التركيزات العالية المنبعثة من المحركات التي تستعمل البترول تكون ذات خطورة واضحة حيث يأتي أكثر من 60٪ من ملوثات الهواء من عوادم السيارات التي تتضمن أول أكسيد الكربون ومواد هيدروكربونية ؛ لذا يبدو الغلاف الجوي لكثير من المدن الصناعية على أنه مزيج كيميائي ضوئي من الضباب والدخان (Smogs). ويحدث التسمم وبالتالي الموت بأول أكسيد الكربون إذا ما وصلت نسبته 1٪ من الهواء المستنشق ، وقد يحدث ذلك على سبيل المثال ، عندما تتحرك السيارة في نفق ضيق ومغلق تحت الأرض . ويكون مستوى أول أكسيد الكربون مرتفعاً في شوارع المدن المزدحمة بالسيارات إلى حد يدعو إلى القلق الصحي ، لأن خطره الرئيسي يتمثل في عشقه الشديد إلى التفاعل مع هيموجلوبين الدم ( أسرع من الأكسجين بحوالي مائتي مرة ) وبالتالي يصعب نقل الأكسجين الضروري للتنفس الخلوي . ومن هنا ينقص معدل ما يصل من الأكسجين مع الدم إلى خلايا الجسم وأنسجته مما يودي إلى تعرض الشخص لهبوط عام وإلى إصابته بالأنيميا . كما أنّ كثرة أول أكسيد الكربون وبعض الدقائق العالقة في الهواء الجوي ، يمكن أن تؤثر على درجة حرارة العالم بسبب التغير في الاتزان بين امتصاص وانعكاس ضوء الشمس في الغلاف الجوي .

وفي الواقع ، تشير التقارير العلمية البيئية إلى خطورة ارتفاع درجة حرارة الأرض ، والتي تتمثل في جوانب منها زيادة التبخر بصورة أكبر وبالتالي مردود زراعي أقل ، وفترات جفاف أكثر وأقوى مما يؤدي إلى تعريض التوازن الغذائي (الضعيف) إلى الخطر ، والدول النامية بالطبع هي في مقدمة الضحايا . ومن مساوئ ارتفاع درجات الحرارة ، هو ذوبان قسم من الكتل الجليدية القطبية مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المحيطات وبالتالي إلحاق الأضرار الممكن تصورها بالمناطق الساحلية والمدن الواقعة على شواطئ البحار . ويعتقد العلماء كما ذكر آنفاً ، أن أهم عامل مسؤول عن ارتفاع درجة الحرارة هو غاز الفحم ( أول أكسيد الكربون) الذي يتزايد تركيزه في الجو ، وبعد انعكاس أشعة الشمس على سطح الأرض والمحيطات يعود قسم منها إلى الفضاء ، إلا أن غاز الفحم يقف عقبة في طريقها . وعليه ، فإذا ازداد تركيزه في الجو فإنه يعيق عودة المزيد من أشعة الشمس إلى الفضاء ويتمسك بها فتزداد كمية الطاقة المتبقية في الجو وبالتالي ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضية . وما دام السبب معروفاً لارتفاع درجة الحرارة ، لذا من السهل التوصل إلى الحل ، وهذا يتمثل في استهلاك كميات أقل من البترول والفحم والأخشاب ... ولكن يبدو أن القول سهل ويصعب التنفيذ .