أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-13
1595
التاريخ: 2024-09-28
288
التاريخ: 25/10/2022
1301
التاريخ: 2024-10-02
309
|
التقليد الذي لا يزال باقياً في المجتمعات الغربية وهو أن الأقارب يتولون رعاية الأطفال عندما تنهار الجماعة المنزلية الطبيعية لأي سبب من الأسباب، وأن أسباب تشرد طفل معين لا تصبح ذات خطر إلا إذا اتضح سبب فشل أقاربه في أن يعملوا كبديل.
والأسباب المعتادة لهذا الفشل هي:
(أ) موت الأقارب أو تقدمهم في السن أو مرضهم.
(ب) إقامة الأقارب في مكان بعيد.
(ج) عجز الأقارب عن المساعدة لأسباب اقتصادية.
(د) عدم رغبة الأقارب في تقديم المساعدة.
(هـ) عدم وجود أقارب للوالدين (وخاصة أولئك الذين نشأوا في دور الحضانة أو المؤسسات منذ نعومة أظفارهم).
وقد يحدث في المجتمعات الغربية الحالية أن يكون الأقارب أقل عدداً أو متقدمين في السن أو غير مستعدين لتقديم المعونة في حالة الطوارئ، كما كان الحال من قبل، وذلك لأسباب مترابطة كانخفاض معدل المواليد وارتفاع سن الزواج واشتغال النساء وتفكك المجتمع. ولهذا فمن المحتمل أن يكون عدد قليل من الأسر بلا أقارب، وأن يكون الفشل في تقديم المساعدة نتيجة لبعد المسافة أو نقص وسائل الراحة أو لصعوبات إقتصادية أخرى. وفي مثل هذه الأحوال يمكن أن تؤدي إعانة الأمومة الممنوحة بحكمة إلى إبقاء الطفل داخل مجموعة الأسرة الكبيرة. والأحوال التي تنشأ عنها معظم الصعوبات تنطوي تحت العنوانين (د) ، (هـ) حيث الأقارب غير راغبين في تقديم المعونة أو غير موجودين بالمرة، وكثيراً ما يحدث أن تكون الأمور التي تسبب عجز الوالدين عن معونة الطفل هي أيضاً التي تؤدي إلى عدم رغبة الأقارب في العمل كبديل. فالأم غير المتزوجة مثلا لا تواجه صعوبات إقتصادية فحسب بل ربما تكون منبوذة من أقاربها، وعدم إتزان العقل وسوء التربية التي كثيراً ما تؤدي إلى الفقر والإهمال من ناحية أخرى يمكن أن تكون مرتبطة أيضاً بالعلاقات السيئة مع الأقارب والجيران.
وقد كتب أحد المشرفين على شئون الأطفال يقول (لقد اكتشفت في كل الأحوال لماذا لا يستطيع مقدم الطلب أن يجد العون من الأقارب والجيران، فغالباً ما يكون ذلك لأنه هو نفسه شخص لا يحسن الجوار أبعد عنه كل من يمكن أن يكونوا راغبين في تقديم العون إليه) فالعوامل الشخصية يمكن أن تلعب دوراً هاماً في تحطيم كل من خطي الدفاع الأول والثاني ضد التشرد.
وهؤلاء الذين يسعدهم الحظ بأن يكونوا من أسرة كبيرة متحدة يدركون القيمة العظيمة للشعور بالأمن ويقدرون طبقاً لهذا الإدراك أنهم إذا اختطفهم الموت فإن الأقارب يكونون مستعدين لرعاية الأطفال، ويعتبر عدم وجود مثل هذه الأسرة الكبيرة عائقاً من المعوقات الكثيرة التي يعاني منها الطفل المحروم من (الجماعة المنزلية الطبيعية)، عندما يكبر ويصبح أباً.
ويتضح مما سبق أنه في المجتمع الذي تنخفض فيه معدلات الوفيات وترتفع معدلات التشغيل وتتوافر مشروعات الضمان الاجتماعي المناسبة، يكون الاضطراب العاطفي وعجز الوالدين عن تكوين علاقات عائلية فعالة هي الأسباب الرئيسية في حرمان الطفل من الحياة المنزلية الطبيعية، وذلك في حد ذاتها نتيجة هامة. ولكن ربما كان أكثر من ذلك أهمية ملاحظة أن الأساس في عجز الكبار عن تكوين علاقات أسرية فعالة هو نفسه في الغالب الأساس في حرمانهم إبان طفولتهم من الحياة المنزلية الطبيعية. ولهذا يكتشف الباحث حلقة اجتماعية مفرغة. فالأطفال المحرومون من الحياة المنزلية الطبيعية يكبرون ويصبحون آباء غير قادرين على توفير الحياة الطبيعية لأطفالهم. وهذا يؤدي إلى وجود جيل آخر من الكبار غير قادرين على توفير هذه الحياة لأطفالهم. ويرى معظم الباحثين في رعاية الأطفال أن هذه الدائرة الشريرة تلعب دوراً هاماً في المشكلة ككل. وواضح أن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الاستقصاء.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|