أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-04
1090
التاريخ: 15-8-2017
2117
التاريخ: 11-4-2017
2814
التاريخ: 18-10-2018
1947
|
ينبغي على المربين الأكفاء أن يعملوا على تنمية الميول الفطرية للسجايا الأخلاقية في ضمير الشاب مستفيدين من هذه الثروة الطبيعية ، وعلى المربين أن يدعموا ميول الشباب للأخلاق الإنسانية الفاضلة والتي هي أساس الجمال الروحي والمعنوي لدى الإنسان ، ويجعلوا منهم رجالاً أكفاء .
(هناك علاقة وثيقة بين الكمال الأخلاقي وكمال حب الجمال لدى الشبان، وكل معلم ومرب يتغافل عن العمل في سبيل هذه القيم الأخلاقية يعتبر مذنباً ومقصراً) .
(إن القيم الأخلاقية للشباب تختلف عن القيم التي تسود المراحل التي تلي مرحلة الشباب ، فالتعاون يعتبرونه تضحية والإحسان رأفة وشفقة ، حتى الصبر الذي يعتبر من الصفات التي يصعب التحلي بها في عهد الشباب ، تجده بصورة واضحة لدى الشباب) .
وهناك قيم اخرى يفضلها جيل الشباب مثل : الشرف والكفاءة واللياقة والصداقة والمحبة والشجاعة إلى حد التضحية في سبيل الهدف الذي يرنو إليه الإنسان ، وكل هذه القيم والصفات تهيء إمكانات الشباب وطاقاته الفردية للتفتح.
لقد كان أولياء الله (عليهم السلام) يؤكدون في بياناتهم على أهمية روح الشباب الطاهرة وميولهم الفطرية إلى المبادئ الأخلاقية والإنسانية ، ويوصون المربين بالاستفادة من هذه الثروة العظيمة وهذه الميزة الفطرية في تربية جيل الشباب تربية صالحة وسليمة.
ودخل رجل يدعى «أبا جعفر الأحول» وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وعمل فترة مبلّغاً للمذهب الشيعي لنشر تعاليم أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ، دخل يوماً على الإمام الصادق (عليه السلام)، فسأله الإمام (عليه السلام): كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه ، قال: والله إنهم لقليل . فقال (عليه السلام) عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير(1).
لقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الحديث إلى صفاء ذات الشاب وحبه للفضيلة، وأكد إلى أبي جعفر الأحول الذي كان يشتغل في التبليغ للناس وتربيتهم، أن الشاب هو أسرع إلى إدراك المحاسن وأسرع إلى التحلي بالصفات الإنسانية ، وهذه إشارة صريحة إلى أن الميول لجمال الذات والروح والفضائل الأخلاقية تولد مع دخول الإنسان مرحلة الشباب .
وتحكي لنا الروايات الإسلامية ، ويشرح لنا القرآن الكريم قصة النبي يوسف (عليه السلام) وما عاناه من إخوته من أبناء يعقوب (عليه السلام) الذين باعوه عبداً إلى قافلة كانت متوجهة إلى مصر ، ولما توالت السنون وتسلم يوسف (عليه السلام) السلطة في مصر ، علم إخوته الذين كانوا يكبرونه سناً بالأمر فندموا على ظلمهم ليوسف (عليهم السلام) ، وقدموا على يعقوب ويوسف (عليهم السلام) نادمين مستغفرين ، {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 97، 98].
وقالوا ليوسف (عليه السلام): {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 91، 92].
سأل إسماعيل بن فضل الهاشمي الإمام الصادق (عليه السلام): لماذا أجل يعقوب (عليه السلام) الصفح عن أبنائه بينما يوسف (عليه السلام) بادر فوراً إلى الصفح عنهم وطلب الغفران لهم؟ ، فرد عليه الإمام الصادق (عليه السلام) قائلاً: (لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف وجنايتهم على يعقوب إنما كانت بجنايتهم على يوسف ، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه وأخر يعقوب العفو، لأن عفوه إنما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة)(2).
وفي الحديث الآنف الذكر يتحدث الإمام الصادق (عليه السلام) عن القلب الرؤوف والرقيق للشباب ، ويشير إلى أنهم الأكثر استعداداً للصفح والمغفرة والعطف.
______________________________
(1) روضة الكافي، ص93.
(2) السفينة (القلب) ، ص 442.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|