المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4913 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

قم لا تعادون شيئاً مما قد فعلت
11-7-2017
محمد بن محمد السجاوندي
14-9-2016
تقنيات زراعة الزعفران
2023-06-19
قصة قريش في محاولتهم لتعجيز النبي
12-10-2014
Molecular Solids
17-4-2019
وجوب تنصيب عامل لقبض الصدقات من قبل الإمام.
6-1-2016


توحيد الله تعالى في الذات والصفات  
  
53   07:11 صباحاً   التاريخ: 2025-01-29
المؤلف : آية الله السيد محسن الخرّازي
الكتاب أو المصدر : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 63 - 65
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / معنى التوحيد و مراتبه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-07-2015 1921
التاريخ: 5-07-2015 1562
التاريخ: 3-07-2015 1758
التاريخ: 8-4-2018 1415

[يجب توحيد الله تعالى] ... في الذات ونعتقد بأنه واحد في ذاته ووجوب وجوده، كذلك يجب - ثانيا - توحيده في الصفات، وذلك بالاعتقاد بأن صفاته عين ذاته كما سيأتي بيان ذلك، وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية، فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي الخلق والرزق لا شريك له وفي كل كمال لا ند له (أ).

_____________

(أ) الند هو النظير والشبيه، ثم إن ما ذكره المصنف من نفي الشبيه والنظير في الصفات واضح بعد ما عرفت من رجوع كل شئ إليه من الوجود والحياة والقدرة والعلم وغيرها، بخلافه تعالى، فإنه ليس من غيره لا في وجوده ولا في كمالاته فهو قيوم دون غيره، وأيضا كل شئ غيره محدود بحد وليس هو محدودا بحد من الحدود، ولا مقيدا بقيد من القيود، بل هو صرف الكمال، وهو الذي لا يتناهى من جميع الجهات، وهكذا ولا ضعف فيه ولا في أوصافه ولذا لا يختلف الأشياء بالنسبة إلى علمه وقدرته، بل كلها مقدورات ومعلومات له تعالى من دون تفاوت بينها، ولا يعرضه الضعف والفتور ولا يشوبه العدم ويكون مستقلا في أفعاله وذاته بخلاف غيره تعالى.

ومن ذلك يعرف أن غيره المحدود بالحدود والقيود والمحتاج في وجوده وكماله لا يكون شبيها به تعالى، فإن غيره المتصف بهذه الصفات محدود ومحتاج، فكيف يكون شبيها بمن لا حد ولا حاجة له، بل هو صرف الكمال وعين الغنى فلا ند له ولا كفؤ، كما نص عليه القرآن الكريم بقوله: " ولم يكن له كفوا أحد "، " ليس كمثله شئ " (1)، بل لا غير إلا به، فكيف يمكن أن يكون الغير شبيها ونظيرا له في الصفات.

ومما ذكر يظهر أن نفي النظير والشبيه لا يختص بذاته وصفاته الذاتية، بل لا نظير له في صفاته الفعلية كالخلق والرزق، فإن كل ما في الوجود منه تعالى وليس لغيره شئ إلا بإذنه، فلا خالق ولا رازق بالاستقلال إلا هو كما نص عليه بقوله عز وجل: " إن الله فالق الحب والنوى " (2)، " الله يبسط الرزق لمن يشاء " (3)، " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " (4)، " والله خلقكم وما تعملون " (5)، " ذلكم الله ربكم إله إلا هو خالق كل شئ " (6)، " بل لله الأمر جميعا " (7).

ولا ينافيه إسناد تدبير الأمر إلى غيره في قوله تعالى: " فالمدبرات أمرا " (8)، ونحوه، لأن تدبيرها بإذنه وإرادته وينتهي إليه، فالنظام في عين كونه مبنيا على الأسباب والمسببات يقوم به تعالى في وجوده وفاعليته، فالملائكة مثلا لا يفعلون إلا بأمره وإرادته ويكونون رسلا منه، كما أشار إليه في قوله: " جاعل الملائكة رسلا " (9)، وهكذا كل سبب آخر فالأمر أمره والفعل فعله وليس له معادل يعادله، بل كل منه وبه في وجوده وفاعليته، ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم إذا عرفت أن الفاعلية بتقدير منه ومنتهية إليه تعالى فلا مجال لتقسيم الأشياء إلى الشرور والخيرات وإسناد الأولى إلى غيره تعالى، بل كل شئ من الموجودات داخل في النظام الأحسن الذي يقوم به تعالى، والنظام الأحسن بجملته نظام يكون صدوره أرجح من تركه، فلذا يصدر من الحكيم المتعالي.

ثم إن للشرك في الفاعلية مراتب بعضها يوجب خروج المعتقد به عن حوزة الإسلام وزمرة أهل التوحيد، كمن إعتقد بأن للعالم مؤثرين، النور وهو أزلي فاعل الخير ويسمى " يزدان " والظلمة وهي حادثة فاعلة للشر وتسمى " أهريمن " كما نسب إلى المجوس (10). وهذا من أنواع الشرك الجلي فإن المعتقد المذكور يعتقد استقلال الظلمة في الفاعلية، والاستقلال في التأثير والفاعلية شرك.

وبعضها الآخر لا يوجب خروج المعتقد به عن زمرة أهل التوحيد كمن إعتقد بتأثير بعض الأمور كالمال والولد وغيرهما من دون توجه إلى أن مقتضى الإيمان بتوحيده تعالى في الأفعال هو أنه لا تأثير لشئ إلا بإذنه تعالى، وهذا من أنواع الشرك الخفي، والمعتقد به لا يعلم أنه ينافي التوحيد الأفعالي، وهو أمر يبتلى به أكثر المؤمنين كما أشار إليه في كتابه الكريم بقوله: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " (11) أعاذنا الله تعالى من ذلك كله " (12).

______________

(1) الشورى: 11.

(2) الأنعام: 95.

(3) الرعد: 26.

(4) الأعراف: 54.

(5) الصافات: 96.

(6) الأنعام: 101.

(7) الرعد: 31.

(8) النازعات: 5.

(9) فاطر: 1.

(10) راجع اللوامع الإلهية: ص 241.

(11) يوسف: 106.

(12) راجع جهان بيني: ج 2 ص 92، للأستاذ الشهيد المطهري قدس سره.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.