إنكار العقل يسلب القدرة في التعامل مع الظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل |
36
07:26 صباحاً
التاريخ: 2025-01-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
3042
التاريخ: 1-07-2015
2030
التاريخ: 1-07-2015
2524
التاريخ: 1-07-2015
2111
|
[الأمثلة على ان انكار العقل عند التعامل مع الظواهر يوصل الى عقائد فاسدة كثيرة] كقوله تعالى: " الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وانهم إليه راجعون " (أ) بدعوى أن الملاقاة لا تتحقق بدون الرؤية، مع أن المراد منها هو الكناية عن مسبب اللقاء وهو ظهور قدرة الرب عليه، فإن الرجل إذا حضر عند ملك ولقيه دخل هناك تحت حكمه وقهره دخولا لا حيلة له في رفعه (ب)، فهو لقاء القدرة والحكومة.
أو المراد منها هو جزاء ربهم، إذ من لقي الملك جزاه بما يستحقه، أو غير ذلك، وبالجملة فهو من باب ذكر السبب وإرادة المسبب.
وكقوله: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (ج) وقد استدل به الأشاعرة على جواز رؤيته. وأجيب عنه: بأن المراد هو الشهود القلبي والعلم الحضوري كما روي عن النبي - صلى الله عليه وآله - ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة محدودة (د).
أو المراد هو الرجاء كما يقال: إن زيدا كان نظره إلى عمرو ومعناه أنه رجا به.
أو المراد هو النظر إلى ثواب ربها بتقدير المضاف، أو غير ذلك.
هذا كله مضافا إلى أن مقتضى الجمع بين تلك الآيات والآيات المحكمة الأخرى وكقوله: " لا تدركه الأبصار " وقوله: " ليس كمثله شئ " وقوله: " لا يحيطون به علما " هو حمل تلك الآيات على وجوه لا تنافيها حملا للمجمل على المبين.
كما روي عن النبي - صلى الله عليه وآله -: من " أن الله خلق آدم على صورته " (هـ) بدعوى رجوع الضمير في قوله: (على صورته) إلى الله - تعالى الله عنه -، مع احتمال كون الإضافة تشريفية كإضافة الكعبة إليه أو الروح إليه، كما هو المروي هذا مضافا إلى ما ورد من أن الناس حذفوا أول الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - مر برجلين يتسابان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال - صلى الله عليه وآله -: " يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته " (و).
ومضافا إلى أن من المحتمل أن المراد منه أن الله تعالى خلق آدم على الصورة الإنسانية من أول الأمر، لا صورة حيوان آخر بالمسخ، أو أن المراد من الصورة الصفة، فيكون المعنى أن آدم - عليه السلام - امتاز عن سائر الأشخاص والأجسام بكونه عالما بالمعقولات وقادرا على استنباط الحرف والصناعات، وهذه صفات شريفة للشخص نفسه مناسبة لصفات الله تعالى من بعض الوجوه (ز)، وهكذا هنا روايات أخرى عن طرق العامة يستدل بها على جواز الرؤية في الآخرة، ولكنها مخدوشة من جهات مختلفة مذكورة في كتب أصحابنا الإمامية، وإليك ما ألفه العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين - قدس سره - تحت عنوان " كلمة حول الرؤية " واحقاق الحق (ح).
على أن هذه الروايات مضافا إلى ضعفها معارضة مع روايات كثيرة أخرى فلا تغفل.
[هذا] مع أن الظواهر لا حجية لها عند قيام القرائن القطعية على خلافها، وأي قرينة أحسن من الأدلة العقلية القطعية التي لا مجال للتشكيك والترديد فيها.
هذا مضافا إلى أن الظن لا يغني في الأصول الاعتقادية كما لا يخفى.
__________________
(أ) البقرة: 46.
(ب) راجع اللوامع الإلهية: ص 98.
(ج) القيامة: 22.
(د) الميزان: ج 20 ص 204.
(هـ) راجع اللوامع الإلهية: ص 101.
(و) مصابيح الأنوار: ج 1 ص 206.
(ز) راجع اللوامع الإلهية: ص 104.
(ح) إحقاق الحق: ج 4 ص 133.
|
|
علاج جفاف وتشقق القدمين.. مستحضرات لها نتائج فعالة
|
|
|
|
|
الإمارات.. تقنية رائدة لتحويل الميثان إلى غرافين وهيدروجين
|
|
|
|
|
جامعة العميد تقدّم محاضرة ثقافية لطلبة المرحلة الأولى في كلية طبّ الأسنان
|
|
|