المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التشريع في الإسلام  
  
52   01:48 صباحاً   التاريخ: 2024-10-03
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 283 ــ 284
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/12/2022 1504
التاريخ: 12-7-2018 2098
التاريخ: 25-7-2016 2007
التاريخ: 15-5-2018 1926

إن واضع القانون في الإسلام هو الله تبارك وتعالى خالق الكون والإنسان، المحيط بجميع الحقائق إحاطة تامة كاملة، الله الغني عن الناس، لا تنفعه إطاعتهم، ولا تضره معصيتهم (غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم، لأنه لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه) (1).

إن واضع القانون في الإسلام، هو الله عز وجل، الذي يعرف الخير والشر للإنسان وصلاحه وفساده، ولا تخفى عليه حقيقة، وهو سبحانه يضع القانون على أساس معرفة الصلاح والفساد الحقيقيين، فيسمح بقانون ما فيه خير وسعادة الناس، ويمنع ما فيه الشر والضر لهم. وهذا الأمر من أهم المميزات القانونية للقرآن الكريم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].

بعث محمد بن سنان رسالة إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وسأله فيها عن أن بعض المسلمين يتصورون أن المجاز والممنوع في الإسلام لا يستند على أساس مصلحة وفساد الناس بل إنها لعبادةِ وإطاعة الله تبارك وتعالى، فكتب إليه الإمام (عليه السلام) (قل ضل من قال ذلك ضلالاً بعيداً).

وقال (عليه السلام) ضمن الرسالة عن محرّمات الإسلام: (ووجدنا المحرّم من الأشياء لا حاجة للعبادِ إليه ووجدناه مفسداً داعياً إلى الفناء والهلاك) (2).

يقول المفضل بن عمر سألت الإمام الصادق (عليه السلام): لماذا حرم الله تعالى الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير على الناس، فقال (عليه السلام): (إن حرام الله وحلاله لم يكن على أساس الرغبة والزهد ولكنه خلق الخلق فعلم ما تقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضلاً منه عليهم لمصلحتهم وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم) (3).

يستفاد بوضوح من هذه الأحاديث، والأحاديث الأخرى التي وصلتنا من أولياء الإسلام عليهم السلام، أن التعاليم الإسلامية تقوم على أساس ما فيه مصلحة وفساد الناس، فأحل الإسلام ما فيه الخير والمصلحة المادية والمعنوية للناس، وحرم ما فيه شر وضرر الناس، وحذر المجتمع من ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج البلاغة، الخطبة 184.

2ـ وسائل الشيعة كتاب الأطعمة والأشربة، ص 236.

3ـ بحار الأنوار، ج 3، ص 118. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.