أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-26
283
التاريخ: 2024-10-01
471
التاريخ: 2024-04-25
1117
التاريخ: 2024-05-20
1200
|
والواقع أن «أميني» قد ذكر لنا حملتين إلى بلاد النوبة كان الغرض منهما الحصول على الذهب. فقد قاد «أميني» حملة متأخرة إلى صحراء «قفط» (وكان قد مات في السنة الثالثة والأربعين من حكم «سنوسرت الأوَّل»)، وعلى ذلك لا ينبغي ألَّا نُؤَرِّخَ هذه الحملة بالسنين الأخيرة من حكم «سنوسرت الأوَّل»، هذا إلى أن ولي العهد أي «أمنمحات الثاني» كان قد رافقه في هذه الحملة.
ووصف هذه الحملة مُختصَر وليس مؤرَّخًا. فاستمع لما جاء فيه: «لقد سرت نحو الجنوب لأحضر التبر لجلالة «سنوسرت الأوَّل» العائش أبديًّا. وقد سرت إلى الجنوب مع الأمراء وولي العهد بكر أولاد الملك المحبوب «أميني» له الحياة والعافية والصحة. وسرت إلى الجنوب مع جمع يبلغ أربع مئة من خيرة رجال الجيش، وعدنا إلى الوطن سالمين دون أن يُفْقَدَ واحد منا، وقد أحضرت الذهب الذي كلفت به، وقد مُدِحْتُ من أجل ذلك في بيت الملك وشكرني ابن الملك».
ويدل عدد الجنود الذين رافقوا «أميني» على أنه لم يكن هناك ما يدعو إلى نشوب حرب بل كان لمجرد البحث عن مناجم الذهب التي بدأت تظهر في بلاد النوبة. والظاهر أن وادي النيل النوبي في ذلك الوقت قد سادته السكينة بعد الحروب الأولى، وأن المصريين قد أخذوا العدة لأنفسهم وأقاموا الحاميات في أنحاء طرقهم، ومع ذلك فقد اتخذ قائدنا لنفسه الحيطة خوفًا من قطاع الطرق من البدو الذين كانوا يتجمعون في الصحراء.
أما الصلات مع بلاد النوبة العليا أو بلاد «كوش» فسنتحدث عنها فيما بعدُ ويكفي أن نشير هنا إلى أنه قد وُجِدَ في عهد «سنوسرت الأوَّل» تماثيل للحاكم «زفاي حعبي» وزوجته في بلدة «كرمة».
وقد بقيت العلاقات الودية بين مصر وبلاد النوبة سائدة ومستمرة في عهد كل من «أمنمحات الثاني» وخلفه «سنوسرت الثاني» وذلك لأن الاحتلال المصري كان على ما يظهر ناجحًا؛ ولذلك لم يكن هناك ما يدعو إلى إرسال حملات حربية إلى بلاد النوبة. ولدينا لوحة محفوظة بالمتحف البريطاني لموظف يدعى «ساحتحور» مساعد مدير الخزانة وقد ذُكِرَ ضمن نقوشها أنه قام برحلة مماثلة لحملة «أميني» لإحضار الذهب، فاستمع لما يقول: «لقد زرت أرض المناجم «سيناء» وأنا شاب، وأجبرت العظماء والأمراء على غسل الذهب وأحضرت الفيروزج ووصلت إلى «تاستي» (النوبة) الخاصة بالنحسيو لأني أتيت إليها عندما كانت مقهورة أمام خوف سيد الأرضين وسرت نحو «حا» واخترقت جزيرتها (أو أرضها) وأحضرت محاصيلها (؟) وإني أقسم بسيدي — له الحياة والفلاح والصحة — أني أقول الصدق».
وهذا المتن يؤكد لنا ما تحدث به «أميني» في نقشه، ويضيف لنا تفاصيل أخرى عن استخراج الذهب، كما ذكر لنا استخراج الفيروزج من بلاد النوبة.
وتدل شواهد الأحوال على أنه في تلك الفترة قد تم نظام الحاميات كما تم بناؤها فقد وجد نقش على صخرة في «أسوان» مُؤَرَّخٌ بالسنة الخامسة والثلاثين من عهد أمنمحات الثاني خاص بتفتيش على هذه الحصون حيث يقول: «لقد أتى … «حنو» ليقوم بتفتيش على حصون «واوات».
وقد أرسل «أمنمحات الثاني» بعوثًا إلى «وادي الهودي» وقد وصلت إلينا لوحة من عهده غير مُؤَرَّخَةٍ أقامها رئيس البعثة المسمى «سنيبو» ويحمل لقب رئيس الخزانة ونُقِشَ عليها ما يأتي: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري «خع كاورع» عاش أبد الآبدين محبوب «حنحور» سيدة الجمشت (حسمن). قريب الملك الحقيقي ومحبوبه وساكن قلبه رئيس الخزانة، وهو الذي وضعته «سبك رع» ورب الاحترام والذي استولى على قلب الملك باختراق الصحاري (في البعثة) التي قام بها لسيده بتفوق «سنيبو» رب الاحترام».
ولدينا لوحة أخرى من هذا المكان منحوتة من الصخر الرملي غير أن معظم كتاباتها قد محيت ويرجع عهدها إلى السنة السادسة من الحكم الذي اشترك فيه هذا الفرعون وابنه «سنوسرت الثاني».
ومما هو جدير بالذكر هنا أن حصن «عنيبة» قد أُصْلِحَ وزيد فيه في عهد «سنوسرت الثاني» وكذلك وُجِدَ اسمه مطبوعًا على لبنة في حصن «الكبانية».
ووُجِدَ في محاجر الصحراء الواقعة شمال غربي «توشكى» بعض نقوش من عهد «سنوسرت الثاني» منها نقش مُؤَرَّخٌ بالسنة الثامنة (؟) من عهد هذا الملك يحدثنا عن بعثة قام بها موظف كبير يُدْعَى «أميني» ويحمل لقب مدير هيئة الموظفين ولقب كاهن (سم) وهو من أكبر ألقاب الكهنة وفيه صلاة للإلهة «حتحور» سيدة «نخنت»؛ ومن بين الأسماء التي ذُكِرَتْ في هذه اللوحة اسم موظف يُدْعَى «حقا أب» بن «سنوسرت» ويحمل لقب المشرف على فرقة قطع الأحجار الأثرية، وهذا اللقب نادر جدًّا في الآثار المصرية وكذلك عُثِرَ على تمثال صغير منذور من الحجر الرملي نُقِشَ على صدره لقب «سنوسرت الثاني».
وقد ظل السلام مخيمًا في عهد كل من الفرعونين «أمنمحات الثاني» و«سنوسرت الثاني» على بلاد النوبة ومصر وازدهرت التجارة فيه ازدهارًا عظيمًا، ولكن ما لبث هذا السلام أن أعقبه اضطرابات وهجمات على القوافل في السنة الثامنة من عهد «سنوسرت الثالث» لأنه في هذه السنة قام هذا الفرعون بحملة على بلاد النوبة كما سنرى بعد، ومن المحتمل أن سبب قيام هذه الهجمات من جانب النوبيين يرجع إلى الخمول العسكري الذي ساد البلاد في عهد هذين الملكين السابقين وهو الذي شجع السكان في السودان على القيام بالهجرة في البلاد من الجزء الجنوبي من السودان مما أدى إلى طرد قبائل أخرى أمامها نحو الشمال.
|
|
دليل التغذية الأولى للرضيع.. ماذا أنسب طعام بعد 6 شهور؟
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
شعبة الخطابة الحسينية النسوية تطلق اختبارات مسابقة (سبيل المنتظرين) في كربلاء المقدسة
|
|
|