أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
![]()
التاريخ: 2025-01-01
![]()
التاريخ: 17-4-2020
![]()
التاريخ: 19-7-2016
![]() |
كثيراً ما يُقدِم الإنسان على البذل والعطاء بدافع المصلحة، فالمجاهد الذي يجاهد بنفسه ودمه، ويتعرّض للأخطار العظيمة، إذا كان هدفه من ذلك المال والغنيمة، وحسن السمعة بين الناس، فجهاده مصلحيّ، والإنسان الذي يتصدّق وينفق أمواله ليكون له بين الناس مكانة اجتماعيّة مرموقة ومنزلة عظيمة، فلا يدخل عمله في باب العطاء والتضحية، فهو في الحقيقة يأخذ ولا يعطي، لأنّه يشتري بماله الذي بذله ما يريد من المكانة والسمعة.
وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "يُجاء بعبد يوم القيامة قد صلّى، فيقول: يا ربّ، صلّيت ابتغاء وجهك، فيقال له: بل صلّيت ليقال ما أحسن صلاة فلان! اذهبوا به إلى النار. ويُجاء بعبد قد قاتل، فيقول: يا ربّ قاتلت ابتغاء وجهك، فيقال له: بل قاتلت فيقال: ما أشجع فلاناً! اذهبوا به إلى النار. ويُجاء بعبد قد تعلّم القرآن، فيقول: يا ربّ، تعلّمت القرآن ابتغاء وجهك، فيقال له: بل تعلّمت ليقال: ما أحسن صوت فلان! اذهبوا به إلى النار.
ويجاء بعبد قد أنفق ماله، فيقول: يا ربّ، أنفقت مالي ابتغاء وجهك، فيقال له: بل أنفقته ليقال: ما أسخى فلاناً! اذهبوا به إلى النار"[1].
وهذا بخلاف العطاء الحقيقيّ الخالص لوجه الله، حيث يتخلّى المؤمن عن ذاته، ويغفل عن نفسه، وينصبّ نظره على ما عند الله تعالى.
إنّ مثل هذا العطاء والبذل والتضحية يترك أثره الإيجابيّ، ويحقّق غاياته المرجوّة، وهو لا يقاس بالمقدار والكمّ، وإنّما يقاس بالكيف وبالروحيّة التي دفعت إليه، إذ ليس البرّ بالكثرة، وإنّما هو بطيب النيّة، وقَبولِه من قبل الله سبحانه.
في خبر عن أبي ذرّ رحمه الله أنّه سأل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أيّ الصدقة أفضل؟ قال: "جهدٌ من مقلّ، في فقير ذي سنّ..."[2].
فمن يعطي ويبذل ممّا فَضُل عنه، فهو فاعل خير ومتصدّق، إذا كان ذلك لوجه الله، لكنّه ليس من المؤثرين، إذ إنّ الإيثار أن يبذل في حال العسر، ويعطي ممّا هو محتاجٌ إليه، فيقدّم قضاء حاجة أخيه المؤمن على قضاء حاجة نفسه.
فقد تصدّق أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتم أثناء الصلاة، فنزلت الآية الشريفة في مدحه وبيان فضله، لا لقيمة الخاتم وأهمّيّته، وإنّما لقيمة الفعل ومنزلته. وقد حاول بعض الصحابة أن يحاكوا فعل أمير المؤمنين عليه السلام، عسى أن تنزل بفضلهم الآيات، فتصدّقوا بعشرات الخواتم، لكنْ لم يكن لها قيمة عند الله تعالى.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|