إن الاشعاع الشمسي الذى يصل إلى أعلى الغلاف الجوى لا يستطيع أن يصل كله إلى سطح الأرض، لأن نسبة كبيرة منه تفقد عند اختراقها لهذا الغلاف نتيجة لارتداد بعضه إلى الفضاء بواسطة و الألبيدو الأرضي وامتصاص بعض آخر منه في الجو بواسطة المواد العالقة وغاز ثاني أوكسيد الكربون .

والمقصود بالألبيدو الأرضى Earths Albedo هو نسبة ما يرتد من الشمسية هو الفضاء دون أن يؤثر على جو الأرض أو على سطحها ، وأهم العوامل التي تؤدى إلى هذا الارتداد هى السحب التي تساهم وحدها برد حوالي 23٪ من الإشعاع الشمسى الواصل إلى جو الأرض ، وتليها المواد العالقة بالجو من غبار و بخار ماء ، وهى تساهم في مجملها برد 9 الإشعاع ، ويساهم سطح الأرض نفسه برد 2 منه . وعلى هذا الأساس فإن الألبيدو الأرضى يبلغ فى جملته 34٪ من الأشعة الواصلة إلى أعلى الجو ، فيكون ما تكسبه الأرض وجوها هو 66 ٪ منها . إلا أن هذه النسب تتباين من من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر على حسب كمية السحب ودرجة صفاء الجو ومقدار ما يعلق به من بخار الماء والهواء ، ونوع الغطاء الذي يكسو سطح الأرض ، إن كان صخريا أو مائيا أو جليديا أو نباتيا ، فلكل نوع من هذه الغطاءات البيدو خاص به وأكبره ره هو البيدو سطح الجليد، وتبلغ نسبة ما يمتص من الأشعة في الجو بواسطة بخار الماء والغبار حوالي 11٪ من جملتها ، أما ما يمتص بواسطة الغازات في نفس الحو فيبلغ 2٪ وتزداد هاتين النستين نوعا ما ، إذا كانت السماء محتجبة بالغيوم. ولكن يلاحظ أن الأشعة التي تمتص في الجو لاتمثل كلها فاقدا فعليا من الإشعاعية ، لأنها لاترتد كلها إلى الفضاء ، إذ أنها تساعد على رفع درجة حرارة الطبقات التي تمتص فيها ، كما تصل نسبة لا بأس بها منها بصورة أشعة منتشرة إلى سطح الأرض ، وذلك بخلاف الأشعة التي ترتد إلى الفضاء بواسطة الألبيدو والتي تمثل خسارة فعلية لحرارة الأرض .

ولقد أثبتت بعض الدراسات أن الإشعاع الذي ينتشر من الجو نحو الأرض ، والذى يعرف باسم الإشعاع السمائي المنتشر لا يقل أهمية عن الإشعاع المباشر في تزويدها بالحرارة ، بل إنه قد يتفوق عليه عندما تكون الشمس محتجبة بالغيوم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) Critch field, op.cit

(2) Wiesner, op cit