أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2019
1734
التاريخ: 13-1-2016
2076
التاريخ: 19-1-2023
1325
التاريخ: 6-7-2022
1489
|
الزوج السعيد هو الذي يستند في شتى مجالات حياته، ومجمل وتفصيل سلوكه العام سيما الإجتماعي والأسري على أصول الدين التي تظلل عموم حياته، وتغمره بالسعادة والطمأنينة وترفده بالسكينة، فإذا ما آمن الزوج بهذه الأصول وبضروريات ما يتفرع عنها وأقرّ بها، أمكنه اجتياز كل عوائق الحياة والوصول إلى ساحل السعادة والراحة في نهاية المطاف، ولا أقل أنه يقونن حياته ضمن قانون إلهي حقيقي يتبنى كل حياته ويسيرها على منوال سير حياة الأنبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام.
أما أصول الدين التي ينبغي على الزوج بصفته زوجاً وبصفته مكلفاً أن يعتقد بها ويؤمن بها، ويعرفها ويسترشد إليها بعقله وقناعته، والتي ينبغي له أيضاً استحضارها في حياته والسير على وفقها في سائر أعماله، فهي خمسة أصول:
1- التوحيد: فبعد الفراغ من الإقرار بوجود الله عزّ وجل، يكون الإنسان موحداً أي يقر بألوهية الله عزَّ وجل وينفيها عن غيره جل وعزَّ، ويختصر التوحيد بعبارة: أشهد أن لا إله إلا الله، فلا إله فيها نفي الألوهية لغير الله، وإلا الله فيها إثبات الألوهية له عزَّ وجل حصراً.
قال الشيخ المظفر قدس سره: ((ونعتقد بأنه يجب توحيد الله من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات ونعتقد بأنه واحد في ذاته ووجوب وجوده، كذلك يجب - ثانياً - توحيده في الصفات، وذلك بالإعتقاد بأن صفاته عين ذاته... وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية. فهو في العلم والقدرة لا نظير له، وفي الخلق والرزق لا شريك له، وفي كل كمال لا ند له .
وكذلك يجب - ثالثاً ـ توحيده في العبادة، فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه. وكذا إشراكه في العبادة في أي نوع من أنواع العبادة، واجبة أو غير واجبة، في الصلاة أو غيرها من العبادات. ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك، كمن يرائي في عبادته ويتقرب إلى غير الله تعالى، وحكمه حكم من يعبد الأصنام والأوثان))(1).
2 -العدل: بمعنى أن الله عزّ وجل ((عادل غير ظالم، فلا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه، يثيب المطيعين وله أن يجازي العاصين، ولا يكلف عباده ما لا يطيقون، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون))(2)، فالله عزّ وجل حكيم ((لا بد أن يكون فعله مطابقاً للحكمة وعلى حسب النظام الأكمل))(3).
3ـ النبوة: أي الاعتقاد بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله)، وصراحة أن يعتقد المكلف بمنطوق ومفهوم الشهادة الثانية أي: ((أشهد أن محمداً رسول الله)).
ولا بد من الإعتقاد بأن ((صاحب الرسالة الإسلامية هو محمد بن عبد الله وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين وأفضلهم على الاطلاق، كما أنه سيد البشر جميعاً لا يوازيه فاضل في فضل، ولا يدانيه أحد في مكرمة، ولا يقاربه عاقل في عقل، ولا يشبهه شخص في خلق وإنه لعلى خلق عظيم، ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة))(4).
كما أن على المكلف الإعتقاد ((بأن النبي كما يجب أن يكون معصوماً، يجب أن يكون متصفاً بأكمل الصفات الخلقية والعقلية وأفضلها، من نحو الشجاعة والسياسة والتدبير والصبر والفطنة والذكاء حتى لا يدانيه بشر سواه فيها... كما يجب أن يكون طاهر المولد أميناً صادقاً، منزهاً عن الرذائل قبل بعثته أيضاً، لكي تطمئن إليه القلوب وتركن إليه النفوس، بل لكي يستحق هذا المقام الإلهي العظيم))(5). كما على المكلف الإعتقاد والإقرار بأن ((القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم، فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما حوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلهم على غير هدى فإنه كلام الله الذي ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه))(6).
4ـ الإمامة: أي الإعتقاد بالإمامة على أنها متفرعة عن النبوة، فهي أصل من أصول الدين كالنبوة، وهي ((كالنبوة لطف من الله تعالى، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر وإرشادهم إلى ما فيه الصلاح، والسعادة في النشأتين، وله ما للنبي من الولاية العامة على الناس لتدبير شؤونهم ومصالحهم وإقامة العدل بينهم ورفع الظلم والعدوان من بينهم. وعلى هذا، فالإمامة استمرارا للنبوة. والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضاً نصب الإمام بعد الرسول فلذلك نقول: إن الإمامة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله. وليست هي بالإختيار والانتخاب من الناس، فليس لهم إذا شاءوا أن ينصبوا أحداً نصبوه، وإذا شاءوا أن يعينوا إماماً لهم عينوه، ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه، ليصح لهم البقاء بلا إمام، بل (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض.
وعليه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى، سواء أبى البشر أم لم يأبوا، وسواء ناصروه أم لم ينصروه، أطاعوه أم لم يطيعوه، وسواء كان حاضراً أم غائباً عن أعين الناس، إذ كما يصح أن يغيب النبي مغيبته في الغار والشعب صح أن يغيب الإمام، ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها(7)...
ونعتقد أن الإمام ((يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان))(8)، ولا بد للإمام ((أن يكون أفضل الناس في صفات الكمال من شجاعة وكرم وعفة وصدق وعدل، ومن تدبير وعقل وحكمة وخلق))(9).
والأئمة الذين خلفوا النبي (صلى الله عليه وآله)، وأتوا من بعده مباشرة من دون فصل بنص من الله عزّ وجل عبر رسوله الأعظم (صلى الله عليه وآله) هم:
1 -الإمام أبو الحسن علي بن أبي طالب (المرتضى) المتولد سنة 23 قبل الهجرة والمستشهد سنة 40 بعد الهجرة .
2 -الإمام أبو محمد الحسن بن علي ((الزكي)) (2 ــ 50 ).
3- الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي ((سيد الشهداء)) (3 ــ 61).
4- الإمام أبو محمد علي بن الحسين ((زين العابدين)) (38 ــ 95).
5- الإمام أبو جعفر محمد بن علي ((الباقر)) (57 ــ 114).
6- الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد ((الصادق)) (83 ــ 148).
7ـ الإمام أبو إبراهيم موسى بن جعفر ((الكاظم)) (128 ــ 183).
8- الإمام أبو الحسن علي بن موسى ((الرضا)) (148 ــ 203).
9- الإمام أبو جعفر محمد بن علي ((الجواد)) (195 ــ 220).
10- الإمام أبو الحسن علي بن محمد ((الهادي)) (212 ــ 254).
11- الإمام أبو محمد الحسن بن علي «العسكري» (232 ــ 260).
12- الإمام أبو القاسم محمد بن الحسن ((المهدي)) (256 ـ وهو الحجة في عصرنا الغائب المنتظر عجل الله فرجه وسهل مخرجه، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلما وجوراً .
وعلى المكلف أن يعتقد بأن الأئمة (عليهم السلام) أوامرهم من أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأوامره (صلى الله عليه وآله) من أوامر الله عزَّ وجل، فطاعتهم (عليهم السلام) طاعة لله وللرسول .
وعلى المكلف أيضاً محبة أهل البيت (عليهم السلام)، والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وعليه أيضاً الصلاة عليهم كما أن عليه العمل بطاعتهم (عليهم السلام).
5- المعاد: أي الإعتقاد بأن الله عزّ وجل ((يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده فيثيب المطيعين ويعذب العاصين))(10).
وهذه أصول الدين باختصار، أما فروع الدين فهي كثيرة، فكل ما ليس من أصول الدين هو من فروعه، ومن فروع الدين:
1ـ الصلاة .
2 -الصوم .
3 -الزكاة .
4 -الخمس .
5ـ الحج .
6ـ الجهاد في سبيل الله .
7ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
8ـ بر الوالدين .
وهناك من الفروع الكثير .
____________________________
(1) عقائد الإمامية، ص61.
(2) م. ن، ص64.
(3) م. ن، ص56.
(4) م. ن، ص 83.
(5) م. ن، ص79.
(6) م. ن، ص 83.
(7) م. ن، ص90.
(8) م. ن، ص91.
(9) م. ن.
(10) م. ن، ص152.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|