أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-05-2015
2594
التاريخ: 28-12-2015
5034
التاريخ: 25/11/2022
1548
التاريخ: 19-11-2015
8344
|
مقا- سفه : أصل واحد ، يدلّ على خفّة وسخافة ، وهو قياس مطّرد ، فالسفه ضدّ الحلم ، يقال ثوب سفيه ، أي رديء النسج. ويقال تسفّهت الريح ، إذا مالت.
ويقال تسفّهت فلانا عن ماله ، إذا خدعته كأنّك ملت به عنه واستخففته. وذكر ناس أنّ السفه أن يكثر الإنسان من شرب الماء فلا يروى ، وهذا إن صحّ فهو قريب من ذاك القياس.
مصبا- سفه سفها من باب تعب ، وسفه سفاهة فهو سفيه والأنثى سفيهة ، والجمع سفهاء. والسفه : نقص في العقل وأصله الخفّة. وسفه الحقّ : جهله.
وسفّهته تسفيها : نسبته الى السفه أو قلت له إنّه سفيه.
التهذيب 6/ 131- قال اللّه تعالى-. {إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة : 130] : قلت- قال الأخفش : أهل التأويل يزعمون أنّ المعنى- سفّه نفسه. وذهب يونس : الى أنّ فعل للمبالغة ، كما أنّ فعّل للمبالغة ، ويجوز على هذا القول سفهت زيدا بمعنى سفّهت زيدا. وقال أبو عبيدة : معنى سفه نفسه أهلك نفسه وأوبقها ، وهذا غير خارج من مذهب يونس وأهل التأويل. وقال الكسائي والفرّاء : إنّ نفسه منصوب على التفسير ، وقالا : التفسير في النكرات أكثر ، نحو طبت به نفسا ، وقررت به عينا. وقيل : معناه- إلّا من سفه في نفسه ، إلّا أنّ في حذفت كما حذفت حروف الجرّ في غير موضع. وقال الزجاج : القول الجيّد عندي في هذا : أنّ سفه في موضع جهل .
وقال بعض أهل اللغة : أصل السفه : الخفّة ، ومعنى السفيه الخفيف العقل. ومن هذا يقال- تسفّهت الرياح الشيء : إذا حرّكته واستخفّته فطيّرته. ويقال : ناقة سفيهة الزمام إذا كانت خفيفة السير. أبو عبيد : سفهت الماء إذا أكثرت منه ولم ترو.
وقال غيره : سافهت الشراب إذا أسرفت فيه. وفي حديث ثابت عن النبيّ (صلى الله عليه واله) : الكبر أن تسفه الحقّ وتغمط الناس .
وقال أبو زيد : امرأة سفيهة من نسوة سفائه وسفيهات وسفه وسفاه ، ورجل سفيه من رجال سفهاء وسفّه وسفاه. ويقال سفه الرجل يسفه فهو سفيه ، ولا يكون هذا واقعا ، وأمّا سفه : فانّه يجوز أن يكون واقعا ، والأكثر فيه أن يكون غير واقع أيضا.
مفر- السفه : خفّة في البدن ، ومنه قيل زمان سفيه : كثير الاضطراب ، وثوب سفيه : رديء النسج. واستعمل في خفّة النفس لنقصان العقل ، وفي الأمور الدنيويّة وفي الاخرويّة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الاختلال ، وأكثر استعماله فيما يقابل العقل والحلم ، وقد يستعمل في اختلال الأمور الماديّة.
ثم إنّ الفعل منها من باب فعل : لازم دائما ، يقال سفه يسفه فهو سفيه ، وأمّا من باب فعل وفعل : فقد يستعمل متعدّيا.
وأمّا مفاهيم- الخفّة والسخافة والرداءة والميل والخدعة والنقص والجهل والاضطراب والإسراف : فمن آثار الأصل ولوازمه في الموارد.
وأمّا شرب الماء : فيستعمل في مورد الشرب من غير تقدير وميزان.
{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء : 5].
{فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} [البقرة : 282].
يراد الاختلال في العقل.
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ} [البقرة : 13].
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ...} [الأعراف : 66] ، . { قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف : 67].
ولا يخفى أنّ اختلال العقل أمر باطنيّ معنويّ ، ويستدلّ عليه بآثاره المشاهدة في الأعمال والأفكار والآراء ، وقد يختلف النظر والحكم فيها باختلاف المحيط والتفكّر مادّيّا أو معنويّا ، فمن كان برنامج أموره في حياته راجعا الى المادّيات والحياة الدنيويّة والتمايلات النفسانيّة : فهو ضعيف العقل ومختلّ في تعقّله وتشخيصه ما يصلحه ويفسده.
هذا بالنسبة الى الواقع والحقيقة ، وأمّا في نظر أهل الدنيا المتوغّلين فيها : فهم عاقلون يعملون بما هو صلاح وخير لهم في العاجلة ، بل إنّهم يسفّهون من يجاهد في تأمين الحياة الروحانيّة والدار الآجلة الآخرة.
فظهر أنّ تشخيص الخير والصلاح من أتمّ آثار العقل وأكملها ، وهذا التشخيص إنّما يختلف باختلاف مراتب العقل-. {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون : 53] *.
فالسفيه بالنظر الحقّ الصائب القاطع : هو الّذي يميل عن سعادة نفسه وكماله وصلاحه وحسن عاقبته وتأمين حياته الروحانيّة.
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة : 130].
قلنا إنّ سفه بكسر العين يستعمل لازما ومتعدّيا : فعلى اللزوم يكون ما بعده تمييزا ، كما في- طبت النفس يا قيس ، أي نفسا ، وغبن رأيه ، أي رأيا. أو هو منصوب بنزع الخافض كما في- وأن تسترضعوا أولادكم. وعلى التعدية يكون ما بعده مفعولا به ، أي أخلّ نفسه وأخرجه عن المسير الحقّ.
وهذا ما يقال ، ولكنّ التحقيق أنّه منصوب بنزع الخافض باصطلاح النحاة وحقيقته : أنّ المفعول فيه إمّا في مورد زمان أو في مورد مكان ، أو في مورد موضوع ، أو عمل. فالأوّل كما في- جئت يوم الجمعة. والثاني كما في- جلست مجلس زيد.
والثالث كما في- تسترضعوا أولادكم. والرابع كما في- عجبت أنّ زيدا قائم ، أي عجبت قيامه. فالمنصوب بنزع الخافض : نوع من المفعول فيه ، وحرف في مقدّر فيها في المعنى لا حقيقة.
وجملة- سفه نفسا : من قبيل النوع الثالث ، بمعنى أنّ السفه يتحقّق في مورد النفس ، وهذا التعبير آكد وأبلغ في الدلالة على المطلوب ، ولا سيّما صيغة فعل بكسر العين الدالّ على النفوذ والرسوخ والتحقّق والثبوت.
_____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|