أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/10/2022
1430
التاريخ: 17-1-2016
2456
التاريخ: 2025-01-08
114
التاريخ: 13-6-2021
2590
|
إن بوادر التعاطف متأصلة في جميع الثدييات. يفترض أطباء الأعصاب أن العصبونات (المرآتية) تتأجج عندما نرى أحدهم يمر بعاطفة قوية، فنستشعر معه طعم تلك العاطفة.
لماذا إذن لا يتمتع جميع البشر بالتعاطف؟ يوجد بعض الفروق الجينية الكامنة وراء ميولنا التعاطفية، لكن البشر مخلوقات مجتمعية، ونحن نولد جميعًا بقدرة على تطوير التعاطف. لذلك عندما يتعمد الناس إيذاء بعضهم بعضا، فذلك بسبب قصور في التعاطف بدأ منذ الطفولة المبكرة.
يملك الرّضع والأطفال الدارجون الذين حظوا بالتهدئة و(التفهم) العاطفي أساسًا قويًا للذكاء العاطفي. يُعرف هذا النمط من التربية أيضًا بالنمط التعاطفي، حيث نحاول فهم ما تشعر به طفلتنا والاستجابة لها بالتقبل والمواساة. الذكاء العاطفي الذي تطوره صغيرتنا هو ما يسمح لها بتطوير تعاطفها الفكري وتحويله إلى معدل ذكاء عاطفي عالٍ.
لنلقِ نظرة على ما يحدث عندما لا تضع الطفلة أسس الذكاء العاطفي. لنفترض أنها لم تحظَ بالتهدئة في مرحلة الرضاعة، بل كانت تُترك في الغالب لبكائها. نتيجةً لذلك، صارت تفاعلية وعُرضة للدخول في نوبات غضب بسهولة. من سوء الحظ، أخبرها أبواها، اللذان كانا يفتقران إلى المعلومات الكافية على الرغم من حُسن نيتيهما، بأنهما سيتركانها في مركز التسوق بمفردها إن لم تجمع شتات نفسها، لذلك صار رادار الهجران لديها في بحث دائم عن الخطر. ولأن نموذج العلاقات الجاري لديها هو نموذج يحجب فيه أحدهم ما تحتاج إليه، فقد صارت معوزة بشراسة ومتطلبة عاطفيا. بحلول الوقت الذي صارت فيه طفلة دارجة، ورطتها شخصيتها صعبة المراس في صراعات سلطة دائمة مع والديها. وخلصت إلى أنها لا تستطيع الاعتماد عليهما لمساعدتها في التعامل مع عواطفها، لذلك حاولت بتزمت ردع مشاعرها من سوء الحظ، لا يدوم مفعول القمع إلا فترة وجيزة، ثم تكتسحها عواطفها في أغلب الأحيان. تخيفها مشاعر الاتكالية نظرًا إلى أنها لا تستطيع الاعتماد على أبويها لتلبيتها، لذلك تستشيط غضباً كلما عجزت عن احتمال شعورها بأنها غير محبوبة. ولأن أبويها - لأسباب مفهومة - لا يريدان مكافأتها على نوبات الغضب، يرسلانها إلى غرفتها بمفردها لتغضب هناك، الأمر الذي يزيد من (قساوة قلبها) ويصقل نموذج العلاقات الجاري خاصتها ليتحول إلى نموذج حرمان. إنها تحمل على ظهرها حقيبة - إن جاز التعبير - مكتظة بالحزن والخوف اللذين لا يسعها التعبير عنهما. ولكي تمنعهما. من الانسكاب وإغراقها من دون سابق إنذار، تسلّح نفسها بالغضب. صار بوسعنا التعرف عليها من خلال (حنقها الدائم).
كلما كبرت، زادت هشاشتها العاطفية، وسهل أن تشتعل غضبا مع عقبات الحياة اليومية العادية. عندما ترى طفلا آخر يبكي، تتأجج عصبوناتها المرآتية، ولا تملك إلا استشعار طعم ما يشعر به الطفل الآخر. وهذا قاسٍ أكثر من اللازم بالنسبة إليها، متعب أكثر من اللازم. من المرجح جدا أن تصرخ في وجه الطفل الباكي قائلة: ((اخرس!)) - أو حتى تضربه. أو قد تنأى بنفسها خلف جدار غير مرئي كيلا تشعر بعواطف الآخرين. وإذا تكرر استحضار هذا الجدار الحامي من الاتصال العاطفي، تصير قادرة على إلحاق الألم بالآخرين. إن نموذج العلاقات العامل لديها هو نموذج نضال وألم، لقد عهدت نفسها كضحية عاجزة - لكنها بصدد أن تتعلم تقمُّص دور الطرف الآخر من تلك العلاقة أيضا: المتنمر.
وعلى النقيض من ذلك، سيتفاعل الطفل المحظوظ الذي نشأ على التعاطف مع زميله الباكي بشكل مختلف تماما. يزعجه بكاء الطفل الآخر بطبيعة الحال، حيث تتأجج العصبونات المرآتية، ويستشعر طعم ما يشعر به الطفل الآخر. لكنه أكثر ارتياحًا تجاه هذه المشاعر. لقد انتابته من قبل، مثلما انتابت جميع الأطفال، وهو يعلم أن الأمور ستكون على ما يرام. الكون ودود والمساعدة قادمة. سوف تزول المشاعر. لذلك يمكنه التسامح مع انزعاجه الخاص، بل ويضع خطة لتهدئته. قد يعرض على الطفل الآخر دثاره، أو يخبر المعلم ببكائه. نحن نرى براعم التعاطف في الأطفال الذين عوملوا هم أنفسهم بتعاطف نموذج العلاقات العامل لديهم هو نموذج يلاحظ فيه الناس مشاعر بعضهم بعضا ويتقبلونها، ويمكن فيه إصلاح العلاقات وتصحيح الأخطاء.
وهو على وشك أن يصير قادرًا على تقمص كلا طرفي تلك العلاقة.
والتعاطف ليس مهارة الذكاء العاطفي الوحيدة التي يمارسها طفلك في سن الروضة، فقد صار بوسعه تهدئة نفسه في معظم انزعاجاته، على الرغم من أنه ما زال يتسلق إلى حضنك ناشدا المواساة. والقشرة الجبهية الحجاجية، التي تظل قيد النمو خلال سنوات الطفل الأولى، قد نضجت لديه بما يكفي لتقييم ما إذا كانت رغبته الحالية مقبولة اجتماعيا، لذا يمكنه في الغالب منع نفسه من الاستيلاء على لعبة أو الانفجار غضبا. حتى إنه صار قادرًا على تسمية مشاعره، والأهم استخدام الكلمات لإدارة انزعاجاته، بدلا من إخراجها في صورة نوبات غضب. تلك علامة على أن الجانب الأيسر من دماغه - مركز المنطق – آخذ في التكامل مع الجانب الأيمن من دماغه الجانب الأكثر عاطفية. إنه ينمي وعيه الذاتي بالعواطف.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يقيم الحفل الختامي لمسابقة حفظ قصار السور للناشئة في أفريقيا
|
|
|