على الرغم من كون البحار والمحيطات تدرس بشكل تخصصي من علم المحيطات (Oceanography) إلا أن الجغرافيا تهتم بدراسة البحار والمحيطات اهتماماً كبيراً وذلك لكون المياه البحرية تشغل مساحة تقدر بحدود 362 مليون كم لتمثل حوالي 71% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية، ويقدر حجم المياه في البحار والمحيطات بحدود 1.35 مليار كم ليمثل حوالي 96.56% من الحجم الإجمالي للمياه في الكرة الأرضية. ولذلك تعد المياه البحرية أهم الظواهر الطبيعية على سطح الأرض إذ تتميز الكرة الأرضية عن سائر كواكب المجموعة الشمسية بسعة انتشار المياه ولذلك تسمى الكرة الأرضية أحياناً بالكوكب الأزرق (Blue Planet) أو الكوكب المائي (Watery Planet).

تضم مياه البحار والمحيطات العديد من الكائنات الحية التي تعد من الموارد الغذائية الأساس للإنسان والتي من أهمها الأسماك البحرية. كما يضم قاع البحار والمحيطات العديد من الموارد المعدنية والتي من أهمها النفط والغاز الطبيعي، إذ يمثل الإنتاج البحري للنفط بحدود 20% من الحجم الإجمالي للإنتاج العالمي، وأن حوالي 50% من إجمالي الاحتياطي العالمي للنفط يوجد في المناطق التي تشغلها مياه البحار والمحيطات (أبو لقمة والأعور، 1999).

إن مياه البحار والمحيطات تستخدم في مجال النقل والملاحة البحرية، إذ يعد النقل البحري أهم أنواع النقل وأرخصها ولذلك يمثل حجم التبادل التجاري البحري بحدود 75% من الحجم الإجمالي للتبادل التجاري في العالم. وللبحار والمحيطات أهمية في المجال السياسي، إذ تعد المياه البحرية من أهم أنواع التخوم التي تفصل بين الحدود السياسية للدول الساحلية. لقد استخدمت المياه البحرية كمورد مائي في العديد من المجالات الصناعية والزراعية والمنزلية وحتى في الشرب بعد عمليات التحلية ولاسيما في الأقاليم الجافة وشبه الجافة إذ بلغ المعدل العالمي لكمية التحلية المائية بحدود 13 مليون متر مكعب في اليوم الواحد (الأشرم، 2008).

ولذلك يقدر الحجم الإجمالي لتحلية المياه البحرية في العالم بحدود 4.75 ، ومن الطبيعي أن تزداد أهمية المياه البحرية في الاستخدامات البشرية بسبب الزيادة المضطردة في أعداد السكان، إذ بلغ معدل الزيادة السكانية في الوقت الحاضر بحدود 74 نسمة سنة ، مما يولد ضغطاً متزايداً على الموارد المائية في البحار والمحيطات.