قال تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة : 196] .

 يُعتبر الحجّ من أهم العبادات التي شُرّعت في الإسلام ولها آثار وبركات كثيرة جدّاً ، فهو مصدر عظمة الإسلام وقوّة الدّين واتّحاد المسلمين ، والحجّ هو الشعيرة العباديّة التي ترعب الأعداء وتضخ في كلّ عام دماً جديداً في شرايين المسلمين.

والحجّ هو تلك العبادة الّتي أسماها أمير المؤمنين (عليه السلام) بـ (علم الإسلام وشعاره) وقال عنها في وصيته في الساعات الأخيرة من حياته (الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن ترك لم تناظروا) (1) أي أنّ البلاء الإلهي سيشملكم دون إمهال. وقد فهم أعداء الإسلام أهميّة الحجّ أيضاً إذ صرّح أحدهم :

(نحن لا نستطيع أن نحقّق نصراً على المسلمين ما دام الحجّ قائماً بينهم) (2).

وقال أحد العلماء (الويل للمسلمين إن لم يفهموا معنى الحجّ ، والويل لأعدائهم إذا عرفوا معناه).

وفي الحديث المعروف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان توصفة الأحكام كما ورد في نهج البلاغة الحكمة 252 أنّه أشار (عليه السلام) إلى أهميّة الحجّ الكبيرة وقال (فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك... والحجّ تقوية للدّين ) (3).

ونختتم هذه الفقرة بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) وسيأتي شرحه بالتفصيل في ذيل الآية 26 إلى 28 من سورة الحجّ وبيان أهميّة وفلسفة وأسرار الحجّ هناك) فقال (عليه السلام) : (لا يزال الدّين قائماً ما قامت الكعبة) (4).
__________________

 1. نهج البلاغة ، الرسالة 47 ، وصية الامام لابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام ) .

2. نقلا عن كتاب شبهات حول الاسلام .

3. في بعض النسخ ((تقربة للدين)) - متن ابن ابي الحديد – ومفهومها انه سبب وحدة الامة الاسلامية وتقريب الصفوف .

4. وسائل الشيعة ، ج8 ، ص14 (باب عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحج ، ح5) .