المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

مكروسكوب طرد مركزي " مجهر طرد مركزي " centrifuge microscope
30-3-2018
هجرة الهكسوس.
2024-03-08
علاقة السنة بالقرآن‏
5-05-2015
المخمرات الغازية Pneumatic Fermenters
1-9-2019
مدارات كوكب الزهرة
2023-09-12
اصناف فاصوليا الليما والسيفا
15-6-2022


القمار الجبري  
  
199   11:50 صباحاً   التاريخ: 2024-08-29
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 180 ــ 186
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2419
التاريخ: 22-12-2020 2288
التاريخ: 11-6-2022 1473
التاريخ: 2-9-2016 2253

لماذا نجد حرفياً ماهراً يستطيع أن يحصل على أجرة جيدة يترك عمله العائلي ليغرق في عمليات المقامرة؟ ... أو نجد بائعاً يترك عمله ليقضي فترات المساء في بيوت القمار ومحال المسابقات؟

يمكن أن يبدو للنظر أن مثل هذه الأمور المسلية في البدء لا خطر فيها، ولكن الخطر المتزايد يوماً بعد يوم هو ان هذه الأمور نفسها تجر الاشخاص غالباً إلى الديون ومن ثم إلى القمار الجبري وان التخلص من ذلك للمدمنين عليه صعب صعوبة ترك الإدمان على الخمر والمواد المخدرة.

إن القمار اللا اختياري قد أصبح مشكلة خطرة جداً ومهددة تماماً للمجتمع وان الرجال والنساء الواقعين بين براثن هذا الجبر يعرفون أكثر من غيرهم معاني القلق واليأس ... وهذا القول بالخصوص هو ما تفوه به أحد المعتادين المطلعين على القمار تماماً فإنه بنفسه كان من المقامرين المجبورين إلا أنه استطاع بالنهاية ان يتخلص من الضغط الشديد الجارف.

ولا يعد القمار في نظر الاطباء المتخصصين أو نفس المعتادين مجرد عمل مخالف للأخلاق أو عمل قبيح فحسب بل يعد القمار الاجباري - فعلاً - مرضاً ومعبراً عن كثير من المشاكل العاطفية الشديدة.

وقد شبه المقامرون المدمنون -غالباً - في احدى الشهادات الشخصية ادمانهم بالسرطان واسموه (مرضاً) و (منهكاً لهم) وهم يقولون (كنا وشركاؤنا في العمل قد صممنا على ان نبيد أنفسنا) (1).

القمار في الفقه الإسلامي

وبملاحظة ما سبق ينبغي أن نشخص نظرة الفقه الاسلامي للقمار.

إن حرمة القمار في الإسلام بناء على تصريحات القرآن الكريم والروايات الشريفة الكثيرة قطعية ومسلمة، والفقهاء متفقون على ذلك جميعاً بل ان حرمة القمار تعتبر من ضروريات الدين بمعنى ان من ينكرها يعتبر خارجاً من الدين الاسلامي والامة الإسلامية (2).

فاللعب بالقمار وتعليمه وتعلمه، واعانة المقامر في عمل القمار، وبيع وشراء وصنع آلات القمار، والجلوس في مجلس القمار، كل ذلك حرام وذنب حتى انه ورد النهي في النصوص الإسلامية عن السلام على لاعب القمار (3).

ولأجل التعرف أكثر على موارد القمار والالعاب المحرمة ينبغي التوجه إلى التقسيم التالي:

1ـ اللعب بالأدوات الخاصة للقمار مع التراهن والربح والخسارة.

2ـ اللعب بأدوات القمار ولكن بدون تراهن وربح وخسارة.

3- اللعب بأدوات غير الادوات الخاصة للقمار ولكن مع التراهن والربح والخسارة.

4- اللعب بلا وسائل مقامرة ودون تراهن وربح وخسارة.

أما النوع الأول فهو حرام في نظر كل العلماء المسلمين (سنة وشيعة).

وأما النوع الثاني فهو محرم عند كل علماء الشيعة وبعض علماء السنة.

وأما النوع الثالث: فهو محرم عند كل علماء الشيعة وأكثر علماء السنة.

ويجب الالتفات إلى أن الإسلام يحرم كل شيء يعود بالضرر على الفرد والمجتمع، ويحارب كل ما يعود بالسوء على الجسم والروح والاخلاق والاقتصاد السالم والسعي والفعالية الصحيحة الاصيلة ... وانه يعمل على اقتلاع الفساد من جذوره - بسده لكل المنافذ التي ينفذ من خلالها، ويرفض أي ميل له وان كان جزئياً بسيطاً...

فإن الإسلام كما عمل على التحصين والوقاية من الاعتياد على الخمر وتحمل مفاسده فحرم شرب قطرة منه، يعمل على محو القمار ومفاسده عن طريق سد كل السبل المؤدية اليه فلا يجيز صنع آلات القمار وبيعها وشراءها والجلوس في مجالس القمار لأجل ان تصان افكار المسلمين عن الميل لهذه الهوة الخطرة ولئلا يدنو منها أي مسلم.

ومن المعلوم أن الإسلام أساساً يمنع أي تصرف في اموال الآخرين لم يتم عن طريق التجارة والمعاوضة المحللة فيقول القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

أما القسم الرابع من الاقسام الماضية أي اللعب بدون آلات القمار وبدون التراهن فإنه ينبغي أن يعلم ان الاسلام أساساً يعتبر الانشغال بأي عمل سالم ومفيد وباعث على النمو أو الترويح عن النفس وتجديد القوى الجسمية والروحية ومساعد للأنسان على الاستعداد للصراع مع المشاكل الحياتية والحوادث السيئة، وكذلك المهيء للقيام بأعباء الحرب والجهاد المقدس، يعتبر أي عمل من هذا القبيل جائزاً بل يدعو إليه بنشرات معنونة بـ (التمتع السليم).

أما الالعاب السخيفة التافهة غير المثمرة والموجبة للركود والتأخر والتي لا تمتلك نفعاً مادياً ولا معنوياً فإنها لا تعتبر امراً حسناً في نظر الإسلام لأنه يصحبها اتلاف للوقت والطاقة ويعوزها التأثير في النمو والسلامة والنتائج الايجابية الاخرى يقول القرآن الكريم واصفاً المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3].

فإذا كانت الالعاب التافهة غير المفيدة موجبة للمرح والغفلة المفرطة بحيث تنسي الإنسان ربه وتجعله فرداً لا مبالياً فإن حكمها سيكون حكم القمار (4) وتعتبر محرمة اسلامياً فإن (كل ما ألهى عن ذكر الله فهومن الميسر) (5).

كيف نحارب القمار؟

إن الصراع مع هذا المرض يمكن أن يكون على نوعين.

النوع الاول: الوقاية.

إن أفضل طريق للوقاية هو ما خططه الإسلام فانه قبل كل شيء أعلن أن القمار عمل حرام قبيح ثم قام بسد كل المنافذ المؤدية إلى هذا المرض في وجه اتباعه فإن صنع الات القمار وبيعها وشراءها وتعلمها وتعليمها كان ذلك محرم في الإسلام (6) وحتى انه لا يجيز للمسلم ان يجلس مجلساً يعصى الله فيه بلعب قمار أو غيره (7) ومن طرف آخر فإن قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجب على الأفراد جميعاً أن يقوموا بالمنع من المحرمات وهذا الأسلوب هو أنجح الاساليب للعمل ضد أي فساد ومعصية.

ونحن نقترح للوقاية من هذا المرض بعض السبل:

1ـ التأكيد على الحسن الاخلاقي في المجتمع والارتفاع بمستواه الايماني العقائدي وهو أول السبل وأفضلها.

2- الصراع العنيف المتواصل ضد عوامل انتشار القمار والنوادي المعدة لذلك مع التأكيد على غلق النوادي التي تنشأ للقمار وتضع لها أسماء خداعة للتستر على الانحراف، والعمل على عقاب الافراد المتخلفين. على ان المحاربة يجب أن لا تقتصر على المراكز التي تشكل للقمار بدون اجازة رسمية وبشكل غير قانوني، بل يجب ان يكون الصراع عاملاً وفي مختلف الجوانب فلا نبقي على اي ناد للقمار بحجة انه ناد رسمي وانما نعمل على ازالته.

3- يجب منع البطالة والمرح الحرام، ومجالس اللهو التي تشكل عوامل لتوسيع الانحراف الاخلاقي والميل نحو القمار ودعوة الناس للتفكير في المسائل البناءة والنشاطات الأصيلة بدلاً من التفكير بالحظ والنصيب وغير ذلك.

النوع الثاني: العلاج

ولأجل علاج المبتلين بالقمار ونجاة المعتادين عليه نقترح الطرق التالية.

1ـ من الافضل للشخص المدمن والملوث بالقمار ان يلجأ في ساعات الفراغ إلى بعض الأعمال المفيدة كقراءة كتاب والقيام بأعمال يدوية، ورياضة سالمة، والاشتراك في مجالس علمية واجتماعية وجلسات دينية وغير ذلك. وان يواظب على ذلك حتى يعتاده فإن علماء النفس يعتقدون بلزوم التعود على عادة حسنة تكون بديلاً للعادة السيئة التي يراد تركها.

2- يجب أن يترك الملوثون بالقمار المعاشرة مع الملوثين الآخرين وخصوصاً مع المقامرين المحترفين، في حين يعملون على اختيار أصدقاء سالمين لائقين يعاشرونهم ويفتحون لهم صدورهم.

3- عند اللزوم وعندما لا يمكن التخلص من حبائل البيئة الفاسدة المملوءة بالملوثين بهذه العادة فإنه تجب (الهجرة) فإنه في الظرف والشرائط التي تهدد فيها عقيدة الانسان ومعنوياته تهديداً حتمياً يلزم الاسلام المسلم بالهجرة للعيش في مكان آخر بشكل أفضل وأسلم.

4- يجب شرح الاضرار المختلفة للقمار والتذكير بها وهنا يجب على العلماء والكتّاب والوعّاظ والمتحدثين أن يرشدوا المبتلين بهذا المرض.

5- يجب على الاباء والامهات أن يمنعوا ابناءهم من الإشتراك في مجالس القمار، وهدايتهم نحو الاعمال الاخرى وتشويقهم اليها مع مراقبتهم مراقبة تامة ضمن إطار من المحبة والبشاشة هذا بالإضافة إلى الامتناع التام من قبل الابوين من لعب القمار.

وقد جاء في نشرة الأمور العامة انه (عندما يلعب الوالدان القمار فإن الأطفال سوف يتشوقون ويتحركون نحو هذا العمل... ومع انه يمكن أن يسعى الأبوان لأقناع اولادهم للإقلاع عن هذا العمل إلا انهما لن يوفقا في هذا السعي عندما يبصر الاولاد ابويهما يلعبان القمار) (8).

6- ويمكن للزوجات ان يكون لهن دور مهم ومسؤولية أكبر فيشد شركاء الحياة أكثر وأكثر بالجو العائلي، والمنع من مثل هذه الانماط من الاعمال الشهوانية الطائشة والانحرافات الشيطانية.

7- ومن أهم طرق الوقاية من القمار وأي ذنب آخر تحسيس المذنب بالعواقب الوخيمة للذنب وإلفاته إلى العذاب والجزاء الوخيم الذي سيصيبه بعد الموت في الحياة الاخرى.

إن القمار نفسه ذنب كبير، والأموال التي تأتي من هذا الطريق ليست ملكاً للرابح المقامر وأي تصرف منه فيها يعتبر محرماً وذنباً آخر، وأي ذنب ينتج بدوره ذنباً آخر وهكذا فان النتيجة هي ان المقامر يصبح إنساناً لا يبالي بطاعة الاوامر الالهية وسائر التعاليم الدينية... وعلى هذا النسق يضيف يوماً فيوماً ذنوباً إلى ذنوبه ويحمل نفسه الشقاء والعذاب الأكبر في الاخرة.

{وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نقلا عن نشرة جمعية الامور العامة في نيويورك الصفحات 1 ـ 16.

2ـ المكاسب، للمرحوم الشيخ الانصاري، طبع تبريز، ص 47، المسألة 15.

3ـ مفتاح الكرامة، ج 2، ص 56، التذكرة، ج 1، ص 582، الوسائل، ج 12، ص 119 ـ 227 ـ 243، الخصال، الباب الثاني عشر رقم 9.

4ـ المكاسب للشيخ الانصاري، ص 54، مسألة 20.

5ـ الوسائل، ج 1، ص 235.

6ـ القمار حرام تعلمه واستعماله والكسب به وحتى لعب الصبيان بالجوز والخاتم ـ التذكرة، ج 1، ص 582.

7ـ لا ينبغي للمؤمن ان يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره الكافي، ج 2، ص 374.

8ـ نشرة جمعية الامور العامة، ص 13. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.