المطلب الثالث 

المخاطر المصاحبة لعملية تحرير حساب رأس المال والإجراءات الواجب إتباعها من أجل تجنب المخاطر أو التقليل منها

أولاً- المخاطر المصاحبة لعملية تحرير حساب رأس المال

تتميز التدفقات الرأسمالية العالمية بعدم الاستقرار كما في تجربة الأزمات المالية في بعض دول آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث تعرضت فيها بعض الدول إلى انخفاض تدفقات الائتمان القصير الأجل والقروض المشتركة بين البنوك، كما انخفض إجمالي مشتريات الأجانب من الأسهم الجديدة في الأسواق وهبوط أسعارها، كما ظهرت كذاك مشكلات في مجال أدوات الائتمان من جراء عدم مقدرة الحكومة والجهاز المصرفي على سداد التزامات الديون المستحقة بالعملة الصعبة، الأمر الذي جعل خروج تدفقات الائتمان قصير الأجل بشكل مفاجئ وضخم وشكل خطراً على الدول، وتختلف المخاطر المتوقعة الحدوث من دولة لأخرى حسب الأوضاع الاقتصادية لكل دولة ويمكن إيجاز تلك المخاطر في النقاط التالية : 

1 ـ ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بصورة أكثر من باقي التدفقات مما أدى إلى ارتفاع محافظ المستثمرين، وأصبحت الأوراق المالية غير المحلية تمثل نسبة أكبر من الإجمالي، واتجهت هذه التدفقات إلى التنقل عبر الحدود مما خلق اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية.

2 ـ  قد تؤدي التدفقات الكبيرة لرأس المال إلى التوسع في عرض النقود والتضخم وارتفاع أسعار الصرف الحقيقية.

3 ـ تشجيع تدفق رأس المال الوطني إلى الخارج في ظل ظروف معينة، إضافة إلى تنشيط عمليات غسيل الأموال خاصة في ظل تطور التحويلات الإلكترونية.

4 ـ حدوث اختلال في التوازن المالي لبعض الدول نتيجة ضعف درجة التعمق النقدي وأسواق الأوراق المالية والأدوات النقدية الأخرى، وضيق حجم الاقتصاد.

5 ـ يؤدي التكامل في الأسواق المالية العالمية إلى عدم سيطرة الدولة في وضع السياسة الاقتصادية الكلية.

6 ـ عالمية الأسواق المالية وفتح الأسواق المالية المحلية وتخفيض القيود على التحويل المحلي والمديونية من الخارج والاستثمار في الوسائط المالية، تؤدي إلى مخاطر في الأسواق المالية العالمية، وأزمات أخرى داخل هذه الدول خاصة في ظل ضعف المؤسسات الوطنية والقوانين والتشريعات والمؤسسات الإشرافية والرقابية.

7 ـ حدوث مشاكل في الوساطة المالية وهروب رأس المال قد يؤدي إلى عدم الاستقرار وزيادة مخاطر الديون.