علي بن يقطين عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1):
روى الشيخ (قده) (2) بإسناده علي بن يقطين (قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل الذي يريد أن يتقدّم فيه الذي ليس له وقت أول منه قال: إذا زالت الشمس...).
والملاحظ أنّ هذه الرواية على خلاف سائر روايات علي بن يقطين ـ مرويّة عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وقد حكى النجاشي (3) أنّه: (قال أصحابنا: روى علي بن يقطين عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديثًا واحدًا).
ومن هنا قال المحدّث الكاشاني (قده) (4): (كأنّه هو هذا الحديث) مشيرًا الى الرواية المذكورة، ولكن ناقش المحقّق التستري (قده) (5) في أصل رواية علي بن يقطين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قائلاً: إنّ ولادته كانت سنة (124) وأمه قد هربت به الى المدينة لكون أبيه داعية العباسيّين، وبعد ظهور وإقامة دولتهم رجعت به، كما ذكر ذلك الشيخ والنجاشي وظهور دولة العباسيين كان في سنة (132) فعلي بن يقطين في آخر أيّامه في المدينة إنّما كان ابن ثمان سنين، فلم يكن قابلاً للرواية عن الصادق (عليه السلام) وعلى هذا الأساس ذكر (قده) (6): (لعلّ أبا عبد الله في سند الرواية المذكورة محرّف أبا الحسن).
ولكن السيّد الأستاذ (قده) (7) استغرب هذا الكلام من جهة أنّه لا تنحصر رواية علي بن يقطين عن الصادق (عليه السلام) أن تكون في المدينة قبل رجوعه منها.
أي يحتمل أنّه التقى به (عليه السلام) وروى عنه في أثناء سفره (عليه السلام) إلى العراق أو أنّه حجّ في بعض السنوات فالتقاه (عليه السلام) في أثناء حجّه في مكة المكرّمة أو في المدينة المنورة، فليتأمّل.
علماً أنّه يحتمل أنّ مراد النجاشي من الحديث الذي ذكر أصحابنا أنّ ابن يقطين قد رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) هو ما رواه الكشي عن علي بن يقطين (8) قال:(رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) في الروضة وعليه جبّة خز سفرجليّة)، وإن كان مضمونه هو حكاية فعل لا حكاية قول، فليتأمّل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحوث في شرح مناسك الحج ج: 18 ص:11.
(2) تهذيب الأحكام ج 5 ص : 175.
(3) رجال النجاشي ص: 273.
(4) الوافي ج: 13 ص: 1015.
(5) قاموس الرجال ج: 7 ص: 619.
(6) النجعة في شرح اللمعة ج: 5 ص: 342.
(7) معجم رجال الحديث ج: 12 ص: 255 ط: نجف.
(8) اختيار معرفة الرجال ج 2 ص: 731.