المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



مقطوعات شعرية في مدح الإمام المهدي عليه السلام  
  
221   12:24 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : عصر الظهور
الجزء والصفحة : ص307-318
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

قصيدة للسيد الحميري رحمه الله

بعد عدوله من مذهب الكيسانية إلى مذهب التشيع ، يخاطب بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكانت الكيسانية أتباع كيسان يعتقدون أن المهدي الموعود الذي يغيب ثم يظهر هو محمد بن الحنفية .

وتدل هذه القصيدة التي قيلت قبل أكثر من مئة سنة من ولادة الإمام المهدي عليه السلام على أصالة العقيدة فيه ، وأنه يغيب مدة طويلة قبل ظهوره .

أيا راكباً نحو المدينة جرةً * عَذافرةً يُطوى بها كل سَبْسَبِ

إذا ما هذاك الله عاينت جعفراً * فقل لوليِّ الله وابنِ المهذب

ألا يا أمينَ الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمان ثم تأوُّبي

إليك من الأمر الذي كنت مطنباً * أحارب فيه جاهداً كل مُعْرب

إليك رددتُ الأمر غير مخالف * وفِئْتُ إلى الرحمان من كل مذهب

سوى ما تراه يا بن بنت محمد * فإن به عقدي وزلفى تقرُّبي

وما كان قولي في ابن خَوْلة مبطناً * معاندةً مني لنسل المطيَّب

ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب

بأن وليَّ الأمر يفقد لا يرى * ستيراً كفعل الخائف المترقب

فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيُّبَهُ بين الصفيح المنصب

فيمكث حيناً ثم ينبع نبعة * كنبعة جدِّي من الأفق كوكب

يسير بنصر الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسبب

يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلاً كحرَّانَ مغضب

فلما روي أن ابن خولة غائبٌ * صرفنا إليه قولنا لم نُكذِّب

وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش به من عدله كل مُجدب

فإن قلت لا فالحق قولك والذي * أمرت فحتمٌ غيرُ ما متعصب

وأشهد ربي أن قولك حجةٌ * على الخلق طراً من مطيع ومذنب

بأن وليَّ الأمر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه بتطرُّب

له غيبة لا بد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيِّب

فيمكث حيناً ثم يظهر حينه * فيملأ عدلاً كل شرق ومغرب

بذاك أدين الله سراً وجهرةً * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب

( ديوان السيد الحميري ص 115 )

***

من تائية دعبل الخزاعي رحمه الله التي أنشدها بحضرة الإمام الرضا عليه السلام

بكيتُ لرسم الدار من عرفات * ِوأذريتُ دمعَ العين بالعبراتِ

وفك عرى صبري وهاجت صبابتي * رسومُ ديار أقفرت وعرات

مدارسُ آيات خلت من تلاوة * ومنزلُ وحيٍ مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات

ديار عليٍّ والحسينِ وجعفرٍ * وحمزةَ والسجادِ ذي الثَّفنات

ديارٌ عفاها جورُ كل منابذ * ولم تعفُ للأيام والسنوات

فيا وارثي علم النبي وآلَه * عليكم سلامٌ دائمُ النفحات

قفا نسأل الدار التي خفَّ أهلُها * متى عهدها بالصوم والصلوات ؟

وأين الأولى شطتْ بهم غربةُ النوى * أفانينَ في الآفاق مفترقات ؟

همُ أهل ميراث النبيِّ إذا اعتزوا * وهمْ خيرُ ساداتٍ وخيرُ حماة

مطاعيمُ في الإعسار في كل مشهد * لقد شَرُفوا بالفضل والبركات

وما الناس إلا حاسد ومكذب * ومضطغنٌ ذو إحنةٍ وترات

أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً * وقد مات عطشاناً بشط فرات

إذن للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات

أفاطم قومي يابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة

قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخٍّ نالها صلواتي

وقبر بأرض الجوزجان محله * وقبر بباخمرا ، لدى الغربات

وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات

فأما الممضات التي لست بالغاً * مبالغها مني بكنه صفات

نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * معرسهم فيها بشط فرات

توفوا عطاشى بالفرات ، فليتني * توفيت فيهم قبل حين وفاتي

إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الذل والفظعات

ملامك في أهل النبي فإنهم * أحباي ، ما عاشوا وأهل ثقاتي

تخيرتهم رشداً لأمري فإنهم * على كل حال خيرة الخِيَرات

نبذت إليهم بالمودة صادقاً * وسلمت نفسي طائعاً لولاتي

فيا رب زدني من يقيني بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي

سأبكيهم ما حج لله راكب * وما ناح قمريٌّ على الشجرات

بنفسيَ أنتم من كهولٍ وفتية * لفك عَنَاةٍ أو لحملِ ديات

أحبُّ قصيَّ الرحْمِ من أجل حبكم * وأهجر فيكم أسرتي وبناتي

وأكتم حُبِّيكمْ مخافة كاشح * عنيد لأهل الحق غير موات

فيا عين بكِّيهم وجودي بعبرةٍ * فقد آن للتسكاب والهملات

لقد حَفَّتِ الأيام حولي بشرها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي

ألم تر أني من ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسماً * وأيديهم من فيئهم صفرات

بنات زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات

سأبكيهم ما ذرَّ في الأرض شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات

ديار رسول الله أصبحن بلقعاً * وآل زياد تسكن الحجرات

وآل رسول الله نحفٌ جسومهم * وآل زياد غلظ القصرات

إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات

فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغد * تقطع قلبي إثرهم حسرات

خروجُ إمام لا محالةَ خارجٌ * يقوم على اسم الله والبركات

يُمَيِّزُ فينا كل حقٍ وباطلٍ * ويجزي على النعماء والنقمات

فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كل ما هو آت

ولا تجزعي من مُدة الجور إنني * أرى قوتي قد آذنت بشتات

فإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخر من عمري بطول حياتي

شفيتُ ، ولم أترك لنسيٍ رزية * ًوروَّيُت منهم منصلي وقناتي

فإني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير بتات

عسى الله أن يأوي لذا الخلق إنه * إلى كل قوم دائم اللحظات

( ديوان دعبل الخزاعي ص 135 )

* *

رباعيات للبهائي العاملي قدس سره المتوفى 1031 ه‍ .

يا كراماً صبرنا عنهم محالْ * إن حالي من جفاكم شر حالْ

إن أتى من حيكم ريحُ الشمال * صرتُ لا أدري يميني من شمال

حبذا ريحٌ سرى من ذي سلمْ * من رُبى نجدٍ وسَلْعٍ والعَلَمْ

أذهب الأحزانَ عنا والألم * والأماني أدركت والهمُّ زال

يا أخلائي بحَزْوى والعقيق * ما يطيقُ الهجرُ قلبي ما يطيق

هل لمشتاق إليكم من طريق * أم سددتم عنه أبوابَ الوصال

لا تلوموني على فَرْط الضجر * ليس قلبي من حديدٍ أو حجر

فاتَ مطلوبي ومحبوبي هجر * والحشا في كل آن في اشتعال

من رأي وجدي لسكان الحجون * قال ما هذا هوى هذا جنون

أيها اللُّوامُ ماذا تبتغون * قلبيَ المضنى وعقلي ذو اعتقال

يا نزولاً بين جمع والصفا * يا كرامَ الحيِّ يا أهلَ الوفا

كان لي قلبٌ حمولٌ للجفا * ضاع مني بين هاتيك التلال

يا رعاك الله يا ريحَ الصبا * إن تَجُزْ يوماً على وادي قُبا

سل أُهَيْلَ الحيِّ في تلك الربا * هجرُهم هذا دلالٌ أم ملال

جيرةٌ في هجرنا قد أسرفوا * حالنا من بعدهم لا يوصف

إن جَفَوْا أو واصلوا أتلفوا * حبُّهُمْ في القلب باق لا يزال

هم كرامٌ ما عليهم من مزيد * من يمتْ في حبهم يمضي شهيد

مثلُ مقتول لدى المولى الحميد * أحمديُّ الخلْقِ محمودُ الفعال

صاحبَ العصرِ الإمامَ المنتظرْ * من بما يأباه لا يجري القدر

حجةُ الله على كل البشر * خيرُ أهل الأرض في كل الخصال

من إليه الكون قد ألقى القيادْ * مجرياً أحكامه فيما أراد

إن تزل عن طوعه السبع الشداد * خرَّ منها كل سامي السَّمْكِ عال

شمسُ أوجِ المجدِ مصباحُ الظلام * صفوةُ الرحمن من بين الأنام

الإمامُ بن الإمامِ بن الإمامْ * قطبُ أفلاكِ المعالي والكمال

فاق أهلَ الأرض في عزٍّ وجاهْ * وارتقى في المجد أعلى مرتقاه

لو ملوكُ الأرض حلُّوا في ذراه * كان أعلى صفِّهم صفُّ النعال

ذو اقتدارٍ إن يشأ قلبَ الطباع * صيَّرَ الإظلامَ طبعاً للشعاع

وارتدى الإمكانُ برد الامتناع * قدرةٌ موهوبةٌ من ذي الجلال

يا أمينً الله يا شمسً الهدى * يا إمامً الخلقِ يا بحرَ الندى

عَجِّلَنْ عَجِّلْ فقد طال المدى * واضمحلَّ الدين واستولى الضلال

هاك يا مولى الورى نعمَ المجير * من مُواليك البهائيُّ الفقير

مدحةً يعنو لمعناها جرير * نظمها يزري على عقد الكلال

يا وليَّ الأمر يا كهفَ الرجا * مسني الضرُّ وأنت المرتجى

والكريمُ المستجاب الملتجا * غيرُ محتاج إلى بسط السؤال

وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام

وهي قصيدة للبهائي العاملي قدس سره ، وقد أعجب بها قاضي القضاة بدمشق فأمر الشيخ أحمد المنيني أن يشرحها ، فشرحها سنة 1151 ه‍ . في سبعين صفحة ، وطبع شرحه بمصر في آخر كتاب ( الكشكول ) المنسوب للبهائي ، كما طبع مستقلاً .

سرى البرقُ من نجدٍ فجددَ تِذكاري * عهوداً بحَزْوى والعذيْب وذي قارِ

وهيَّجَ من أشواقنا كل كامن * وأجَّج في أحشائنا لاهبَ النار

ألا يا لُيَيْلاتِ الغوِيرِ وحاجرٍ * سُقيتِ بهامٍ من بني المُزْنِ مِدرار

ويا جيرةً بالمأزمين خيامُهم * عليكم سلامُ الله من نازح الدار

خليليَّ مالي والزمان كأنما * يطالبني في كل آنٍ بأوْتار

فأبعدَ أحبابي وأخلى مرابعي * وأبدلني من كل صفو بأكدار

وعادلَ بي من كان أقصى مَرامه * مِن المجد أن يسمو إلى عُشرِ معشاري

ألم يدر أني لا أزالُ لخطبه * وإن سامني خسفاً وأرخص أسعاري

مقامي بفرق الفرقدين فما الذي * يؤثره مسعاه في خفض مقداري

وأني امرؤٌ لا يدرك الدهر غايتي * ولا تصلُ الأيدي إلى سر أغواري

أخالطُ أبناء الزمان بمقتضى * عقولِهِمُ كي لا يفوهوا بإنكاري

وأظهرُ أني مثلهم تستفزني * صروف الليالي باحتلاء وإمرار

وأني ضاوِي القلبِ مستوفزُ النهى * أُسَرُّ بيُسْر أو أساءُ بإعسار

ويُضجرني الخطبُ المهولُ لقاؤه * ويُطربُني الشادي بعودٍ ومزمار

وتُصْمي فؤادي ناهدُ الثدي كاعب * بأسمرَ خطارٍ وأحورً سحَّار

وأني أسَخِّي بالدموع لوقفةٍ * على طَلل بال ودارسِ أحجار

وما علموا أني امرؤٌ لا يروعني * تَوَالي الرزايا في عشي وإبكار

إذا دُكَّ طودُ الصبر من وقعِ حادثٍ * فطودُ اصطباري شامخٌ غيرُ مُنهار

وخطبٍ يزيلُ الروع أيسرُ وقعه * كؤودٍ كوخزٍ بالأسنة شعَّار

تلقيتُه والحتفُ دون لقائه * بقلبٍ وقور في الهزاهز صبَّار

ووجهٍ طليقٍ لا يُمَلُّ لقاؤه * وصدرٍ رحيبٍ في وُرودٍ وإصدار

ولم أبدِهِ كي لا يساءَ لوقعه * صديقي ويأسَى من تَعَسُّرِهِ جاري

ومعضلةٍ دهماءَ لا يُهتدى لها * طريقٌ ولا يُهدى إلى ضوئها الساري

تشيبُ النواصي دون حل رموزها * ويُحجمُ عن أغوارها كل مغوار

أجَلْتُ جياد الفكر في حلباتها * ووجهتُ تلقاها صوائبَ أنظاري

فأبرزتُ من مستورها كل غامض * وثَقَّفْتُ منها كل قسْورِ سوَّار

أأضرعُ للبلوى وأغضي على القذى * وأرضى بما يرضى به كلُّ مخوار

وأفرحُ من دهري بلذة ساعة * وأقنعُ من عيشي بقرص وأطمار

إذن لا ورى زَندي ولا عزَّ جانبي * ولا بزغتْ في قِمَّةِ المجدِ أقماري

ولا بُلَّ كفي بالسماحِ ولا سّرَتْ * بطيب أحاديثي الركابُ وأخباري

ولا انتشرتْ في الخافقين فضائلي * ولا كان في المهديِّ رائقُ أشعاري

خليفةُ رب العالمين وظلُّهُ * على ساكن الغبراءِ من كلِّ ديَّار

هو العروةُ الوثقى الذي من بذيله * تمسكَ لا يخشى عظائمَ أوزار

إمامُ هدىً لاذَ الزمانُ بظلِّه * وألقى إليه الدهرُ مقودَ خوَّار

ومقتدرٍ لو كَلَّفَ الصمَّ نُطْقَها * بأجذارها فاهتْ إليه بأجذار

علومُ الورى في جنب أبحرِ علمِهِ * كغَرْفَةِ كفٍّ أو كغمسةِ منقار

فلو زار أفلاطونُ أعتابَ قدسه * ولم يُعْشِهِ عنها سواطعُ أنوار

رأى حكمةً قدسيةً لا يشوبها * شوائبُ أنظارٍ وأدناسُ أفكار

بإشراقها كل العوالم أشرقت * لمالاحَ في الكونينِ من نورها الساري

إمامُ الورى طوْدُ النُّهى منبعُ الهدى * وصاحبُ سرِّ الله في هذه الدار

به العالَمُ السفليُّ يسمو ويعتلي * على العالم العلويِّ من دون إنكار

ومنه العقولُ العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار

همامٌ لو السبعُ الطباقُ تطابقت * على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري

لنكَّسَ من أبراجها كل شامخٍ * وسكَّنَ من أفلاكها كلَّ دوَّار

ولا انتشرتْ منها الثوابتُ خيفةً * وعاف السرى من سورها كل سيَّار

أيا حجةَ الله ا لذي ليس جارياً * بغير الذي يرضاه سابقُ أقدار

ويا من مقاليدُ الزمان بكفه * وناهيكَ من مجد به خصُّه الباري

أغث حَوْزةَ الإيمانِ واعمُرْ ربوعَه * فلم يبقَ فيها غيرُ دارسِ آثار

وأنقذْ كتابَ الله من يد عُصبة * عصوْا وتمادوْا في عتوٍّ وإصرار

وأنعشْ قلوباً في انتظارك قرَّحت * وأضجرها الأعداء أيَّةَ إضجار

وخلِّص عبادَ الله من كل غاشم * وطهِّر بلادَ الله من كلِّ كفار

وعجِّلْ فداكَ العالمونَ بأسرهم * وبادرْ على اسمِ الله من غير إنظار

تجدْ من جنود الله خير كتائب * وأكرمَ أعوان وأشرفَ أنصار

بهم من بني همدان أخلصُ فتية * يخوضون أغمار الوغى غير فكار

بكل شديدِ البأس عَبْلٍ شَمَرْدَل * إلى الحتف مقدام على الهوْل مصبار

تُحَاذرُهُ الأبطال في كل موقف * وتَرهبُهُ الفرسانُ في كل مضمار

أيا صفوةَ الرحمن دونك مدحةً * كدُرِّ عقودٍ في ترايب أبكار

يهنَّى ابنُ هاني إن أتى بنظيرها * ويعنو لها الطائيُّ من بعد بَشَّار

إليك البهائيُّ الحقيرُ يزفُّها * كغانيةٍ مياسة القدِّ مِعْطار

تغارُ إذا قيستْ لطافة نظمها * بنفحةِ أزهارٍ ونَسْمَةِ أسحار

إذا رُددت زادت قبولاً كأنها * أحاديث نجدٍ لا تُمَلُّ بتَكرار

* *

للمرحوم السيد حيدر الحلي قدس سره

مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ

فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه

قد مزقت ثوب الأسى * وشكت لواصلها القطيعة

فالسيفُ إن به شفاءَ * قلوب شيعتِك الوجيعه

فسواهُ منهم ليس يُنعش * هذه النفسَ الصريعه

طالت حبال عواتق * فمتى تكون به قطيعه

كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة

تنعى الفروعُ أصولَه * وأصولُه تنعى فروعَه

فيه تَحَكَّمَ من أباح * اليومَ حوزته المنيعة

فاشحذ شَبَا عضبٍ له * الأرواح مذعنة مطيعه

إن يدعها خفتْ لدعوته * وإن ثقلت سريعه

واطلب به بدم القتيل * بكربلا في خير شيعه

ماذا يُهيجُك إن صبرتَ * لوقعة الطف الفضيعه

أترى تجئ فجيعةٌ * بأمضَّ من تلك الفجيعه

حيث الحسينُ على الثرى * خيلُ العدى طحنت ضلوعه

قتلته آلُ أمية * ظام إلى جنب الشريعة

ورضيعُهُ بدم الوريد * مخضبٌ فاطلب رضيعه

يا غيرة الله اهتفي * بحمية الدين المنيعه

وضبا انتقامك جَرِّدي * لطَلا ذوي البغي التليعه

ودعي جنود الله تملأ * هذه الأرض الوسيعه

( رياض المديح والرثاء ص 32 )

***

للمرحوم السيد رضا الهندي قدس سره

فيا مُغِذّاً على وجناءَ مرتعُها * قطعُ الفجاج ولمعُ الآل ما تردُ

حِبْ في المسير هداك الله كلَّ فلا * عن الهدى فيه حتى للقطا رصد

حتى يُبَوِّءَكَ الترحالُ ناحيةً * تُحَلُّ من كَرَبِ اللَّاجي بها العقدُ

وروضةٌ أنجمُ الخضراء قد حسد * تْحصباءها ، وعليها يُحمد الحسد

وأرضُ قدس من الأملاك طاف بها * طوائفٌ كلما مروا بها سجدوا

فأرخِصِ الدمع من عينين قد غلتا * على لهيب جوىً في القلب يَتَّقِدُ

وقل ولم تَدَعِ الأشجان منك سوى * قلب الفريسة إذ ينتاشُها الأسد

يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا * ورد هنئ ولا عيش لنا رغد

طالت علينا ليالي الانتظار فهل * يا بن الزكيِّ لليل الانتظار غد

فاكحلْ بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلاً * يكادُ يأتي على إنسانها الرَّمد

ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل * يغني اصطبارٌ وهى من درعه الزرد

كم ذا يؤلَّف شملُ الظالمين لكم * وشملُكم بيديْ أعدائكم بَدَدُ

فانهض فدتك بقايا أنفسٍ ظفرتْ * بها النوائب لما خانها الجلد

هب أن جندك معدودٌ فجدك قد * لاقى بسبعين جيشاً ماله عدد

( رياض المدح والرثاء ص 91 )

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.