الدورة العامة للغلاف الغازي هي نتاج التباين في توزيع الإشعاع الشمسي الغير متساوي على سطح الأرض. فالتسخين الشديد على خط الاستواء يؤدي إلى تمدد الهواء فوق خط الاستواء مما يخلق منطقة ضغط منخفض دائم. الهواء المتصاعد فوق خط الاستواء يتجه في الأعلى باتجاه القطب. ونتيجة عملية التبريد الإشعاعي الذي يتعرض له فأنه يهبط فوق القطبين مكوناً منطقة ضغط عالي دائم ، جاءت هذه النظرية على يد هادلي Hadley قبل قرنين من الزمن. ولكن توفر معلومات كثيرة خلال الفترة الماضية دعت فيرل Firel ومن بعدة روزبي Rossby إلى وضع نموذج للدورة العامة ويختلف عن النموذج الذي اقترحه هادلي. وبذلك أصبحت دورة هادلي مقتصرة على توزيع الضغط وحركة الهواء بين خط الاستواء والمدارين.

النظرية الجديدة للدورة العامة للرياح تضيف خلية للعروض الوسطى وخلية أخرى قطبية. وبذلك تتكون الدورة العامة من ثلاثة خلايا الخلية الأولى هي خلية هادلي Hadley Cell حيث يرتفع الهواء فوق خط الاستواء بسبب التسخين الشديد والتقاء الرياح التجارية من نصفي الكرة مكوناً منطقة اللقاء الاستوائي ITCZ الهواء المتصاعد فوق خط الاستواء ينشطر في الأعلى إلى قسمين عند اصطدامه بالتروبوبوز Trpopause حيث يتجه شطر باتجاه مدار السرطان والأخر باتجاه مدار الجدي. الهواء في الأعلى وبعد أن يقطع مسافة يبدأ بالتبريد إشعاعياً، كما أن قوة الانحراف تبدأ بالتأثير عليه بالإضافة إلى أن اختلاف السرعة بين الهواء وسرعة الأرض تحته تدفعه للتباطؤ. كما أن هناك هواء يأتي من الدائرة القطبية يصطدم بالهواء المتجه إلى القطب في الأعلى. كل هذه العوامل تؤدي إلى هبوط الهواء كمعدل فوق دائرة عرض 30.

لتصبح هذه المنطقة (عروض الخيل) منطقة ضغط عالي دائم. فالهواء الهابط من الأعلى فوق المنطقة يكون حاراً جافاً. وعند اصطدامه بالسطح فان قسم منه يتجه سطحياً باتجاه خط الاستواء ليكون الرياح التجارية Wind الشمالية الشرقية في نصف الكرة الشمالي والجنوبية الشرقية في نصف الكرة الجنوبي.

الخلية الثانية هي خلية فيرل أو روزبي Rossby Cell حيث أن الرياح الغربية Westerly Wind العكسية تخرج من الضغط العالي شبة المداري باتجاه الدائرة القطبية . وهناك رياح قطبية Polar Wind تقابلها . اصطدام هذين النوعين من الرياح يكون الجبهة القطبية Polar Front حيث يرتفع الهواء المداري الحار إلى الأعلى مكونا منطقة ضغط منخفض على السطح لتصبح منطقة منخفضات جوية ومرتفعات جوية متحركة. أما الخلية القطبية Polar Cell فإنها خلية سطحية حيث يهبط إليها الهواء من الأعلى بسبب التبريد الشديد لتهب رياح سطحية شرقية Easterly Wind باتجاه الدائرتين.

هذا التصور المثالي للدورة العامة يشترط أن تكون الأرض إما كلها يابس أو كلها ماء. كما تدخل علية تحويرات فصلية . فجميع انطقه الضغط تتحرك إلى شمال مواقعها في تموز والى جنوب مواقعها في كانون الثاني. إذا تتحرك مراكز الضغط مع حركة الشمس الظاهرية. وبذلك تتكون لدينا مناطق متباينة الضغط خلال الفصول، وهناك مناطق ثابتة الضغط خلال الفصول. أن هذا التباين في توزيع الضغوط والرياح ومناطق التقاء وتفرق الهواء أوجد مناخات مختلفة وتأثيرات متباينة. فالضغط العالي يؤدي إلى ارتفاع الحرارة وقلة الأمطار وسكون الهواء. أما الضغط الواطئ فيؤدي إلى انخفاض الحرارة وكذلك إلى زيادة الأمطار المتساقطة والى تباين في اتجاهات الرياح وسرعتها.