المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نعلي الملك بسوسنس
2024-12-21
غطاء الأصابع والخواتم والنعال في عهد بسوسنس
2024-12-21
الأساورة في عهد بسوسنس
2024-12-21
تعاويذ القلب في عهد بسوسنس
2024-12-21
الجعارين
2024-12-21
بسوسنس والصدريات
2024-12-21

الأشخاص الممنوعون من ممارسة التجارة
24-11-2020
بابل والبابليون
31-10-2016
داود الصرمي
8-8-2017
أوجه القمر
12-5-2016
chain/choice (n.)
2023-06-24
الاختصاص النوعي للمحاكم الإدارية في الجزائر
1-9-2020


هجران الطفل بدل ضربه  
  
158   10:16 صباحاً   التاريخ: 2024-12-07
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص339ــ340
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2222
التاريخ: 9-1-2016 2133
التاريخ: 9-1-2016 2038
التاريخ: 2024-02-04 1145

من أفضل الحلول التي يمكن طرحها في هذا المجال الهام والمعقد للغاية والتي أعطى فيها الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام) الدروس التربوية أنه حتى لو استدعت الضرورة إنزال العقوبة بالأولاد فإنه لا ينبغي التعرض لهم بالضرب، لأنهم أزهار الجنة الذين أضفوا على الحياة جمالاً، وأنه لا بد من الهجر لهم والإعراض عنهم في مثل هذه الأحوال، فإن لذلك تأثيراً بالغاً على نفس الطفل حيث يشعر أن بإعراض وهجر الأب والأم له كأن جميع الأبواب قد أغلقت بوجهه، وأنه لا سبيل له سوى تـرك مــا كـان يمارسه من الأفعال القبيحة، فيحاول جاداً في ترك ذلك ويعتذر من أبيه وأمه أو معلّمه لكن لا ينبغي الإطالة في الهجر، لما فيه من عواقب سلبية أخرى، فقد أوصى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أحد أصحابه الذي كان قد تبرّم من ولده قائلاً: ((لا تضربه واهجر ولا تطل))(1).(2).

________________________________  

(1) تفسير الصافي 1: 354، نقلاً عن مجمع البيان.

(2) انظر کتاب: حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، محمد جواد الطبسي: 100. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.