أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-21
515
التاريخ: 2024-06-18
1012
التاريخ: 2024-08-26
622
التاريخ: 2025-01-08
181
|
ولدينا من عهد الملك «تحتمس الرابع» وصف لحملة قام بها هذا الملك على بدو الصحراء. ولكن مما يُؤْسَفُ له أن تلك النقوش التي عُثِرَ عليها في «كونوسو» قد وصلت إلينا رديئة الحفظ ولا يمكن فهمها فهمًا تامًّا وقد جاء فيها بعد ذكر اسم الملك ما يأتي: «السنة الثامنة الشهر الثالث من فصل الزرع اليوم الأول عندما كان الملك في «طيبة» … وقدم لوالده «آمون» … جاء رجل وقال لجلالته: «لقد نزل إلينا نوبي (من الهضبة الصحراوية؟) في مكان ما في «واوات» وأنه دبر فتنة على مصر وجمع معه كل أجانب مصر المهاجرين والثائرين من الأراضي الأخرى». وقد ذهب الملك إلى معبد «آمون» ودعا والده «آمون» أن يُسْدِيَهُ النصح والمساعدة، وبعد ذلك سافر نحو الجنوب ليضرب العدو في بلاد النوبة …». (ويأتي بعد ذلك قطعة مهشمة) «وكانت العربات في صفوف بجانبه وكانت جنوده المظفرة معًا وبجانبهم المجندون، والأسطول المجهز كان في ركابه، وقد سافر جلالته نحو الجنوب مثل النجم الجبار (الجوزاء Orion) وقد أعمى أهل الجنوب (سكان الوجه القبلي) جَمَالُهُ، وهَلَّلَ الناس له وفرحت النسوة بالرسالة. وكل آلهة الوجه القبلي ساعدوه». وهكذا يتبع الوصف الخاص بالقضاء على العدو: «وقد اخترق الصحراء الشرقية لأنه سار في الطريق كأنه الفهد … وقد وجد كل الأعداء النوبيين مختبئين في وديانهم التي لا يعرفها الإنسان». وما يأتي بعد ذلك من المتن قد هُشِّمَ ولذلك لم نفهم منه شيئًا وقد تلف نحو اثني عشر سطرًا تلفًا بالغًا لدرجة أنها على وجه عام لم تُنْشَرْ، ولكن ما تبقى منها يكفي للدلالة على أن الموضوع ينحصر في أن المتن كان الغرض منه التحدث عن حملة تأديبية على بدو الصحراء الشرقية.
ولدينا منظر خاص لنفس الحملة في نفس المكان فنشاهد فيه الملك وهو واقف أمام الإلهين «ددون» إله «تاستي» والإله «حمن» سيد الصحراء الغربية يضرب الأعداء، وقد أُرِّخَ بنفس التاريخ السابق، وكذلك يُلْحَظُ أن المنظر الذي صُوِّرَ على الجدار الداخلي لصندوق عربة «تحتمس الرابع» يمثل هذه الموقعة ففي الجزء الأعلى نشاهد الملك في صورة «بولهول» يدوس ثلاثة من النوبيين، وفي أسفل من ذلك صورة ستة أناس أجانب عاديين نُقِشَ معهم اسم الأعداء المغلوبين وهم أهل «كوش» و«كاراي»، و«ميو»، و«أرم»، و«جورسس»، و«ترك». وملابسهم غريبة بالنسبة لأهل الجنوب، إذ يرتدي كل منهم قميصًا ذا ألوان، و(شالًا) على أحد الكتفين، وقرطًا ضخمًا وأَسْوِرَةَ معصم. ويُلْحَظُ أن بعضهم زنجي خالص. والأراضي التي ذُكِرَتْ هنا في أغلب الظن تقع في السودان (ولا بد أن تكون «كاراي» بالقرب من «نباتا»). وفي تواريخ «تحتمس الثالث» نجد أن جزية النوبة مقسمة بين «كوش» و«واوات». و«أرم» تعد جزءًا من بلاد «كوش» وهي بلاد جزيتها من ضمن جزية «كوش» ويُلْحَظُ أن «ترك» و«أرم» يُذْكَرَانِ معًا ولا تقع الواحدة منهما بعيدة عن الأخرى، ومن المشكوك فيه أن «أرم» هي «ألم» بلغة «الجالا».
ومما يشير إلى عدم أهمية هذه الحملة من الناحية السياسية وعلى وجه عام إلى السياسة السلمية في الجنوب أن هذا المنظر قد وُضِعَ في الخلف بالنسبة لصور الحملة الأسيوية. ولدينا صورة مشابهة كذلك في المنظر الذي على الجزء الداخلي لكرسي عُثِرَ عليه في مقبرة «تحتمس الرابع» ولم يَبْقَ منه إلا قطعة؛ وخلافًا لذلك لا نعلم إلا القليل عن هذه الحملة، فلدينا نقش من غربي «طيبة» يبرهن على أن الأسرى قد سِيقُوا إلى مستعمرة. ويقول كاهن أوَّل للإله «أنوريس» إنه رافق الملك من «النهرين» حتى «كاراي»، وكذلك لدينا نقش من «أمدا» يحتوي بعض عبارات قد لا تمت بمعلومات عن حملة حربية.
|
|
العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
|
|
|
|
|
عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة
|
|
|
|
|
استقطاب المرضى الأجانب.. رؤية وخطط مستقبلية للعتبة الحسينية في مجال الصحة داخل العراق
|
|
|