تسود المراحل التي تلي مرحلة الشباب ، فالتعاون يعتبرونه تضحية والإحسان رأفة وشفقة ، حتى الصبر الذي يعتبر من الصفات التي يصعب التحلي بها في عهد الشباب ، تجده بصورة واضحة لدى الشباب) .

الشاب وصفاء الذات:

وهناك قيم اخرى يفضلها جيل الشباب مثل : الشرف والكفاءة واللياقة والصداقة والمحبة والشجاعة إلى حد التضحية في سبيل الهدف الذي يرنو إليه الإنسان ، وكل هذه القيم والصفات تهيء إمكانات الشباب وطاقاته الفردية للتفتح.

لقد كان أولياء الله (عليهم السلام) يؤكدون في بياناتهم على أهمية روح الشباب الطاهرة وميولهم الفطرية إلى المبادئ الأخلاقية والإنسانية ، ويوصون المربين بالاستفادة من هذه الثروة العظيمة وهذه الميزة الفطرية في تربية جيل الشباب تربية صالحة وسليمة.

ودخل رجل يدعى «أبا جعفر الأحول» وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وعمل فترة مبلّغاً للمذهب الشيعي لنشر تعاليم أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ، دخل يوماً على الإمام الصادق (عليه السلام)، فسأله الإمام (عليه السلام): كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه ، قال: والله إنهم لقليل . فقال (عليه السلام) عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير(1).

الشاب وحب الفضيلة

لقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الحديث إلى صفاء ذات الشاب وحبه للفضيلة، وأكد إلى أبي جعفر الأحول الذي كان يشتغل في التبليغ للناس وتربيتهم، أن الشاب هو أسرع إلى إدراك المحاسن وأسرع إلى التحلي بالصفات الإنسانية ، وهذه إشارة صريحة إلى أن الميول لجمال الذات والروح والفضائل الأخلاقية تولد مع دخول الإنسان مرحلة الشباب .

وتحكي لنا الروايات الإسلامية ، ويشرح لنا القرآن الكريم قصة النبي يوسف (عليه السلام) وما عاناه من إخوته من أبناء يعقوب (عليه السلام) الذين باعوه عبداً إلى قافلة كانت متوجهة إلى مصر ، ولما توالت السنون وتسلم يوسف (عليه السلام) السلطة في مصر ، علم إخوته الذين كانوا يكبرونه سناً بالأمر فندموا على ظلمهم ليوسف (عليهم السلام) ، وقدموا على يعقوب ويوسف (عليهم السلام) نادمين مستغفرين ، {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 97، 98].

وقالوا ليوسف (عليه السلام): {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 91، 92].

الشباب والقلب الرؤوف :

سأل إسماعيل بن فضل الهاشمي الإمام الصادق (عليه السلام): لماذا أجل يعقوب (عليه السلام) الصفح عن أبنائه بينما يوسف (عليه السلام) بادر فوراً إلى الصفح عنهم وطلب الغفران لهم؟ ، فرد عليه الإمام الصادق (عليه السلام) قائلاً: (لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف وجنايتهم على يعقوب إنما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه وأخر يعقوب العفو، لأن عفوه إنما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة)(2).

وفي الحديث الآنف الذكر يتحدث الإمام الصادق (عليه السلام) عن القلب الرؤوف والرقيق للشباب ، ويشير إلى أنهم الأكثر استعداداً للصفح والمغفرة والعطف.

______________________________

(1) روضة الكافي، ص93.

(2) السفينة (القلب) ، ص 442. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.