أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-24
204
التاريخ: 2024-08-24
266
التاريخ: 2023-05-18
2217
التاريخ: 2024-04-24
674
|
تحكيم (الحبّ في الله) علىٰ كل علاقاته وصلاته ، وميوله القلبية تماماً ، كما كان عليه أن يحكّم حبّ الله علىٰ كل علاقاته.
فليس من حظْرٍ في الاسلام علىٰ المسلم أن يحبّ الانسان لنفسه ما يشاء وما تهوىٰ نفسه ، وإن كان من منهج التربية الاسلامية أن يسعىٰ ليكون (حبّ الله) هو مصدر كل حبّ في حياته ، حتىٰ لا يحبّ شيئاً إلّا لله.
ولكن لا يجوز أن يكون حبّه لشيء أشدّ من حبّه لله. وهذه هي اُولىٰ الضابطتين السابقتين في الحبّ ، ولا يجوز له أن يحبّ من يبغضه الله ، أو يبغض من يحبّه الله وهذه هي ثانية الضابطتين. والضابطة الثالثة التي نذكر هنا ألّا يجعل من (حبّه لنفسه) محوراً حاكماً للحبّ والبغض بمعزل عن الضوابط الشرعية للحبّ والبغض ، بعكس (الحبّ في الله) فإنه المحور الحاكم للحبّ والبغض في حياة الانسان ، فما كان من الحبّ في الله فهو حاكم علیٰ كل علاقات الانسان ، وما كان من الحبّ للنفس فهو محكوم لضوابط الحبّ والبغض في الاسلام.
وهذا هو الفرق الثالث بين (حبّ الله) و (الحبّ في الله) من جانب وبين الحبّ للنفس من جانب آخر.
وهذا هو معنىٰ محورية الحبّ في الله في علاقات المسلم وميوله القلبية ، كما كان حبّ الله محوراً للحبّ والبغض في حياة الانسان المسلم.
ونفس محورية (الحبّ في الله) وتحكيمه علىٰ علاقات الانسان وميوله ضمن نقطتين :
النقطة الاولىٰ : أن يحكّم (الحبّ في الله) سلباً في نفي ما لا ينسجم مع الحبّ في الله من حبّ ، وإيجاباً في إثبات ما يتطلّبه الحبّ في الله من حبّ.
فإن (الحبّ في الله) ، كما كان الأمر في (حبّ الله) ، يستتبع حبّاً وبغضاً ... ولن يكون المسلم صادقاً في (حبّه في الله) إلّا إذا حكّم حبّه في الله في كل علاقاته وميوله ، واستجاب لكل ما يستتبعه (الحبّ في الله) من حبّ وبغض ، وكما لم يكن له خيار في (الحبّ في الله) و (البغض في الله) ، ليس له خيار فيما يستتبعه الحبّ في الله من حبّ وبغض.
فإن امتداد (الولاء) في علاقات الانسان وارتباطاته وصلاته وميوله وتعلّقاته القلبية لا حدّ لها ، وإذا استجاب الانسان للولاء فلا خيار له فيما يستتبعه الولاء من حبّ وبغض ، مهما امتدّ في حلقات سلسلة الوشائج والعلاقات.
ولعل هذا الحديث الذي رواه الفريقان من المسلمين في حبّ أهل البيت (عليهم السلام) لحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحبّ الله ... بهذا التسلسل الولائي ... ما يلقي الضوء علىٰ مسألة تحكيم الحبّ في الله علىٰ صلات المسلم وعلاقاته وميوله القلبية.
عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أحبّوا اللهَ لما يغذوكم من نعمه ، وأحبّوني بحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي » ([1]).
فلن يكون حبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحبّ في الله حقاً إلّاإذا كان المسلم يستجيب لكل ما يستتبعه هذا الحبّ من حبّ وبغض « وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ».
هذا في الجانب الايجابي فيما يستتبعه الحبّ في الله من حبّ وأما في الجانب السلبي فإن الحبّ في الله کـ (حبّ الله) ، قضيته مبدئية في حياة الانسان تستتبع البغض والكره والحرب أحياناً ، وتكلف الانسان الكثير في هذا الجانب ، ومن دون هذه الناحية السلبية لن يكون الانسان صادقاً في حبّه وولائه.
فلن يكون الحبّ في الله أمراً شاقاً ، لو لم يستلزم مثل هذه التبعات في حياة الانسان وعلاقاته وميوله وصلاته ، ولو لم يتطلب من الانسان أن يدفع ضريبة هذا الحبّ من علاقاته وصلاته ، ومن ذات نفسه وميوله وتعلّقاته.
والشواهد علىٰ حاكمية الحبّ في الله في الشريعة كثيرة نذكر جملة من هذه الشواهد :
عن زيد بن أرقم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) : « أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم » ([2]).
وعن أبي هريرة قال : « نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلىٰ علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم » ([3]).
وفي حديث الغدير يقول البراء بن عازب : « أخذ (رسول الله) بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه » ([4]).
وعن زيد بن أرقم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال : « ألستم تعلمون ، أو ألستم تشهدون أني أولىٰ بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلىٰ. قال فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه. اللّهم عادِ من عاداه ووالِ من والاه » ([5]).
والأحاديث بهذا المضمون كثيرة.
(فالحبّ في الله) ـ إذن ـ محور حاكم في حياة الإنسان يستتبع الحبّ والبغض ، والولاء والعداء.
وقد ورد هذا المضمون في الزيارات المأثورة لأولياء الله وأئمة المسلمين كثيراً. ففي زيارة سيد الشهداء الحسين (عليه السلام) (فمعكم معكم لا مع عدوكم) ([6]).
فإن محبّة الحسين (عليه السلام) ، عندما تكون لله ، تتطلّب المفاصلة والمقاطعة مع
أعدائه (لا مع عدوكم) ، ومن دون هذه المقاطعة والمفاصلة لا تكتسب هذه المحبّة قيمتها الحقيقية.
وهذه هي النقطة الاولىٰ في (الحبّ في الله).
النقطة الثانية : أن يحكّم المؤمن (الحبّ في الله) في درجات الحبّ وفي الايثار وتقديم حبّ علىٰ حبّ وتفضيل أمر علىٰ آخر.
فإذا تزاحمت الميول ، والعلاقات ، والتعلّقات القلبية قدّم منها ما كان في الله وأخّر منها ما كان لنفسه ، وآثر منها ما كان لله علىٰ ما كان لنفسه ، ضمن الضوابط الواردة في الشريعة في تقديم الأهم علىٰ المهم.
عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : « فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتىٰ أكون أحبّ إليه من ماله وولده » ([7]).
ورواه مسلم في الصحيح عن أنس بالصورة التالية : « لا يؤمن عبد حتىٰ أكون أحبّ إليه من أهله وماله ومن الناس أجمعين » ([8]).
وعن طريق ابن ليلىٰ الانصاري عن رسول الله : « لا يؤمن عبدٌ لله حتىٰ أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله » ([9]).
وعندما يكون الحبّ في الله حاكماً علىٰ علاقات الانسان وتعلّقاته النفسية يتحول إلىٰ محور حاكم في حياة الانسان.
وبهذا يختلف (الحبّ في الله) عن (حبّ النفس) الذي يقع في الدائرة المسموح بها إسلامياً.
فإن الثاني يقع دائماً محكوماً للاول ، فحبّ القوم والوطن أمر جائز ولم يمنع عنه الاسلام « في الدائرة المسموح بها شرعاً » إلّا أن هذا الحبّ لا يشكّل محوراً حاكماً في العلاقات الاجتماعية والتعلّقات القلبية ، ويكون محكوماً لضوابط (حبّ الله) و (الحبّ في الله).
فلا يجوز للانسان أن يمتدَّ مع حبّه لقومه ووطنه في كل مستلزمات هذا الحبّ وتوابعه ، من دون قيود. ولا يسمح للانسان أن يحبّ اعداء الله ورسوله من قومه ووطنه ، كما لا يجوز أن يبغض المؤمنين من غير قومه ووطنه ... فيجب عليه أن يحبّ المؤمنين من غير قومه ووطنه ، ويبغض ويحارب أعداء الله ورسوله من قومه وعشيرته ووطنه.
سئل علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) عن العصبية. فقال : « العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرىٰ الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ولكن من العصبية أن يعين قومه علىٰ الظلم » ([10]).
وأما حبّ الاسلام والامة الاسلامية ، فإنه لما كان من مصاديق (الحبّ في الله) ، فإنه يمتدّ إلىٰ كل مستلزماته ومتطلباته ، فيجب علىٰ المؤمن أن يحبّ كل المسلمين من قومه ووطنه ، ومن غير قومه ووطنه ، ويحارب كل أعداء الله والمعتدين من قومه ووطنه ومن خارج قومه ووطنه.
فيكون الحبّ الاول من الحبّ المسموح به والمحكوم بضوابط الحبّ في الله وليس من (الولاء) لغير الله.
بينما يكون الحبّ الثاني من الولاء الحاكم علىٰ كل علاقاته وتعلّقاته بالقومية والوطنية.
إن ظاهرة القومية والوطنية التي عمّت العالم الاسلامي ، والتي استوردها المسلمون من الغرب في الأغلب ، ليست حبّاً ساذجاً فقط محكوماً لضوابط الولاء الاسلامي وللحبّ والبغض لله وفي الله ، وإنما تشكّل محوراً جديداً وحاكماً للحبّ والبغض في حياة الانسان المعاصر في مقابل محور حبّ الله والحبّ في الله.
وإنما نقول عنها أنها تشكّل محوراً جديداً في الحبّ والبغض ؛ لأن القومية والوطنية في مفهومها المعاصر توجّه عواطف الانسان وأحاسيسه من خلال قناة الانتماء القومي والوطني ، فيحبّ من الرجال والابطال ، والشعراء ، والاساطير ، والادب والحوادث ، والوقائع ، ما يتصل بقومه ووطنه طابت أم خبثت ، ويكره من الاقوام والابطال والشعر والاساطير والحوادث والايام ما كان في اتجاه مخالف لقومه ووطنه ، طابت أم خبثت.
وعلىٰ هذا الاساس تقوم الاتجاهات القوميه الحديثة في العالم الاسلامي بإحياء الحضارات الفرعونية ، والأشورية ، والبابلية ، والمجوسية لربط حاضر المسلمين بماضيهم ، طاب هذا الماضي أم كان خبيثاً.
فالقومية والوطنية ـ إذن ـ في مفهومها المعاصر ، اتجاه لإقامة محاور جديدة للولاء في مقابل الولاء لله ولرسوله.
وإنما نقول في مقابل الولاء لله وللرسول ، ولا نقول في عرض الولاء لله وللرسول ، أو مع الولاء لله وللرسول ، مع أن هذه المحاور القومية والوطنية لا تنفي الولاء لله وللرسول غالباً ، ومع ذلك نقول عنها إنها محاور جديدة للولاء في قبال الولاء لله وللرسول ؛ لأن مسألة الولاء لا تتقبل التعدد والتوزّع ، ومتىٰ يطرح ولاء جديد في عرض الولاء لله وللرسول فإنها تنفي الولاء لله وللرسول لا محالة. فإن مسألة الولاء مسألة التوحيد دائماً ، فإما أن يكون للانسان ولاء لله ، فلا يكون له لغير الله تعالىٰ ولاء ، وإما أن لا يكون له لله وللرسول ولاء فيختار الانسان لولائه وحبّه وبغضه ما يشاء من المواضيع.
إن جوهر (الولاء) وقيمة (الولاء) في التوحيد ، فإذا انتفیٰ التوحيد ينتفي الولاء رأساً ، ونحن إذا أدركنا هذه الحقيقة في معنىٰ الولاء نستطيع أن نفهم معنیٰ (الولاء) ، ومن دونها يبقیٰ فهمنا لمسألة الولاء فهماً عامياً ساذجاً ، ينسجم الولاء فيه مع الولاء لكل أحد ، ولكل شيء ، حتىٰ مع الولاء لأعداء الله ، فيجتمع حبّ الله والولاء له ولأنبيائه (عليهم السلام) مع حبّ فرعون والولاء له ، ويجتمع حبّ الاسلام والولاء له مع حبّ الحضارات المجوسية والفرعونية والبابلية والولاء لها.
وعندما يهبط الولاء إلىٰ هذا المستوىٰ يفقد الولاء كل محتواه وقيمته وأثره.
فالحبّ في الله ـ إذن ـ يشكّل في حياة الإنسان المسلم محوراً للولاء في السلب والايجاب ، والحبّ والبغض ، والقرب والبعد ، ويكون حاكماً علیٰ كل علاقات الانسان وتعلّقاته وميوله وتوجّهاته.
وكل حبّ آخر لا ينافي الحبّ لله فهو مسموح به وجائز علىٰ أن يبقیٰ محكوماً للحبّ لله. وحتىٰ عندما يحبّ المسلم طائفتين مسلمتين في الله ولا يتخاصمان في أمر فلا يمكن أن يجمع بينهما الانسان في الحبّ ، ويضطر لاتخاذ موقف مختلف لكل منهما. فإن ضوابط الحبّ في الله هي التي تتحكّم في اتخاذ مثل هذا الموقف ، ولا يترك الأمر في مثل هذه المواقف لعواطف الانسان تجاههما ، ودرجة حبّه وتعلّقه بكل واحدة منهما ، فيؤثر منهما من كان أقرب إلىٰ نفسه ... ، ويقف من الاُخرىٰ موقفاً يميل إلىٰ السلب ... أقول : ليس للمسلم في مثل هذه المواقف ، وهو يحب الطائفتين في الله ، أن يرسل عواطفه تجاههما لضوابط الحب في الله بدقة، فيحاول أن يصلح بينهما ما استطاع إلىٰ ذلك سبيلاً ، وإن بغت إحداهما علىٰ الاخرىٰ وقف مع الفئة المعتدىٰ عليها ضد الفئة الباغية المعتدية ، بحزم وقوة ، ومن دون أن يميل مع ميوله وعلاقاته النفسية ، ويحسب حساباً لقرب إحداهما منه أو بعدها ، ومن دون أن يرقّ أو يلين للفئة الباغية علىٰ حساب الحق ، وإذا لم ترتدع الفئة الظالمة عن بغيها وغيّها ، أعلن عليها الحرب وقاتلها إلىٰ جنب الفئة المعتدىٰ عليها ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) ([11]).
فالحبّ في الله ـ إذن ـ محور حاكم في حياة الانسان المسلم. يرسم له خريطة واضحة لعلاقاته في المجتمع والاسرة ولقربه وبعده ، وحبّه وبغضه.
ومن خصائص هذا المحور انه يرفض دائماً أي محور إلىٰ جنبه ، مهما يكن ذلك المحور.
وهذه الفقرة بحاجة إلىٰ مزيد من التوضيح ؛ فإن الله كريم ، ومن طبع الكريم الكرم والاحسان والعطاء.
ولكن نعم الله تعالىٰ لا تعبّر فقط عن كرمه وجوده سبحانه وتعالىٰ ، وإنما تعبّر عن معنىً آخر غير الكرم والجود ، وهو التحبّب إلىٰ عباده.
فإن الله تعالىٰ عندما ينعم علىٰ عباده يريد أن يتحبب إليهم ، ويدعوهم إلىٰ حبّه.
وواضح لمن يقرأ كتاب الله أن القرآن الكريم يحرص علىٰ توظيف النعمة في
توجيه الانسان إلىٰ حبّ الله وحمده وشكره.
تأملوا في هاتين الآيتين الكريمتين من سورة الزخرف ، وهما مثل واحد علىٰ ما نقول : ( وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ õ لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) ([12]).
إذن الغاية من الفلك والانعام والدواب ثلاثة ، وليست واحدة :
1 ـ ( لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ) ، وهي الاستفاده من النعمة.
2 ـ ثم ( تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ) ، وهي وعي النعمة.
3 ـ ثم تقولوا ( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) ، وهي الشكر والحمد والتسبيح.
والذين يتلقّون نعم الله تعالیٰ من دون وعي وحمد ـ كالبهائم ـ يستفيدون في الحقيقة من النعمة استفادة ناقصة ؛ فإن النعمة تزوّد الجسم والروح والعقل والقلب.
والذين يستفيدون من النعمة فائدة ناقصة يحرمون عقولهم وقلوبهم وأرواحهم من النعم الإلهية.
كما تحفل النصوص الاسلامية بتوجيه الانبياء والدعاة إلىٰ الله بدعوة الناس إلىٰ الله ، وتحبيب الله إليهم من خلال (النعمة).
في الحديث القدسي : « أوصىٰ الله تعالىٰ إلىٰ موسىٰ (عليه السلام) : أحببْني وحبّبْني إلىٰ خلقي. قال موسىٰ : يا رب ، إنك لتعلم أنّه ليس أحدٌ أحبَّ إلَيَّ منكَ ، فكيف لي بقلوب العباد ؟ فأوحىٰ الله إليه : فذكّرْهم نعمتي وآلائي فإنهم لا يذكرون مني إلّا خيراً » ([13]).
وقال الله عزّوجلّ لداود : « أحببْني وحبِّبْني إلىٰ خلقي. قال : يا ربِّ نعم أنا اُحبُّكَ ، فكيف اُحبِّبكَ إلىٰ خلقك ؟ قال : اذكر أياديَّ عندهم ، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبّوني » ([14]).
[1] سنن الترمذي 5 : 622 ، ح 3789 ، ط. دار الفكر ، والمستدرك علیٰ الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 :
150. قال الحاكم : وهذا حديث صحيح الاسناد لم يخرجاه. وبحار الانوار 70 : 14. وأمالي الصدوق : 219. وعلل الشرائع 1 : 139 ، ط. المكتبة الحيدرية. وأمالي الطوسي 1 : 280. وبشارة المصطفیٰ : 161.
[2] المستدرك علىٰ الصحيحين 3 : 149.
[3] المستدرك علىٰ الصحيحين 3 : 149 ، قال الحاكم : هذا حديث من حديث أبي عبدالله أحمد بن حنبل. وقد أخرج الفقيد السعيد الشيخ عبدالحسين الاميني رحمهالله حديث الغدير عن مئة طريق فزائداً في كتابه القيم (الغدير) الجزء الاول منه.
[4] المصدر السابق.
[5] مسند الامام أحمد بن حنبل 4 : 281.
[6] مفاتيح الجنان ـ زيارة الاربعين للامام الحسين (عليه السلام).
[7] صحيح البخاري 1 : 6 ، ط. دار الطباعة ، سنة 1286.
[8] صحيح مسلم 1 : 49 ، ط. دار الفكر ، بيروت. ورواه في كنز العمال 1 : 37. حديث 70.
[9] نقله الشيخ عبدالحسين الاميني في كتابه سيرتنا وسنتنا سيرة نبينا وسنته : 11 ، عن النصيبي في الجزء الثاني من أحاديثه ، والحافظ البيهقي في شعب الايمان والديلمي في مسنده ، ورواه العلامة المجلسي في البحار باختلاف يسير 27 : 76.
[10] اُصول الكافي 2 : 408. وبحار الأنوار 73 : 288.
[11] الحجرات : 9.
[12] الزخرف : 12 ـ 13.
[13] بحار الأنوار 70 : 22.
[14] المصدر السابق.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|