أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-28
328
التاريخ: 2024-08-17
757
التاريخ: 2024-01-31
1193
التاريخ: 2024-12-17
250
|
كان يسكن في بلاد النوبة السفلى قوم من النوبيين القدامى الذين يُنْسَبُونَ إلى نفس جنس سكان مصر في عهد ما قبل التاريخ، ولكنَّ دَمَهُمُ الحامي كان مختلطًا بدم الزنوج وهم الذين تَخَطَّوُا الشلال الأوَّل من الجنوب ونزلوا في الوجه القبلي واستوطنوه وهؤلاء القوم كانوا في الأصل رعاة ماشية يشبهون قبيلة «البقارة» الحالية التي يرعى أهلها ماشيتهم ي مراعي «كردفان» وقبيلة «المعازة» التي يربي أهلها الماعز في رقعة الصحراء الشرقية، وقد استوطنوا وادي النيل، ولا يمكننا أن نحكم على وجه التأكيد من أين جاء هؤلاء السكان الجدد وقد ذهب الأثري «فرث»، والأستاذ «ينكر» إلى أن موطنهم الأصلي في الجنوب الشرقي من البقعة التي ينبع منها النيل الأزرق وعطبرة، ويتألف من مجراهما طريق طبيعي إلى وادي النيل في بلاد النوبة، وفي هذه البقعة نجد موطن أهل ثقافة «كرمة» الذين يسكنون بلاد النوبة العليا، وقد نمت ثقافة القوم وترعرعت في «دنقلة»، غير أن الأستاذ «ستيندورف» يرجح نظرية أخرى في هذه المعضلة وافقه عليها الأثري «فرث» وأنكرها الأستاذ «ينكر»، وذلك أن قوم مجموعة ثقافة C قد أَتَوْا من الجنوب الغربي من «كردفان» وسكنوا أولًا في منطقة الشلال الثاني، ونذكر هنا بهذه المناسبة نظرية أخرى أدلى بها «فرث» إذ يقول إن أول وأبسط فرض يخطر بالبال هو أن الجنس الزنجي قد دخل وادي النيل النوبي من جهة السودان واختلط بالقبائل الحامية التي تقطن الصحراء الشرقية وهم الذين يمثلهم الآن «العبابدة» و«البشاريون» و«الهدندوة» ولكن يعترض هذه النظرية التي ينكرها كذلك الأستاذ «ينكر» النتائج التي أسفر عنها بحث الأجسام البشرية؛ وذلك أن الهياكل العظمية لمجموعة C ليس فيها إلا نسبة ضئيلة من الجنس الزنجي، وهنا نقف أمام سؤال لم تُسْفِرِ البحوث الأثرية عن جواب شافٍ له، وهو ما أصل هذه السلالة التي غزت البلاد النوبية؟ ويجب أن نعلم حق العلم أننا هنا أمام جنس من الناس يحيط بأصله الغموض والإبهام وليس لدينا أية معلومات كتابية تميط اللثام عنه (وقد تحدثت عن أصل ثقافة مجموعة C عند التحدث عن جولان «التمحو» وخزفهم الذي عثر عليه في بلاد النوبة في الجزء السابع من مصر القديمة ص 65–74(.
والذي نعرفه أن هؤلاء القوم المهاجرين بمجرد اختلاطهم بالسكان الأصليين كوَّنوا لأنفسهم ثقافة جديدة نامية أخذت عناصر كثيرة من الثقافة النوبية القديمة، وبخاصة الفخار، ولكنها على وجه عام كانت ثقافة قائمة بذاتها، وقد احتلت مكانة عالية في الحياة القومية نفسها، وإذا ما قُرِنَتْ بثقافة الدولة الوسطى المصرية عُدَّتْ ساذجة إلى أقصى حدٍّ، بالنسبة إليها، ويمكن أن تُعَدَّ بمثابة الثقافة النحاسية الحجرية المتأخرة. ولم تأخذ عن المنتجات الثقافية الأجنبية إلا الشيء الضئيل جدًّا؛ وذلك لأن الأهالي كانوا شديدي الفقر فلم يفكروا في جلب أشياء كمالية من الخارج، وعلى ذلك لم يجلب من مصر الغنية أشياء مصنوعة من النحاس إلا القليل كالمرايا والخناجر وقطع الزينة الرخيصة أو الأواني المصنوعة من الفخار كالأباريق القناوي وما أشبه ذلك. كان يتجر فيها تجار جائلون وهم الذين كانوا يتنقلون بسلعهم من مكان إلى آخر، ولكن من جهة أخرى لم يكن هناك أي تبادل تجاري بين أهل مجموعة ثقافة C ومصر. ومن جهة أخرى نستخلص أنه كانت تقوم بين هؤلاء الناس وبين سكان ساحل البحر الأحمر معاملات ماهرة، إذ كانوا يجلبون من ساحل البحر الأحمر الأدوات الضرورية للزينة وبخاصة المحار الذي كان يحمله بدو الصحراء الشرقية إلى وادي النيل.
هذا وليس لدينا أي دليل على قيام أية معاملات تجارية بين هؤلاء القوم وبين بلدة «كرمة» التي كانت تعد المركز الثقافي المصري لبلاد النوبة العليا.
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
دراسة تكشف عن حياة "غريبة" في أعماق الأرض
|
|
|
|
|
العتبة العلويّة المقدّسة تقيم فعالية العرض المسرحي "سيد الكلام" احتفاءً بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|