الفصل السادس

إعادة هيكلة الموارد البشرية

مقدمة

المورد البشري هو أهم الموارد على الإطلاق، وبصلاحه تنصلح المنظمات والأمم. وليس أدل على ذلك من أن هناك دولاً ليس لديها موارد طبيعية، وموردها الوحيد الذى تعتمد عليه هو المورد البشري الكفء في انطلاقتها وريادتها للأعمال في العالم. ويبدأ الاستخدام الأمثل للموارد البشرية من خلال معرفة التحركات الاستراتيجية للمنظمة، وتصميم أنظمة الموارد البشرية بالشكل الملائم لهذه التحركات الاستراتيجية وهو ما يطلق عليه بالإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية . وتتطرق إعادة هيكلة الموارد البشرية إلى موضوعات رئيسة أخرى أهمها تحديد نوع الموارد البشرية وملامحها، هذا بالإضافة إلى تحديد الحجم المناسب منها ، وهو الجزء الأصعب والأهم في إعادة هيكلة الموارد البشرية، ويطلق عليه عادة (تقليل حجم العمالة). 

وعليه ينقسم هذا الفصل إلى الموضوعات التالية :

* الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

* تغيير تركيبة وهيكل الموارد البشرية

* تقليل حجم العمالة.

الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

تعني الخطة الاستراتيجية للموارد البشرية أن التحركات الرئيسة في مجال الموارد البشرية مرتبطة بالأهداف الاستراتيجية للمنظمة. كما يعني أن تستمد أهداف واستراتيجيات وخطط إدارة الموارد البشرية من أهداف واستراتيجيات وخطط المنظمة ككل، وكما يعني أيضاً أنه بعد تحديد الخطة الاستراتيجية للمنظمة ككل يتم ترجمة ذلك إلى خطة استراتيجية على مستوى إدارة الموارد البشرية (ماهر ،2011). ويوضح شكل (6-1) هذا الشرح.

ويرجع السبب في ظهور التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية إلى المعاناة التي ظهرت في كثير من المنظمات إلى انفصال أنشطة إدارة الموارد البشرية عن أهداف وتحركات المنظمة ككل، فالمنظمة تسير في واد وإدارة الموارد البشرية تسير في واد آخر وقد لا يلتقيان. بل الأدهى من ذلك أن إدارة الموارد البشرية قد تعمل أحياناَ في اتجاه معاكس لأهداف المنظمة واستراتيجياتها. وعلى إدارة الموارد البشرية أن تعلن لنفسها وللمنظمة أنها جزء من النظام الإداري للمنظمة، وأنها تعمل في خدمة المنظمة ككل، وأنها تعمل لتحقيق أهداف ورؤية الإدارة العليا (2006 ,Yaung) .