لا شك أن مظاهر السطح في أي من العالم تتأثر تأثرا كبيرا بظروف البنية والتركيب الجيولوجي للمنطقة ، لذلك لا بد من الربط بين الناحيتين . اذ المعروف أن دراسة السطح تتناول الناحية الظاهرية من قشرة الارض ، بينما دراسة البنية تتطلب شيئا من التعمق والفحص في التركيب الصخري الذي يوجد أسفل هذا السطح الظاهري . لذلك فاني دراسة السطح عادة تسبق وتتقدم على دراسة البنية بسبب سهولتها وظهورها للدارس وسطح آسيا أصبح معروفا ومدروسا بينما دراسة البنية في آسيا ما زالت في حاجة الى مزيد البحث والتدقيق ويمكن تقسيم قارة آسيا من ناحية البنية الى أربع مجموعات هي:

اولا : الكتل القديمة في الجنوب وهي التي كانت تؤلف جزءا من قارة جندوانا القديمة. وهذه الكتل تتكون من طبقات معقدة من تكوينات العصر السابق للكمبري . وقد بقيت هذه الكتل على حالها ولم تتأثر بالالتواءات الحديثة . وقد غطتها رواسب جديدة على مر الأزمنة والعصور الجيولوجية التي تلت العصر الكمبري . وهذه الكتل الصلبة تنسئل من قارة آسيا في كتلة شبه جزيرة بلاد العرب وكتلة شبه جزيرة الهند ، وهاتان الكتلتان تنحدران في الوقت الحاضر نحو الشمال أو الشمال الشرقي وقد غطتهما في أطرافهما تكوينات نهري دجلة والفرات في الحالة الأولى وتكوينات براهما بترا والسند والكنج من الحالة الثانية.

ثانيا : الكتل القديمة في الشمال وهي تشبه في صفاتها الكتل الجنوبية السابق ذكرها  واحدى هذه الكتل رغم أنها ليست بكاملها في قارة آسيا ، الا أنها هامة في دراسة بنية القارة الآسيوية ، هذه الكتلة هي ما يسمي بالرصيف الروسي، وتشمل هذه الكتلة كل روسيا الأوربية تقريبا . وكتلة أخرى هي كتلة أنجارا ، وهذه الكتلة تشمل وسط سيبيريا ، ويعتقد الأستاذ أرجاند Argand أن هناك كتلتين أخريين ا تقع في منطقة حوض تاريم والأخرى في سهول الصين ومنشوريا احداهما وهي التي يطلق عليها كتلة الصين.

ثالثا : نطاق الالتواءات وهو يشمل مناطق السلاسل الجبلية العظمى في قارة آسيا . وهذه الالتواءات تكونت في أزمنة جيولوجية حديثة وهي معاصرة للالتواءات الألبية في قارة أوربا ومرتفعات روكي في أمريكا الشمالية ومرتفعات انديز في أمريكا الجنوبية . وهذه الالتواءات تشمل مرتفعات آسيا الصغرى وأرمينيا وايران و بلوخستان و افغانستان و السلاسل الكبرى الأخرى مثل جبال هملايا وقره قورم وسلاسل غرب بورما و شمال شرق آسيا .

رابعا : أما القسم الرابع فهو يشمل الأجزاء الباقية من القارة وهي تتكون من الصخور الرسوبية التي ترجع الى الزمن الباليوزوي والزمن الميزوزوي وقد أصابها الالتواء في الحركة الكاليدونية التي حدثت في العصرين السيلوري والديفوني من عصور الزمن الأول ، والحركة الهرسينية التي حدثت في العصر الفحمي المتأخر والعصر البرمي مـــــن عصور الزمن الأول أيضا وهذه الالتواءات القديمة نجدها تحوي صخورا قديمة لها صفات متباينة .