أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
6333
التاريخ: 3-08-2015
4115
التاريخ: 2-08-2015
3911
التاريخ: 2023-05-27
1595
|
قصيدة للسيد الحميري رحمه الله
بعد عدوله من مذهب الكيسانية إلى مذهب التشيع ، يخاطب بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكانت الكيسانية أتباع كيسان يعتقدون أن المهدي الموعود الذي يغيب ثم يظهر هو محمد بن الحنفية .
وتدل هذه القصيدة التي قيلت قبل أكثر من مئة سنة من ولادة الإمام المهدي عليه السلام على أصالة العقيدة فيه ، وأنه يغيب مدة طويلة قبل ظهوره .
أيا راكباً نحو المدينة جرةً * عَذافرةً يُطوى بها كل سَبْسَبِ
إذا ما هذاك الله عاينت جعفراً * فقل لوليِّ الله وابنِ المهذب
ألا يا أمينَ الله وابن أمينه * أتوب إلى الرحمان ثم تأوُّبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنباً * أحارب فيه جاهداً كل مُعْرب
إليك رددتُ الأمر غير مخالف * وفِئْتُ إلى الرحمان من كل مذهب
سوى ما تراه يا بن بنت محمد * فإن به عقدي وزلفى تقرُّبي
وما كان قولي في ابن خَوْلة مبطناً * معاندةً مني لنسل المطيَّب
ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن وليَّ الأمر يفقد لا يرى * ستيراً كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيُّبَهُ بين الصفيح المنصب
فيمكث حيناً ثم ينبع نبعة * كنبعة جدِّي من الأفق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه * على سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتلهم قتلاً كحرَّانَ مغضب
فلما روي أن ابن خولة غائبٌ * صرفنا إليه قولنا لم نُكذِّب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش به من عدله كل مُجدب
فإن قلت لا فالحق قولك والذي * أمرت فحتمٌ غيرُ ما متعصب
وأشهد ربي أن قولك حجةٌ * على الخلق طراً من مطيع ومذنب
بأن وليَّ الأمر والقائم الذي * تطلع نفسي نحوه بتطرُّب
له غيبة لا بد من أن يغيبها * فصلى عليه الله من متغيِّب
فيمكث حيناً ثم يظهر حينه * فيملأ عدلاً كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سراً وجهرةً * ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
( ديوان السيد الحميري ص 115 )
***
من تائية دعبل الخزاعي رحمه الله التي أنشدها بحضرة الإمام الرضا عليه السلام
بكيتُ لرسم الدار من عرفات * ِوأذريتُ دمعَ العين بالعبراتِ
وفك عرى صبري وهاجت صبابتي * رسومُ ديار أقفرت وعرات
مدارسُ آيات خلت من تلاوة * ومنزلُ وحيٍ مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسينِ وجعفرٍ * وحمزةَ والسجادِ ذي الثَّفنات
ديارٌ عفاها جورُ كل منابذ * ولم تعفُ للأيام والسنوات
فيا وارثي علم النبي وآلَه * عليكم سلامٌ دائمُ النفحات
قفا نسأل الدار التي خفَّ أهلُها * متى عهدها بالصوم والصلوات ؟
وأين الأولى شطتْ بهم غربةُ النوى * أفانينَ في الآفاق مفترقات ؟
همُ أهل ميراث النبيِّ إذا اعتزوا * وهمْ خيرُ ساداتٍ وخيرُ حماة
مطاعيمُ في الإعسار في كل مشهد * لقد شَرُفوا بالفضل والبركات
وما الناس إلا حاسد ومكذب * ومضطغنٌ ذو إحنةٍ وترات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً * وقد مات عطشاناً بشط فرات
إذن للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخٍّ نالها صلواتي
وقبر بأرض الجوزجان محله * وقبر بباخمرا ، لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
فأما الممضات التي لست بالغاً * مبالغها مني بكنه صفات
نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * معرسهم فيها بشط فرات
توفوا عطاشى بالفرات ، فليتني * توفيت فيهم قبل حين وفاتي
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الذل والفظعات
ملامك في أهل النبي فإنهم * أحباي ، ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشداً لأمري فإنهم * على كل حال خيرة الخِيَرات
نبذت إليهم بالمودة صادقاً * وسلمت نفسي طائعاً لولاتي
فيا رب زدني من يقيني بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي
سأبكيهم ما حج لله راكب * وما ناح قمريٌّ على الشجرات
بنفسيَ أنتم من كهولٍ وفتية * لفك عَنَاةٍ أو لحملِ ديات
أحبُّ قصيَّ الرحْمِ من أجل حبكم * وأهجر فيكم أسرتي وبناتي
وأكتم حُبِّيكمْ مخافة كاشح * عنيد لأهل الحق غير موات
فيا عين بكِّيهم وجودي بعبرةٍ * فقد آن للتسكاب والهملات
لقد حَفَّتِ الأيام حولي بشرها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم تر أني من ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسماً * وأيديهم من فيئهم صفرات
بنات زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
سأبكيهم ما ذرَّ في الأرض شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعاً * وآل زياد تسكن الحجرات
وآل رسول الله نحفٌ جسومهم * وآل زياد غلظ القصرات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغد * تقطع قلبي إثرهم حسرات
خروجُ إمام لا محالةَ خارجٌ * يقوم على اسم الله والبركات
يُمَيِّزُ فينا كل حقٍ وباطلٍ * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كل ما هو آت
ولا تجزعي من مُدة الجور إنني * أرى قوتي قد آذنت بشتات
فإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخر من عمري بطول حياتي
شفيتُ ، ولم أترك لنسيٍ رزية * ًوروَّيُت منهم منصلي وقناتي
فإني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير بتات
عسى الله أن يأوي لذا الخلق إنه * إلى كل قوم دائم اللحظات
( ديوان دعبل الخزاعي ص 135 )
* *
رباعيات للبهائي العاملي قدس سره المتوفى 1031 ه .
يا كراماً صبرنا عنهم محالْ * إن حالي من جفاكم شر حالْ
إن أتى من حيكم ريحُ الشمال * صرتُ لا أدري يميني من شمال
حبذا ريحٌ سرى من ذي سلمْ * من رُبى نجدٍ وسَلْعٍ والعَلَمْ
أذهب الأحزانَ عنا والألم * والأماني أدركت والهمُّ زال
يا أخلائي بحَزْوى والعقيق * ما يطيقُ الهجرُ قلبي ما يطيق
هل لمشتاق إليكم من طريق * أم سددتم عنه أبوابَ الوصال
لا تلوموني على فَرْط الضجر * ليس قلبي من حديدٍ أو حجر
فاتَ مطلوبي ومحبوبي هجر * والحشا في كل آن في اشتعال
من رأي وجدي لسكان الحجون * قال ما هذا هوى هذا جنون
أيها اللُّوامُ ماذا تبتغون * قلبيَ المضنى وعقلي ذو اعتقال
يا نزولاً بين جمع والصفا * يا كرامَ الحيِّ يا أهلَ الوفا
كان لي قلبٌ حمولٌ للجفا * ضاع مني بين هاتيك التلال
يا رعاك الله يا ريحَ الصبا * إن تَجُزْ يوماً على وادي قُبا
سل أُهَيْلَ الحيِّ في تلك الربا * هجرُهم هذا دلالٌ أم ملال
جيرةٌ في هجرنا قد أسرفوا * حالنا من بعدهم لا يوصف
إن جَفَوْا أو واصلوا أتلفوا * حبُّهُمْ في القلب باق لا يزال
هم كرامٌ ما عليهم من مزيد * من يمتْ في حبهم يمضي شهيد
مثلُ مقتول لدى المولى الحميد * أحمديُّ الخلْقِ محمودُ الفعال
صاحبَ العصرِ الإمامَ المنتظرْ * من بما يأباه لا يجري القدر
حجةُ الله على كل البشر * خيرُ أهل الأرض في كل الخصال
من إليه الكون قد ألقى القيادْ * مجرياً أحكامه فيما أراد
إن تزل عن طوعه السبع الشداد * خرَّ منها كل سامي السَّمْكِ عال
شمسُ أوجِ المجدِ مصباحُ الظلام * صفوةُ الرحمن من بين الأنام
الإمامُ بن الإمامِ بن الإمامْ * قطبُ أفلاكِ المعالي والكمال
فاق أهلَ الأرض في عزٍّ وجاهْ * وارتقى في المجد أعلى مرتقاه
لو ملوكُ الأرض حلُّوا في ذراه * كان أعلى صفِّهم صفُّ النعال
ذو اقتدارٍ إن يشأ قلبَ الطباع * صيَّرَ الإظلامَ طبعاً للشعاع
وارتدى الإمكانُ برد الامتناع * قدرةٌ موهوبةٌ من ذي الجلال
يا أمينً الله يا شمسً الهدى * يا إمامً الخلقِ يا بحرَ الندى
عَجِّلَنْ عَجِّلْ فقد طال المدى * واضمحلَّ الدين واستولى الضلال
هاك يا مولى الورى نعمَ المجير * من مُواليك البهائيُّ الفقير
مدحةً يعنو لمعناها جرير * نظمها يزري على عقد الكلال
يا وليَّ الأمر يا كهفَ الرجا * مسني الضرُّ وأنت المرتجى
والكريمُ المستجاب الملتجا * غيرُ محتاج إلى بسط السؤال
وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام
وهي قصيدة للبهائي العاملي قدس سره ، وقد أعجب بها قاضي القضاة بدمشق فأمر الشيخ أحمد المنيني أن يشرحها ، فشرحها سنة 1151 ه . في سبعين صفحة ، وطبع شرحه بمصر في آخر كتاب ( الكشكول ) المنسوب للبهائي ، كما طبع مستقلاً .
سرى البرقُ من نجدٍ فجددَ تِذكاري * عهوداً بحَزْوى والعذيْب وذي قارِ
وهيَّجَ من أشواقنا كل كامن * وأجَّج في أحشائنا لاهبَ النار
ألا يا لُيَيْلاتِ الغوِيرِ وحاجرٍ * سُقيتِ بهامٍ من بني المُزْنِ مِدرار
ويا جيرةً بالمأزمين خيامُهم * عليكم سلامُ الله من نازح الدار
خليليَّ مالي والزمان كأنما * يطالبني في كل آنٍ بأوْتار
فأبعدَ أحبابي وأخلى مرابعي * وأبدلني من كل صفو بأكدار
وعادلَ بي من كان أقصى مَرامه * مِن المجد أن يسمو إلى عُشرِ معشاري
ألم يدر أني لا أزالُ لخطبه * وإن سامني خسفاً وأرخص أسعاري
مقامي بفرق الفرقدين فما الذي * يؤثره مسعاه في خفض مقداري
وأني امرؤٌ لا يدرك الدهر غايتي * ولا تصلُ الأيدي إلى سر أغواري
أخالطُ أبناء الزمان بمقتضى * عقولِهِمُ كي لا يفوهوا بإنكاري
وأظهرُ أني مثلهم تستفزني * صروف الليالي باحتلاء وإمرار
وأني ضاوِي القلبِ مستوفزُ النهى * أُسَرُّ بيُسْر أو أساءُ بإعسار
ويُضجرني الخطبُ المهولُ لقاؤه * ويُطربُني الشادي بعودٍ ومزمار
وتُصْمي فؤادي ناهدُ الثدي كاعب * بأسمرَ خطارٍ وأحورً سحَّار
وأني أسَخِّي بالدموع لوقفةٍ * على طَلل بال ودارسِ أحجار
وما علموا أني امرؤٌ لا يروعني * تَوَالي الرزايا في عشي وإبكار
إذا دُكَّ طودُ الصبر من وقعِ حادثٍ * فطودُ اصطباري شامخٌ غيرُ مُنهار
وخطبٍ يزيلُ الروع أيسرُ وقعه * كؤودٍ كوخزٍ بالأسنة شعَّار
تلقيتُه والحتفُ دون لقائه * بقلبٍ وقور في الهزاهز صبَّار
ووجهٍ طليقٍ لا يُمَلُّ لقاؤه * وصدرٍ رحيبٍ في وُرودٍ وإصدار
ولم أبدِهِ كي لا يساءَ لوقعه * صديقي ويأسَى من تَعَسُّرِهِ جاري
ومعضلةٍ دهماءَ لا يُهتدى لها * طريقٌ ولا يُهدى إلى ضوئها الساري
تشيبُ النواصي دون حل رموزها * ويُحجمُ عن أغوارها كل مغوار
أجَلْتُ جياد الفكر في حلباتها * ووجهتُ تلقاها صوائبَ أنظاري
فأبرزتُ من مستورها كل غامض * وثَقَّفْتُ منها كل قسْورِ سوَّار
أأضرعُ للبلوى وأغضي على القذى * وأرضى بما يرضى به كلُّ مخوار
وأفرحُ من دهري بلذة ساعة * وأقنعُ من عيشي بقرص وأطمار
إذن لا ورى زَندي ولا عزَّ جانبي * ولا بزغتْ في قِمَّةِ المجدِ أقماري
ولا بُلَّ كفي بالسماحِ ولا سّرَتْ * بطيب أحاديثي الركابُ وأخباري
ولا انتشرتْ في الخافقين فضائلي * ولا كان في المهديِّ رائقُ أشعاري
خليفةُ رب العالمين وظلُّهُ * على ساكن الغبراءِ من كلِّ ديَّار
هو العروةُ الوثقى الذي من بذيله * تمسكَ لا يخشى عظائمَ أوزار
إمامُ هدىً لاذَ الزمانُ بظلِّه * وألقى إليه الدهرُ مقودَ خوَّار
ومقتدرٍ لو كَلَّفَ الصمَّ نُطْقَها * بأجذارها فاهتْ إليه بأجذار
علومُ الورى في جنب أبحرِ علمِهِ * كغَرْفَةِ كفٍّ أو كغمسةِ منقار
فلو زار أفلاطونُ أعتابَ قدسه * ولم يُعْشِهِ عنها سواطعُ أنوار
رأى حكمةً قدسيةً لا يشوبها * شوائبُ أنظارٍ وأدناسُ أفكار
بإشراقها كل العوالم أشرقت * لمالاحَ في الكونينِ من نورها الساري
إمامُ الورى طوْدُ النُّهى منبعُ الهدى * وصاحبُ سرِّ الله في هذه الدار
به العالَمُ السفليُّ يسمو ويعتلي * على العالم العلويِّ من دون إنكار
ومنه العقولُ العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار
همامٌ لو السبعُ الطباقُ تطابقت * على نقض ما يقضيه من حكمه الجاري
لنكَّسَ من أبراجها كل شامخٍ * وسكَّنَ من أفلاكها كلَّ دوَّار
ولا انتشرتْ منها الثوابتُ خيفةً * وعاف السرى من سورها كل سيَّار
أيا حجةَ الله ا لذي ليس جارياً * بغير الذي يرضاه سابقُ أقدار
ويا من مقاليدُ الزمان بكفه * وناهيكَ من مجد به خصُّه الباري
أغث حَوْزةَ الإيمانِ واعمُرْ ربوعَه * فلم يبقَ فيها غيرُ دارسِ آثار
وأنقذْ كتابَ الله من يد عُصبة * عصوْا وتمادوْا في عتوٍّ وإصرار
وأنعشْ قلوباً في انتظارك قرَّحت * وأضجرها الأعداء أيَّةَ إضجار
وخلِّص عبادَ الله من كل غاشم * وطهِّر بلادَ الله من كلِّ كفار
وعجِّلْ فداكَ العالمونَ بأسرهم * وبادرْ على اسمِ الله من غير إنظار
تجدْ من جنود الله خير كتائب * وأكرمَ أعوان وأشرفَ أنصار
بهم من بني همدان أخلصُ فتية * يخوضون أغمار الوغى غير فكار
بكل شديدِ البأس عَبْلٍ شَمَرْدَل * إلى الحتف مقدام على الهوْل مصبار
تُحَاذرُهُ الأبطال في كل موقف * وتَرهبُهُ الفرسانُ في كل مضمار
أيا صفوةَ الرحمن دونك مدحةً * كدُرِّ عقودٍ في ترايب أبكار
يهنَّى ابنُ هاني إن أتى بنظيرها * ويعنو لها الطائيُّ من بعد بَشَّار
إليك البهائيُّ الحقيرُ يزفُّها * كغانيةٍ مياسة القدِّ مِعْطار
تغارُ إذا قيستْ لطافة نظمها * بنفحةِ أزهارٍ ونَسْمَةِ أسحار
إذا رُددت زادت قبولاً كأنها * أحاديث نجدٍ لا تُمَلُّ بتَكرار
* *
للمرحوم السيد حيدر الحلي قدس سره
مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعهْ
فانهض فما أبقى التحمل * غير أحشاء جزوعه
قد مزقت ثوب الأسى * وشكت لواصلها القطيعة
فالسيفُ إن به شفاءَ * قلوب شيعتِك الوجيعه
فسواهُ منهم ليس يُنعش * هذه النفسَ الصريعه
طالت حبال عواتق * فمتى تكون به قطيعه
كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة
تنعى الفروعُ أصولَه * وأصولُه تنعى فروعَه
فيه تَحَكَّمَ من أباح * اليومَ حوزته المنيعة
فاشحذ شَبَا عضبٍ له * الأرواح مذعنة مطيعه
إن يدعها خفتْ لدعوته * وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل * بكربلا في خير شيعه
ماذا يُهيجُك إن صبرتَ * لوقعة الطف الفضيعه
أترى تجئ فجيعةٌ * بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسينُ على الثرى * خيلُ العدى طحنت ضلوعه
قتلته آلُ أمية * ظام إلى جنب الشريعة
ورضيعُهُ بدم الوريد * مخضبٌ فاطلب رضيعه
يا غيرة الله اهتفي * بحمية الدين المنيعه
وضبا انتقامك جَرِّدي * لطَلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنود الله تملأ * هذه الأرض الوسيعه
( رياض المديح والرثاء ص 32 )
***
للمرحوم السيد رضا الهندي قدس سره
فيا مُغِذّاً على وجناءَ مرتعُها * قطعُ الفجاج ولمعُ الآل ما تردُ
حِبْ في المسير هداك الله كلَّ فلا * عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
حتى يُبَوِّءَكَ الترحالُ ناحيةً * تُحَلُّ من كَرَبِ اللَّاجي بها العقدُ
وروضةٌ أنجمُ الخضراء قد حسد * تْحصباءها ، وعليها يُحمد الحسد
وأرضُ قدس من الأملاك طاف بها * طوائفٌ كلما مروا بها سجدوا
فأرخِصِ الدمع من عينين قد غلتا * على لهيب جوىً في القلب يَتَّقِدُ
وقل ولم تَدَعِ الأشجان منك سوى * قلب الفريسة إذ ينتاشُها الأسد
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا * ورد هنئ ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل * يا بن الزكيِّ لليل الانتظار غد
فاكحلْ بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلاً * يكادُ يأتي على إنسانها الرَّمد
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل * يغني اصطبارٌ وهى من درعه الزرد
كم ذا يؤلَّف شملُ الظالمين لكم * وشملُكم بيديْ أعدائكم بَدَدُ
فانهض فدتك بقايا أنفسٍ ظفرتْ * بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جندك معدودٌ فجدك قد * لاقى بسبعين جيشاً ماله عدد
( رياض المدح والرثاء ص 91 )
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|