المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



معرفة المتطلبات الاجتماعية  
  
214   09:00 صباحاً   التاريخ: 2024-10-05
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 98 ــ 99
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/11/2022 2027
التاريخ: 2024-07-03 621
التاريخ: 2024-10-23 209
التاريخ: 2023-06-11 1247

(إن كل فرد من أفراد أي مجموعة سواء كان في مدينة أو قبيلة متوحشة، يولد وهو يفتقر إلى النضوج، عاجزاً بدون لغة أو عقيدة أو أفكار أو موازين اجتماعية. والفرد باعتباره عضواً أصلياً للمجتمع، وحاملاً للتجارب الإجتماعية. يعيش بدوره فترة، ثم يذهب ويحل محله آخر.

إن ولادة وموت أفراد المجتمع واقع لا مهرب منه، وهذه الحالة هي التي تستوجب التربية والتعليم، حيث يوجد مقابل الأعضاء البالغين المجربين الذين يحملون العلوم والتقاليد، يوجد أعضاء مولودون يمثلون المستقبل ويجب ألا يصانوا جسمياً فحسب، بل عليهم أن يطلعوا على رغبات وأهداف ومعلومات وتقاليد البالغين، وإلا فإن الحياة المستقلة لهذه المجموعة تنتهي. ولو تركنا الأعضاء المولودين حديثاً سواء كانوا متمدنين أو من قبيلة وحشية، فإنهم لن يتعلموا ابداً طريقة وأسلوب الحياة المعقدة للبالغين. لا يكفي النمو الجسماني والسيطرة على الضروريات الأولية للحياة. فالإنسان بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعرف المقتضيات الإجتماعية ايضاً. ولذ يجب ان يبذل مساع علمية وجهداً معنوياً.

إن الوجوه المشتركة لجماعة أو مجتمع تشمل الأهداف والعقائد والآراء والآمال والمعارف المشتركة، أو: كما يقول علماء الإجتماع: (التماثل الفكري). وهذه الوجوه المشتركة لا يمكن تناقلها بسهولة مثل الحجر والطين أو كقطعة حلوى تقسم ويعطى كل قسم إلى شخص. ولكي تظهر الوجوه المشتركة بين الأفراد يجب أن تنبع رغبات عقلية وعاطفية معينة في المجتمع والأفراد لتحقيق رغباتهم واحتياجاتهم مقابل ردود الفعل المشابهة) (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مقدمة على فلسفة التربية والتعليم، ص 4. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.