أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
2157
التاريخ: 12-10-2014
2451
التاريخ: 2023-08-12
1407
التاريخ: 3-12-2015
2022
|
قال تعالى{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً} [البينة: 2]
بيان للبيّنة، والمراد بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعاً على ما يُعطيه سياق الآيات.
والصحف جمع صحيفة، وهي ما يُكتَب فيها، والمراد بها: أجزاء القرآن النازلة. وقد تكرّر في كلامه تعالى إطلاق الصحف على أجزاء الكتب السماوية، ومنها: القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ}[1].
والمراد بكون الصحف مطهّرة، تقدّسها من قذارة الباطل، بمسّ الشياطين: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[2].[3]
[1] سورة عبس، الآيات 13 - 16.
[2] سورة الواقعة، الآية 79.
[3] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص337.
تَدَبُّر: هذه الكتب القيّمة ليست مطهّرة من ناحية المبلّغ ولسانه فحسب، بل هي من عالم الغيب إلى أن تصل إلى سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطهّرة مكرّمة, كما قال تعالى: ﴿فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ﴾ (سورة عبس، الآيتان 13و14). فهذه الآيات مرفوعة, بحيث لا تنالها أيدي الأفكار, لتفهم معانيها، ولا تنالها من حيث الإتيان بمثلها، وهذا الكتاب مرفوع عن تناول الأيدي كلّه. ومع هذا العلوّ والارتفاع, هو طاهر مطهّر من كلّ دنس، وحاملو هذا الوحي -أيضاً- أمناء ومطهّرون من الخيانة: ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ (سورة عبس، الآيتان 15و16)، فأمناء الوحي المطهّرون يتلون الكتاب المطهّر على النبي المطهّر. فلا بدّ لتالي القرآن من التطهير, وذلك ضمن خطوات:
- الخطوة الأولى للتطهير هي انكسار غرور النفس وعجبها, لتكون مستعدّة للتطهير، فإنّ الأراضي المستعلية ليس لها نصيب من الماء ولا تستقي منه، وإنّما يصيب الماء ظاهرها. وأمّا إذا كانت الأرض منخفضة، فيستفيد باطنها من الماء, فيطهر باطنها أيضاً من الماء النازل من السماء.
- الخطوة الثانية تطهير مجاري القرآن, من الفم والعين والأذن: فبالنسبة إلى تلاوة القرآن -أيضاً- لا يتلوه حقّ تلاوته, إلّا مَن كان مطهِّراً لمجاري القرآن. ولذا ورد في الحديث: "طهّروا أفواهكم, فإنّها طرق القرآن". (النوري، حسين: مستدرك الوسائل، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيتعليهم السلام لتحقيق التراث، ط1، بيروت، 1408هـ.ق/ 1987م، ج1، باب6 من أبواب السواك، ص368).
فالإنسان الذي يتكلّم في النهار بكلّ ما يجري على لسانه, ليس له أن يوفَّق في الليل بتلاوة القرآن حقّ تلاوته, كما قال أمير المؤمنينعليه السلام في حقّ المتّقين: "أمّا الليل, فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتّلونه ترتيلاً...". (نهج البلاغة، م.س، ج2، الخطبة193، ص161).
وليس الفمّ مجرى القرآن فحسب، بل العين والأذن واليد -أيضاً- كذلك, فالنظر إلى المصحف, عبادة، وتلاوة القرآن عن المصحف, عبادة, لا بدّ من طهارتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|