الاحتياجات المائية للحنطة

تختلف محاصيل الحبوب فيما بينها من حيث حساسيتها للإجهاد المائي ويمكن ترتيبها تنازليا حسب حساسيتها إلى الماء (والأرز ثم الذرة الشامية ثم القمح ثم الدخن ثم الذرة الرفيعة ثم الشعير) وهكذا فالأرز أكثرها حساسية للإجهاد المائي والشعير أكثرها تحملا وتتأثر نباتات القمح في الفترات المختلفة من حياتها وتكون النباتات أكثر حساسية لنقص الماء في بعض فترات الحياة عن البعض الآخر وأهم فترات حياة نبات القمح حساسية للإجهاد المائي هو فترة الإنبات وظهور البادرات وتمتد نحو عشرة أيام ويتأثر فيها عدد النباتات بالإجهاد المائي وفترة تكوين الأفرع القاعدية وتمتد نحو 15 يوما يتأثر فيها عدد الأشطاء بوحدة المساحة بالإجهاد المائي وفترة تكوين أصول الأزهار وتمتد 20 يوما ويتأثر فيها عدد الحبوب بالإجهاد المائي وفترة تكوين الحبوب وازدياد أحجامها وتمتد نحو 15 يوما ويتأثر فيها حجم ووزن الحبوب بالإجهاد المائي وعموما يبلغ طول فترات حساسية نباتات القمح للإجهاد المائي أثناء حياتها نحو 60 يوما أي ما يزيد عن ثلث طول فترة حياة نبات القمح. ويمكن ايجازا تحديد ثلاثة أطوار هامة أثناء مرحلة النمو الزهري والثمري تتأثر فيها كمية المحصول بالتعرض للإجهاد المائي وهذه الأطوار الثلاثة هي:

1. طور التهيئة للأزهار وتكوين السنابل: يؤدى التعرض للإجهاد المائي أثناء هذا الطور إلى بطء ظهور أصول الأزهار ويقل عدد السنيبلات إذا كان الإجهاد المائي شديد أو أمتد لفترة طويلة الأمر الذي يحدد عدد الحبوب بالسنبلة ويصاحب تكوين السنبلة عدد من العمليات التي تتأثر بالإجهاد المائي ابتداء من تكوين أصول السنيبلات حتى إخصاب البويضات ويؤدى الإجهاد المائي إلى نقص عدد حبوب بالسنبلة كما يقل عدد الأفرع الخصبة في القمح وقد يرجع تأثير الإجهاد المائي أثناء هذه الفترة أحيانا إلى التدخل في تكوين الاعضاء الجنسية للسنيبلات مثل الانقسام الاختزالي بالجاميطات.

2. طور تفتح الأزهار والإخصاب يؤدى الإجهاد المائي عند تفتح الأزهار إلى نقص الإخصاب والعقد. تظهر سنبلة الساق الأصلي لنبات القمح أولا ثم يتعاقب بعد ذلك ظهور سنابل الأشطاء حسبا لميعاد تكون الأشطاء على النباتات وهكذا تطرد سنابل النبات الواحد في فترة تتراوح بين 7-15 يوما.

3. طور امتلاء الحبوب: يؤثر الإجهاد المائي أثناء هذه الفترة تأثيرا بالغ الأهمية على وزن الحبة سواء تعرضت النباتات له قبل أو أثناء فترة بعد الإزهار إلا أن التعرض أثناء فترة بعد الإزهار للإجهاد الماني أكثر حساسية. المحصول عبارة عن عدد الحبوب في متوسط وزن الحبة ويتحدد عدد الحبوب النبات في طور التهيئة للإزهار وتكوين السنبلة وطور تفتح الأزهار والإخصاب أما وزن الحبة فيتحدد أساسا في طور امتلاء الحبوب، حيث تؤدى زيادة كمية المادة الجافة بعد تفتح الأزهار إلى زيادة مقدار امتلاء الحبوب ويؤدى تعرض القمح للإجهاد المائي بعد تفتح الأزهار إلى نقص امتلاء الحبوب لبطء انتقال المواد الغذائية من الأوراق إلى الحبوب وإلى الإسراع بالبلوغ وإلى نقص التمثيل الغذائي بالسنبلة والأوراق ونظراً لأن عملية امتلاء الحبوب عمليه نهائية لهذا فإن أي نقص للتمثيل الضوئي في فترة بعد الإزهار تكون ذات تأثير على المحصول.