المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{وهذا كتاب انزلناه مبارك}
2025-01-22
{وما قدروا الله حق قدره}
2025-01-22
هبات الله لإبراهيم
2025-01-22
الظلم الضلال فما فوقه
2025-01-22
{ولا تخافون انكم اشركتم بالله}
2025-01-22
التنازع في التوحيد
2025-01-22

كمية متجهة Vector Quantity
27-11-2015
Tadpole Graph
23-3-2022
قـواعـد السـلوك الأخلاقـي للتـدقيـق الـداخـلـي
2023-03-01
أركان نظام الاقتصاد المختلط
29-3-2016
قاعدة « عدم شرطية البلوغ في الأحكام الوضعية‌ »
19-9-2016
عبء إثبات الانحراف بالسلطة
25-6-2018


دراسة الحالات المتعلقة بالآباء  
  
56   08:21 صباحاً   التاريخ: 2025-01-21
المؤلف : جون باولبي
الكتاب أو المصدر : رعاية الطفل ونمو المحبة
الجزء والصفحة : ص 173 ـ 176
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ربما لا توجد خبرة في شئون رعاية الطفل أكثر شيوعاً أو أكثر ضرراً من قبول المؤسسات أطفالا لآباء غير صالحين بدون وضع تخطيط لمستقبلهم على اعتبار أن بقاءهم مؤقت، وهذا النظام القائم على الرعاية غير المحددة والمسئولية غير المؤكدة توهن العلاقات بين الآباء وأطفالهم وتهمل حاجة الطفل إلى الحب الخالص وإلى الارتباط العميق الجذور بأسرته، ومن الواضح أنه ليس هناك أمر أقدر على تثبيط همة الآباء فاتري الهمة وإضعاف إحساسهم الضئيل بالمسئولية، من السماح بتأجيل إتخاذ قرار إلى أجل غير مسمى في الوقت الذي يعفى فيه الآباء من الرعاية المباشرة.

وإنه لمن واجب المؤسسات سواء كانت متطوعة أو حكومية أن تجعل أول مهامها مساعدة الآباء على معرفة أصول المشكلة ووضع تخطيط سليم للمستقبل بدلا من العمل لأجل مستقبل الطفل بلا وعي ولا شعور بالمسئولية. وهذا يعني أن تقدم المؤسسة مساعدتها بشروط، فتشترط على الاباء أن يتحملوا مسئولية العمل من أجل مستقبل أبنائهم إلى أقصى حد تحتمله كفايتهم. وكما هو الشأن في كل أبحاث مثل هذه الحالات، يجب أن تبدأ العملية منذ أول لحظة يتم فيها الاتصال، وذلك عندما يكون الوالد المحتاج أكثر استعداداً لمواجهة الحقائق غير المستساغة.

والوالد في حاجة إلى فحص طبيعة الإهمال وإلى تحديد ما يمكن عمله لتجنبه وإلى معرفة ما إذا كان ذلك يسد احتياجات الطفل، وإلى الوقوف على مدى استعداد المؤسسة لمساعدته على توفير ما يحتاجه الطفل من رعاية وأمن، ولهذا يجب مساعدة الوالد على إدراك قيود الإقامة بالأقسام الداخلية ومزاياها كما يدركها باحث الحالة.

ويحتمل أن تكون هنا عقدة الموضوع (كما يعرفها باحث الحالة). فطالما أن باحثي الحالات لا يعترفون بهذه القيود، ولكنهم يعيشون، كما يفعل بعضهم، مفتونين بإنقاذ الأطفال من آبائهم الشريرين، فإنهم يعملون باندفاع على إعفاء الأباء من مسئولياتهم. وهم بهذا العمل يحملون الآباء على الاعتقاد بأنه من مصلحة الطفل أن يكون بعيداً عنهم وفي رعاية أشخاص آخرين. وإذا كان باحث الحالة ناضجاً ومدربا بما فيه الكفاية على احترام الآباء، حتى غير الصالحين منهم، وعلى الموازنة بين البواعث غير الواضحة الطويلة الأجل وبين تلك البواعث الواضحة السريعة القصيرة الأمد، فإن هذا سيساعد الآباء أنفسهم ويقدم صنيعاً جميلا للطفل.

وطبيعي أنه عندما يصل الآباء إلى الدرجة التي يتخلون فيها عن أطفالهم، أو التي تعتبر السلطات فيها أن هؤلاء الأطفال في حاجة إلى الرعاية، تكون حالة البيت على الأرجح قد أصبحت سيئة جداً، ويحتمل تبعاً لذلك أن تكون القرارات العملية العاجلة مستحيلة. ولكن إذا ما أوضحت الإخصائية الاجتماعية، عند تناولها الحالة لأول مرة، أن معونتها تتوقف على إيجاد حل طويل الأجل في وقت معقول، وأن ذلك يكون بإحدى طريقتين لا معدى عنهما، وهما إما أن يتولى الآباء رعاية الطفل في البيت مرة أخرى، وإما أن يتركوه ليقيم بعيدا عنهم بصفة دائمة. وإذا ما أوضحت الإخصائية الاجتماعية أن من رأيها أن الآباء أنفسهم أناس ضروريون في حياة الطفل ويجب أن يساهموا في التخطيط لمستقبله، فيستجيب لذلك كل الآباء ما عدا أكثرهم فساداً.

ومن الأرجح، إذا عومل الآباء بهذه الطريقة، أن يلعبوا دوراً نافعاً في إجراءات الرعاية التي يمكن أن تتخذها المؤسسة، ولكن طالما أنهم لا يشتركون في التخطيط فإنهم إما أن يتخلصوا من كل مسئولية ويختفون من حياة الطفل، وإما أن يتدخلوا بطريقة عشوائية غير حكيمة، ومثل هذا التدخل شائع للغاية ومثير للشكوى باستمرار. ولكنه أمر لا مفر منه عندما لا تشرك المؤسسات الآباء في التخطيط وتتركهم يواجهون وحدهم المشاكل العاطفية المحيرة، التي غالباً ما تكون قد أدت إلى الإبعاد، وإلى المشاكل الإضافية التي يمكن أن تترتب عليه، وبخاصة الإحساس بالذنب لنبذ الطفل والخوف من وصم الآخرين لهم بأنهم آباء مقصرين.

وسجلات كل المؤسسات مليئة بالشواهد على المشاكل التي يخلقها عدم قدرة الآباء على إتاحة الفرصة لأطفالهم الموضوعين تحت رعاية طويلة الأجل، بأن يستقروا في دور الرعاية ويشعروا بأنهم جزء منها. فقد يشعر الآباء بالغيرة من الآباء بالتربية ويسببون لهم المتاعب، أو يشعرون بالاستياء منهم ولا يزورونهم. وعندئذ يبقى الأطفال في قلق من تضارب الولاء. وقد وجد أن أكثر المشاكل صعوبة في إحدى عيادات توجيه الأطفال بالنسبة إلى الأبناء بالتربية القلقين كانت مشاكل أولئك الذين بقي شعور أباءهم متضارباً فيما يختص بإقامتهم، واستمروا على صلة شخصية غير منظمة بهم. فمن بين خمسين ابن بالتربية، في عيادة فيلادافيا، انطبقت هذه الحالة على سبعة عشر منهم، وظهرت بينهم مشاكل عديدة متنوعة مثل الكسل، والسرقة، والكذب، والسلوك الفاضح والتبول في الفراش، وعيوب الكلام، والاضطرابات الجسيمة، والتوتر العصبي، والثورات المزاجية العنيفة، وقد كان العلاج الناجح ممكناً بالنسبة إلى أربعة منهم فقط.

ومن المسلم به أنه يصعب قياد مثل هؤلاء الآباء، ولهذا فإن استقبال الأطفال لأول مرة لرعايتهم يحتاج إلى باحثين على أعلى درجة من المهارة. فهذه هي المناسبة، كما سبق التأكيد، التي يمكن أن يتوافر فيها معظم الأمل في التأثير على الآباء. فمن الملاحظ مثلا أن المهارة المطلوبة هي المهارة في تناول الدوافع المتضاربة واللاشعورية. ومن المرجح أنه إذا توافرت هذه المهارة أن يستقيم أمر الآباء العصابيين مع المؤسسة فيجعلون فترة إقامة الطفل مثمرة بدلا من أن تكون ضارة. وهذا سبب رئيسي في استعانة مؤسسات رعاية الأطفال بمستشارين في الصحة العقلية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.