المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مثال تطبيقي لنموذج استمارة تحليل المضمون
2025-01-19
أنواع العدس
2025-01-19
تعريف المنظمات الدولية لعقود الـ (B.O.T)
2025-01-19
الوصف النباتي للعدس
2025-01-19
الموطن الأصلي وتاريخ زراعة العدس
2025-01-19
الإجراءات السابقة على التعاقد
2025-01-19

الجينات المتناظرة Orthologous Genes
14-6-2019
Michael Francis Atiyah
25-2-2018
Mortgage
20-8-2021
محمد بن اسماعيل
14-9-2016
معنى (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).
26-8-2022
عمليات انتاج المشتتات الحيوية
5-10-2016


كيف تؤثر دور الرعاية في طفلك؟  
  
33   10:53 صباحاً   التاريخ: 2025-01-19
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص81ــ89
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2185
التاريخ: 28-10-2017 2606
التاريخ: 8/12/2022 1251
التاريخ: 9-1-2016 2267

ما يجري في المنزل سيكون دائما أهم مما يجري في دار الرعاية، لأن ارتباط طفلك بك هو المهيمن على نفسيته. ومع ذلك إن كان صغيرك يقضي أكثر من عشرين ساعة أسبوعياً في دار الرعاية، فمن المؤكد أن تلك الساعات سيكون لها تأثير في تطوره. هذا التأثير بعضه إيجابي، إذ يتعلم الطفل مهارات الأقران، ويحظى بفرص وفيرة للاستكشاف. لكن الأطفال الرضع مبرمجون ليكونوا على اتصال وثيق بشخص بالغ أساسي إن الآباء أشد تناغما مع أطفالهم، وعادة ما يعتنون بعدد أطفال أقل، وهم يهتمون أكثر ببساطة، ومن ثَمَّ فإنهم أقدر على تلبية احتياجات الرضع. من سوء الحظ، لا توفر الولايات المتحدة إجازة عائلية مدفوعة الأجر ، لذلك يقضي ما يقرب من نصف الأطفال في هذا البلد معظم ساعات يقظتهم خلال أول عامين بعيدا عن والديهم. هذه هي فترة النمو الحرجة التي تتطور خلالها مراكز العاطفة في الدماغ.

ما الذي يعنيه هذا على أرض الواقع؟ إنك حينما تبتسم لطفلة لم يتجاوز عمرها الشهرين، تستغرق وقتاً لتبادلك الابتسام. تلعب تلك الرقصة دورًا في تطوير العصبونات في القشرة الجبهية الحجاجية، مركز الذكاء العاطفي في الدماغ. لكن حينما تبتسم اختصاصية الرعاية الطفلة رضيعة، لا يسعها الانتظار حتى تبادلها تلك الرضيعة الابتسامة - لديها طفلان أو ثلاثة آخرون عليها الاعتناء بهم. وعلى هذا المنوال، تفقد الطفلة لحظات التناغم التي تحتاج إليها. وعلى النقيض من ذلك، يمكن لمقدمة رعاية متجاوبة في دار رعاية فردية أن تلبي احتياجات الطفلة الرضيعة مثلما يفعل أبواها تقريبا.

بحلول سن الحبو، يصير الطفل ذو الاحتياجات الملباة أفضل استعدادًا للرعاية الجماعية. ومع ذلك، ينبغي للآباء أن يعلموا أن الأطفال في سن العامين الذين يقضون أطول الفترات في دور الرعاية يُرجح أن يعانوا معظم المشكلات السلوكية. وهذا مفهوم، نظرًا إلى أن الأطفال الدارجين الذين يعانون الضغط النفسي - والانفصال عن الأبوين يُعد مسببا للضغط لدى الطفل الصغير - يميلون إلى الانفعال بتواتر أكبر من حسن الحظ، وجدت الدراسات نفسها أن الرعاية الأبوية عالية الجودة تحمي الأطفال من الآثار السلبية لدور الرعاية. بتعبير آخر، قد ينفعل طفلك بتواتر أكبر بسبب فترة الانفصال، لكن إذا تعاملت مع سلوكه بتفهم، ستظل علاقتكما ونفسيته سليمتين. الجميل أن الأطفال في دور الرعاية يمتثلون كبقية الأطفال في سن الثالثة. قد تكون هذه هي السن المُثلى لبدء ((المدرسة))، إذ يصير الأطفال أقدر على التعبير عن احتياجاتهم شفهيا والانتظار حتى تُلبى. لا يزال باحثو علم النفس يجرون الدراسات الطولية التي ستمنحنا المعلومات التي نحتاج إليها عن آثار دور الرعاية، لكن الأكيد هو أن جودة الرعاية لها أهمية بالغة. ولما كان الكثير من تطور الدماغ، الذي يحدد الحالة المزاجية السائدة وميول القلق والاكتئاب في وقت لاحق من الحياة، يحدث خلال العام الأول من العمر، فإن النتائج معروفة بالفعل إلى حد ما. والحكمة، ببساطة، تقتضي أن نحاول منح الأطفال الرضع التواصل المتناغم الذي يحتاجون إليه خلال تلك السنة الأولى الحرجة.

إذا كان وضعك يستلزم دار رعاية

* اختاري دار رعاية دافئة ومثرية ومرنة، حيث عدد العاملين أكبر من عدد الأطفال.

* أجلي اللجوء إليها قدر المستطاع.

* قللي عدد الساعات قدر المستطاع.

* أجلي فكرة الحمل بطفل آخر حتى يصل طفلك الأول إلى سن الروضة، بحيث تحظين بفترات ترابط أكبر مع كليهما. تصير سنوات الحبو أقسى من المعتاد بالنسبة إلى الأطفال الذين يرتادون دور الرعاية، ويصعب حتى على أشد الأمهات تفانيا أن تتحلى بالصبر مع طفل دارج وهي محرومة من النوم ومنشغلة مع مولود جديد.

* فكري في إلغاء وقت التلفزيون. فذلك يقضي على أحد الأسباب المحتملة للسلوك العدواني (الذي يزداد مع ارتياد الأطفال دور الرعاية)، ويعيد انتباه طفلك إليكِ بوصفك القدوة التي يقتدي بها.

* عندما تكونين في المنزل، انخرطي بدفء مع طفلك بكل الطرق الموصوفة في هذا الكتاب لتقوية علاقتكما. إذا كان طفلك الدارج صعب المراس، تذكَّري أن جزءًا من ذلك يرجع إلى الانفصال اليومي، وكثفي صلتكما بالكثير من اللعب البدني. إن أفضل حماية يمكنك دائمًا منحها لطفلك هي علاقة سعيدة ومطمئنة معك.

مرحلة الروضة (3-5 سنوات) : تطوير الاستقلالية

ما زلت مركز الوجود بالنسبة إلى طفلك في مرحلة الروضة، ((نجم الشمال)) (أو محور الارتباط)) الذي يوجّه نفسه حوله. إنه يعلم، على المستوى البدائي، أنه إذا انفصل عنك، لن يكون محميا، وسيواجه مخاطر رهيبة، ربما تتضمن الموت. ربما تفاوض معك كمحام متدرب، وزادت قدرته على الاستغناء عنك خلال وجوده في المدرسة أو بصحبة الأصدقاء، لكن الطبيعة الأم جعلته اتكاليًّا لسبب ما. وذلك السبب ليس مجرد احتياجه إلى الحماية، إن اعتماده عليك يجعله أيضًا منفتحا لتوجيهك. ربما لا يبدو كما لو أنه يستمع إليك طوال الوقت، لكنك ما زلت مصدره الأكثر موثوقية للحصول على معلومات عن العالم، بل وحتى عن نفسه.

العديد من الآباء الذين تيسرت لهم تهدئة خوف طفلتهم من الانفصال، يشعرون بالإحباط أو القلق عندما تجد مشقة في الانفصال عنهم لبدء مرحلة الروضة. قد يتساءلون: ((ما خطب طفلتي ؟ لماذا لا تتمتع باستقلالية أكبر؟)).

للإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى النظر في معنى الاستقلالية الحقيقي. عندما نفكر في طفل مستقل عادةً ما نفكر في الطفل الذي يسهل عليه الانفصال في سن العامين، الطفل الذي يمكنه النوم خارج المنزل من دون جزع في سن الخامسة، الطفل الذي يرحل لقضاء شهر في معسكر تخييم في سن التاسعة. هكذا يكون الطفل المستقل، أليس كذلك؟

في الواقع، نعم. اتضح أن هذه السيناريوهات قد لا تكون لها علاقة كبيرة بالاستقلالية. إنها تدور حول الانفصال عن الأبوين، وذلك ليس مرادفا للاستقلالية بالضرورة. الأطفال مبرمجون بيولوجيا على الدوران حول نجم الشمال أو محور الارتباط، ومن ثَمَّ فإنهم خلال غيابهم عنا يعتمدون على شخص ما، سواء كان ذلك الشخص صديقا مقربا أو معلمة. عادةً ما تكون تلك الاتكالية أمرًا حسنًا بالنسبة إلى المعلمة، لأن الطفل يصير أكثر استعدادًا لقبول تأثيرها وتوجيهها. لكن الدوران حول أحد الأقران هو عامل خطر بالنسبة إلى الأطفال.

والأهم أن حقيقة أن الطفل يستطيع الانفصال عن والديه بسهولة ليست بالضرورة أمرًا حسنًا. لا يسعنا أن ننتظر من طفل عمره أربعة أشهر أن يكون مستقلا، فذلك مؤشر على اختلال في تطوره. لعلك تذكر طفلنا ذا الخمسة عشر شهرًا الذي لا يرفع ناظريه إلى أمه حينما تتركه في تجربة ((الوضع الغريب))؟ هل هو فعلا أكثر استقلالية؟ لا. الأطفال الدارجون الذين لم يبد عليهم أنهم لاحظوا رحيل آبائهم ليسوا هم الأطفال الذين كبروا ليصيروا مستقلين، بل هم الأطفال الانعزاليون الذين فقدوا الأمل في تلبية احتياجاتهم، فأخفوا قلقهم، على الرغم من نبضات قلوبهم المتسارعة. قد ينطلق هؤلاء الأطفال في رحلة تخييم من دون نظرة إلى الوراء، إلا أن ذلك الانفصال السهل عن الأبوين قد يكون في الواقع علامة على ارتباط مهترئ سيعوق قدرتهم على تكوين علاقات مع الآخرين.

الأطفال يحتاجون إلى شخص يرتبطون به ليشعروا بالاستقرار. ذلك من أساسيات البقاء على قيد الحياة، يوفر الوالد قاعدة آمنة للطفل لكي يشعر بالأمان الكافي لاستكشاف العالم. تُظهر البحوث أنه عندما ((ندفع)) الأطفال دفعا نحو الاستقلال العاطفي، يصيرون أشد عوزا. وفي بعض الأحيان، يغالون في الانخراط مع الأقران ويرتكزون على الأطفال الآخرين كمحاور ارتباط.

يمكننا تمييز الاستقلال الناشئ عندما يثق الطفل بارتباطه الآمن بأحد أبويه إلى درجة كافية، بحيث يمكنه الانخراط مع العالم وإنجاز مهامه التنموية المناسبة لسنه بنجاح. وذلك يعني اللعب مع أطفال آخرين من دون ضربهم، أو التفاعل بشكل مناسب مع معلميه، أو المشاركة في الفرق الرياضية من دون المرور بنوبات غضب، أو تحمل مسؤولية واجباته المنزلية. تشمل هذه المهام الأبوين عادةً في بادئ الأمر، لكن بمرور الوقت، يبدأ الطفل بالتفاعل مع العالم بمفرده. هذا هو الاستقلال الناشئ.

لذلك بدلًا من التفكير في الاستقلالية على أنها تتعلق بانفصال طفلنا عنا، فلننظر إلى الاستقلالية على أنها قدرة الطفل على الشعور بالثقة والكفاءة في تفاعله مع العالم وإدارته حياته، في حين نقلل بالتدريج دورنا من التدخل المباشر إلى الحضور الهامشي إلى المساندة عبر الهاتف إلى الدعم المعنوي.

ما الذي يجعل الطفل مستقلاً؟ إنها الجذور والأجنحة. إن الاستقلالية متجذرة في الارتباط الآمن - العلم بأن الأم والأب حاضران وقت الحاجة. بمجرد أن يعرف الأطفال أننا متاحون إن هم احتاجوا إلينا، يمكنهم التركيز على مهامهم التنموية المناسبة، التي تتضمن أن يصيروا أكثر استقلالية في التعامل مع مسؤولياتهم. إذا لم يعرف الأطفال يقينًا أن بإمكانهم الاعتماد على الأم والأب ينكبون على محاولة نيل الاهتمام والقبول، وذلك يعوق إتقانهم المهام التنموية التي تناسب أعمارهم. وإن لم يأتِ هذا التطمين عما قريب من الأبوين، ينكب الأطفال على محاولة الحصول عليه من أقرانهم، وغالبًا ما يتبع ذلك عواقب بشعة.

ماذا عن الأجنحة؟ إنها الشعور بالقوة! عندما نسمح لتأكيد الذات الفطرية لدى الأطفال بالتفتح من خلال منحهم السيطرة على جوانب حياتهم حيثما يكن ذلك مناسبا، فنحن نحفز أيضًا تطور استقلاليتهم. هذا يبدأ مبكرًا كما رأينا عندما يكمل الصغار عامهم الأول، يصيرون أشد توكيدا لذواتهم. يحتاجون إلى اختبار القوة بمعناها الأكثر إيجابية – أن يستطيعوا التأثير في العالم والحصول على النتيجة المرجوة. يحتاجون، أيضًا، إلى معرفة أننا ما زلنا متاحين كخط دفاع ثان. ذلك الشعور المتنامي بالقدرة في إطار إرشاداتنا هو ما يساعد الأطفال على تنمية الثقة، وتلك هي بداية الاستقلالية.

المرحلة الابتدائية (6-9 سنوات)، التأهيل للمراهقة

كيف حدث هذا؟ صار طفل الروضة بطريقة ما، طالبا كامل الأهلية في المدرسة الابتدائية. الأمر أسهل بكثير الآن - صار يتمتع بقدر أكبر من التحكم في النفس. صار أكثر تعاونًا وودا.

لكن هنا تتعقد الأمور. إنك تعيشين حياتك ببساطة، تحاولين جمع شتات الأسرة المنشغلة ووضع العشاء على المائدة، في حين يتحول طفلك رويدا رويدا إلى الإنسان الذي سيكونه خلال سنوات الدراسة، يكون معظم الآباء منهكين ومستنفدين من مشاغل الحياة إلى درجة أننا نرتاح لمعرفة أن طفلنا يركز بصفة متزايدة على مجموعة أقرانه.

لكن إذا كنت تقضين أيام الأسبوع بعيدة عن أنظار طفلك وتملئين عطلات نهاية الأسبوع بالتمارين والشاشات وحفلات المبيت بالخارج، يسهل أن يتناءى عالماكما يوما بعد يوم. لقد بات الآن مكتفيا ذاتيا، ومنشغلاً بأقرانه ومنكبا على شاشاته المتنوعة إلى درجة أن صار ممكنا أن تمضي عطلة نهاية الأسبوع كاملة من دون أن تري وجه ابنك ذي السنوات الثماني إلا لمامًا. ربما لا ترين المشكلة بعد، لكن قدرتكِ التأثيرية تبدأ بالفعل بالتلاشي، عندما يبدأ طفلك بتشكيل سلوكه خارج المنزل وفقًا لمعايير زملائه المدرسين والصور الإعلامية.

يلجأ الأطفال بطبيعة الحال إلى مجموعة الأقران للتمتع بالصحبة، وإلى وسائل الإعلام للتزود بمعلومات حول ((الأعراف)) الاجتماعية. الخطر هو عندما لا يشعرون بأن ثمة مرساة قوية تربطهم بآبائهم الذين هم ((نجوم الشمال)) خاصتهم فيبدأون الدوران حول مجموعة الأقران أو القيم الإعلامية. إذا لم نوطد صلة وثيقة قبل أن يبلغ أطفالنا سن المرحلة المتوسطة، فسوف يبحثون عن الترابط والإرشاد في مكان آخر. وللأسف، بحلول الوقت الذي ندرك فيه أننا نفقد طفلنا لصالح مجموعة الأقران، يصير جذب انتباههم صعبًا.

هدفك خلال سنوات المرحلة الابتدائية هو بناء علاقة قوية مع طفلك، والتي ستوفر أثرًا معادلا لثقافة الأقران وأساسا متينا يساعدك على اجتياز سنوات المراهقة. كيف؟

* ضع طقوسًا أسرية تعزز التواصل. اجتماعات أسرية، جلسات غداء مبكر في صباحات الأحد، الذهاب في مواعيد غداء يوم السبت مع الأب في الطريق إلى شراء البقالة الأسبوعية، رحلات قطف التفاح كل سبتمبر.

* قاومي رغبتك في الموافقة على موعد لعب إضافي حتى يتسنى لكِ إنجاز المزيد من مهامك. بدلا من ذلك، اقضي بعضا من وقت الراحة في التسكع مع طفلك. هذا هو الوقت الذي تضعين فيه أسس علاقتكما العظيمة لاحقا.

* التقطي إشارات الاستقلالية التي يرسلها طفلك. لا يأتي النضج في خط مستقيم، من الطبيعي أن الطبيعي أن تحدث انتكاسات صغيرة. تذكَّري أنه بعد فترات الاستقلالية التي تتطلب سلوكيات ((البالغين))، مثل المبيت خارج المنزل، ستظهر من داخل طفلتك ((الذات الرضيعة)) مطالبة باهتمام إضافي منك. بدلا من توبيخها لدفعها إلى ((التصرف حسب عمرها))، لبي تلك الاحتياجات من خلال معاودة التواصل معها على مستوى أعمق.

قد يبدو لك أنك انتهيت توا، من التدريب على استخدام ((النونية))، لكن سنوات المراهقة صارت قاب قوسين أو أدنى. هذه فرصتك المثلى والأخيرة. استغلي سنوات الابتدائية الحلوة والمتزنة تلك في حين لا تزالين مركز حياة طفلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.