أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2015
5711
التاريخ: 9-05-2015
6004
التاريخ: 9-05-2015
5558
التاريخ: 25-11-2014
6210
|
الجواب عن هذا السؤال يختلف باختلاف وجهات النظر فالذين لا ينتمون إلى دين معين ، أو ينتمون إلى دين ، لكن انتمائهم محدود بالأمور والمسائل الشخصية وليس له أي نفوذ في الامور الاجتماعية ، مثل «الكثير من المسيحيين» فإنّ جوابهم عن هذا السؤال واضح.
فهم يقولون : إنَّ أفضل أشكال الحكومات هي التي تكون منبثقة عن الشعب ، ولأنّ اتفاق الآراء غير ممكن غالباً ، فلذلك يجب انتخاب الحكّام عن طريق الأكثرية.
ولكن ما هو جدير بالذكر أنّ الموالين لهذه الفكرة يؤيدون الحكومات التي تصل إلى دفّة الحكم عن طريق الانقلابات واستخدام القوة من قِبلَ العسكريين ويقيمون معها نفس العلاقات التي يقيمونها مع الحكومات الشعبية ، ولا يهمّهم كيف وصلت هذه الحكومة إلى سدة الحكم! المهم هي على كرسي الحكم وتستطيع تثبيت حكمها وسيادتها.
ولهذا السبب نراهم يتريثون قليلًا حينما يقع انقلاب عسكري في أي بقعة من بقاع العالم ليروا هل ينتصر ويستلم مقاليد الحكم؟ فاذا انتصر وثبّت دعائم حكمه ووطّد أركانه فعندئذ تتبارى الحكومات المادية للإعتراف به.
والاعجب من ذلك أنّ جميع فقهاء المذاهب الأربعة من السنّة ، حسب قول مؤلف كتاب (الفقه الإسلامي وادلّته) يتفقون على أنّ الإمامة والحكومة يمكن حيازتهما بالقوّة والغلبة ، وكلّ من يصل إلى الحكم بالقوّة! دون الحاجة إلى بيعة الناس أو خلافة امام ومجيء خليفة من بعده (1). وقد ورد هذا المعنى بصراحة أكثر على لسان الفقيه السنّي المعروف «أحمد بن حنبل» ، حيث لا يعتبر الإمامة مشروطة بالعدل ولا بالعلم ولا الفضيلة ، وينقل حديثاً يتضمن معناه أنّ كلّ من تغلّب على الحكم بالسيف فهو خليفة وأمير للمؤمنين ولا يجوز لأحد انكار إمامة ذلك الغالب سواء كان بارّاً أم فاجراً (2).
وورد نظير هذا المعنى في كتاب (منهاج السنن) (3).
وربّما خطر على بال البعض ان القول بهذا المعنى لا يصدر إلّامن أولئك الذين لا يؤمنون بأي اله أو دين ، ولكن لماذا يصدر هذا القول وتلك الفتوى ممّن يدّعي الإيمان والإسلام ويتمسّك بالقيم الخاصة للحكومة كالإيمان والعدالة؟
ولكننا وبعد فهمنا لهذه الحقيقة وهي أنّهم كانوا غالباً بصدد تبرير موقف الخلفاء من بني امية وبني العباس ومسايرتهم ، حينئذٍ لا يعترينا العَجَب من اعترافهم بالحكومات الظالمة والفاجرة التي وصلت إلى سدّة الحكم بالقوة والبطش.
على أيّة حال ، فإننا وكلّما نظرنا بمنظار القرآن الكريم إلى هذه المسألة يتّضح لنا بجلاء أنّ الحكومة هي من حقّ الذات المقدّسة للخالق ثم لمن يراه عزّ وجلّ صالحاً لذلك.
فقد ذكر القرآن الكريم هذه الآية في أكثر من مكان : {إِنِ الحُكْمُ إِلَّا للَّهِ}. (الانعام/ 57) (يوسف/ 40- 67)
ونرى نفس هذا المضمون في آيات اخرى.
إنَّ كلمة «حُكم» تتضمّن معنىً واسعاً حيث تشمل (الحكومة) و (القضاء) كذلك.
والواقع أن توحيد الخلقة ملازمٌ لتوحيد الحكم ، بمعنى أننا عندما نُسَلِّم أنّ العالَم بأجمعه مخلوق من مخلوقات اللَّه سبحانه ، علينا أن نقبل أنَّه ملكٌ تامٌ له أيضاً ، وطبيعي أن يكون الحكم المطلق لهذا العالم بيد اللَّه كذلك ، لذا وجب أن نسير حسب أوامره ، واعتبار من يجلس على كرسي الحكم دون اذنه وأمره متعدياً وغاصباً.
هذه الفكرة النابعة من (التوحيد الافعالي للخالق) (توحيد المالكية والحكم) ، معروفة كاملًا للموحدين كما أنّ عقائد المذاهب الالحادية معروفة للجميع ، (تأمل جيداً).
ولهذا السبب فإننا نعتبر الأنبياء حكّاماً حقيقيين من قبل اللَّه ، ولهذا السبب أيضاً بدأ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بتشكيل الحكومة في أول فرصة سنحت له ، أي عند هجرته إلى المدينة حيث كان الوقت مناسباً لذلك.
وبعد ذلك فالحكومة من حقّ الذين عُينّوا من قِبَلهِ بواسطة أو بدونها.
وهناك روايات كثيرة تحدد الأمراء والأئمّة بعد الرسول صلى الله عليه و آله بإثنى عشر إماماً وقد أوردنا المصادر لذلك في المجلد التاسع من نفحات القرآن بأن هذا الحقّ من نصيب الأئمّة الاثني عشر من آل البيت عليهم السلام ، (إذ لم يظهر أيّ تفسير مقبول لتلك الرّوايات غيره).
وعلى هذا الأساس ، فإنّ الأشخاص الذين لهم حق الخلافة والحكومة في زمن غيبة الإمام المهدي (عج) هم الذين ينصّبهم الإمام بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ويتبيّن لنا ممّا قيل أعلاه أنّ الحكومة من وجهة نظر المسلم الموحِّد يجب تعيينها من قبل اللَّه تعالى ، بل وحتى تلك الحقوق التي نقر بها للشعب فهي أيضاً تتعين من قبله تعالى ، ولا يتمكن الموحِّد ابداً ان يجعل إرادة الخلق اساساً للحكومة دون أن تنتهي إلى إرادة الخالق. (تأمل جيداً).
وما كتبه بعض المغفلين من أنّ : «هناك حقيقة يدركها الجميع وهي أنّ كل من حاز على أكثرية الأصوات وأيده الشعب فهو الحاكم لأنّ القوّة الحقيقية للمجتمع هو الشعب ... الشعب هو الذي يمنح الولاية لشخص ويجسّد حاكميته على الآخرين» لا يتلاءم مع النظرة التوحيدية.
نحن نقول : إنّ النظرة التوحيدية هي عكس هذا الأمر ، أي : إنّه اللَّه تعالى هو الذي يمنح الولاية لشخص ما ويجسِّد حاكميته على الآخرين ، ولو كان للشعب حق في هذا المجال فهو أيضاً من اللَّه تعالى.
زبدة الكلام هي أنّ الحكومة وحسب النظرة التوحيدية تكون من السماء ، بينما حسب الأفكار الالحادية فهي من الأرض!.
_________________________
(1) الفقه الإسلامي وأدلّته ، ج 6 ، ص 682.
(2) الأحكام السلطانية ، ص 20.
(3) كتاب المنهاج السنّة كتاب البغاة ، ص 518.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|