أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-02
984
التاريخ: 2023-10-27
939
التاريخ: 2023-10-15
1042
التاريخ: 2023-10-29
748
|
لقد خلفت الحروب الدينية التي شهدتها اوروبا الدمار في جميع المناطق التي حلت فيها. هذا الى جانب التغيرات الديموغرافية التي احدثتها بين سكان القارة الأوروبية. فقد ازدادت عمليات الهجرة والتهجير على أثر كل انتصار أو هزيمة تحصل لهذا الفريق او ذاك اذ كثيراً ما كان انتصار فريق على آخر يؤدي إلى هجرة الفريق المهزوم إلى اماكن كان ينتمي اليها مذهبياً. وتشير الاحصائيات التي قدمت في هذا الشأن إلى اهمية الموضوع. فقد هاجر من النمسا اوائل القرن السابع عشر حوالي أحد عشر الفاً كما طرد من منطقة بوهيميا بعد سنة 1647 حوالي مائة وخمسين ألف انسان يشكلون حوالي ستة وثلاثين ألف عائلة. وقد صرح الامبراطور فرديناند الثاني في هذا الشأن قائلا: انني أفضل ان اسود الصحراء من ان اكون ملكاً متهرطقين (1).
عدا عن ان هذه الحروب قد فتكت بأعداد هائلة يكاد يصعب تحديدها. فإنها نشرت الامراض الوبائية التي حصدت مدناً وقرى بأكملها. كما ارتفعت نسبة الوفيات حتى بلغت هذه النسبة في مدينة ارفرت (Erfurt) مثلاً سنة 1632 حوالي 62,5 مقابل نسبة ضئيلة من الولادات لا تزيد عن 38. هذا بالإضافة إلى ان معظم الولادات كانت غير طبيعية نتيجة لسوء التغذية وارهاق السكان بتقديم الاطعمة للجيوش المتحاربة (2). لذلك فقد ارتفعت اكلاف المعيشة لقلة المواد الغذائية وتدنت العملات المحلية لاختفاء الفضة. هذا بالإضافة إلى تدمير القطاع الزراعي الذي كان يشكل حتى هذا التاريخ عماد الاقتصاد الأوروبي.
أما عن الدمار الذي احلته هذه الحروب فإنها اتت على مدن بأكملها. بالإضافة إلى الابنية والقصور والكنائس المنتشرة في امكنة الحرب. ففى التي أحصى فيها 637 قرية تهدم منها كلياً نحو 40 حدها مقاطعة براند برغ و. قرية و68 أخرى ضربها الدمار بشكل جزئي (3).
.............................................
1- LIVET. G.: Op. Cit. P. 53
2- Ibid: P. 51
3- Ibid: P. 56
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|