الزوج السعيد هو الذي يقوم بواجباته الزوجية دون أن يمن على زوجته بأي مستوى من المن والتفضل.

إن الزوج الذي يقدم على الزواج هو يعلم مسبقاً بأن عليه الإلتزام بكامل الواجبات الزوجية، ولهذا فإن عليه تقديمها وإنجازها من دون من أو تعيير أو أي إذلال.

ولا ريب بأن الزوج الذي يمن على زوجته بأنه يقوم بتنفيذ واجباته الزوجية حيالها هو يعمل على رسم صورة معيبة عنه في قرارة نفس زوجته، لأنها وبفعله هذا تعتبره غير جدير بأن يكون زوجاً ناجحاً.

كما أن منّ الزوج يستدعي من الزوجة إيجاد مخرج ما يجعلها خارج دائرة منّ الزوج، وهذا بالتأكيد لن يكون لصالح الزوج.

إن القيام بالواجبات الزوجية، وبالخدمات العائلية صدقة كما ورد في بعض الأخبار، والصدقة تبطل بالمن كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ} [البقرة: 264]، كما أن الإنفاق على الزوجة والعيال هو في الحقيقة إنفاق في سبيل الله عزّ وجل، وهذا الإنفاق له أجر كبير عند الله عزّ وجل بيد أنه مشروط بعدم المنّ كما قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [البقرة: 262]، ولا ريب بأن الـمـن مبطل للعمل وماحق له ولذا طلب الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) من الله عز وجل أن لا يمحق عمله بالمن حيث قال (عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: ((ولا تمحقه بالمن))(1).

وبالعموم فإنه يتعين على الزوج - وعلى كل إنسان ـ أن يتمسك في كل أعماله سيما الزوجية منها بعموم قوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ} [المدثر: 6].

وليعلم بأن معنى المنّ هو أن يقول الشخص لآخر فعلت معك كذا، وأعطيتك كذا، وخدمتك بالخدمة الفلانية وهكذا، قال في المصباح المنير: و(مننت) عليه (منا) أيضاً عددت له ما فعلت له من الصنائع مثل أن تقول أعطيتك وفعلت لك وهو تكدير وتغيير تنكسر منه القلوب فلهذا نهى الشارع عنه ... ومن هنا يقال (المن أخو المن) أي الإمتنان بتعديد الصنائع أخو القطع والهدم.

________________________________

(1) مفاتيح الجنان، دعاء مكارم الأخلاق.