في الوقت الذي كانت فيه كل من اسبانيا والبرتغال تهتمان بأرسال البعوث الكشفية الى شواطئ افريقيا والتوغل في الأطلسي، كان ملك انكلترا هنري السابع مؤسس اسرة تيودور يعمل على توطيد دعائم اسرته في الحكم. والحقيقة ان انكلترا تدین بكشفوها الجغرافية الى الحركة البرجوازية الناهضة فيها قبل اسبانيا والبرتغال. اذ ان التجارة الانكليزية كانت قبل عملية الكشوف الافريقية والامريكية لا تجد لها في شمال القارة منافساً يشكل عليها الخطر الذي بدأت تشكله لشبونه. فقد اصبحت هذه المدينة تمتلك الاساطيل التجارية الضخمة كما اصبحت مخزناً كبيراً لتوزيع بضائع الشرق. مما دفع بالسوق الانكليزية الى الوراء. ولهذا نشطت البورجوازية الانكليزية في تمويل الحملات الاستكشافية باتجاه البحث عن الثروة في القارة الأميركية. حدثت اولى محاولات الانكليز الاستكشافية سنة 1497 عندما أبحر كابوت (Cabot) من ميناء بريستول في سفينة عبر الاطلسي للوصول الى الهند عن طريق آخر فوصل الى شواطئ اميركا الشمالية عند نيو فوند لاند (New found Land) ورفع الاعلام الانكليزية عليها. فاعتبرت من املاك انكلترا منذ هذا التاريخ. وأبحر كابوت في العام الثاني في خمس سفن ووصل إلى فلوريدا. كما حصلت عدة محاولات بعد كابوت كشفت خلالها سواحل لابرادور وغرينلاند الا انها لم تكن بالطبع طريق الهند التي يبحث عنها البحارة الانكليز متأخرين. ومع ذلك فان الكشوف الانكليزية على الرغم من ضالتها الا انها مهدت لاستعمار انكلترا للأراضي التي تدخل اليوم ضمن النطاق الخاص للولايات المتحدة الاميركية.