المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



منشأ تغيير الأخلاق  
  
421   08:27 صباحاً   التاريخ: 2024-10-13
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 251 ــ 252
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-14 858
التاريخ: 13/11/2022 1744
التاريخ: 11/10/2022 1552
التاريخ: 2023-05-17 1193

(أن المبادىء الأخلاقية قد تتغير ولكن ما هو الشيء الذي يوجب هذا التغيير؟ ولماذا يكون بعض الأعمال في زمن ومكان ما مقبولاً، وغير مقبول في زمن ومكان آخرين؟ يظهر أن التغيير الذي يصيب المباني الاقتصادية للحياة يستوجب تغييراً في الأصول الأخلاقية. وقد حدث في التاريخ نوعان من التغير العميق، أحدهما الانتقال من حياة الصيد إلى الحياة الزراعية. والآخر الإنتقال من الحياة الزراعية إلى الحياة الصناعية.

إن جميع الحوادث والوقائع التاريخية الأساسية في حياة الإنسان نتجت عن هذين التغييرين المهمين في تاريخ حياة البشر. فالأصول الأخلاقية في كل مرحلة من هاتين المرحلتين، التي كانت تعتبر مفيدة لسلامة الإنسان، اعتبرت ضارة في المرحلة التالية، وتغيرت في حالة فوضى.

إننا لا نعلم، إلى الآن، متى انتقل الإنسان من مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة، ولكننا نعلم أن هذا الإنتقال الكبير، استلزم وجود فضائل جديدة، وانقلاب كثير من الفضائل القديمة رذائل في مرحلة الحياة الزراعية الهادئة والمستقرة، كما صارت الحاجة للعمل أكثر لزوماً من الشجاعة، والاعتدال أكثر من القسوة، وصار السلام أكثر نفعاً من الحرب والقتال) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مباهج الفلسفة، ص 86. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.