المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



رسالة من ابن خاتمة الى لسان الدين  
  
647   02:23 صباحاً   التاريخ: 2024-05-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:34-37
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-15 1071
التاريخ: 2024-05-06 609
التاريخ: 29/11/2022 1239
التاريخ: 15-5-2022 2580

رسالة  من ابن  خاتمة  الى  لسان الدين

الى أن قال  : وما   خاطبني   به بعد  إلمام   الركاب   السلطاني  ببلده  وأنا  صحبته

ولقائه   إياي  بما  يلقى   به مثله  من تأنيس  وبر  وتودد  وتردد

يامن   حصلت  على  الكمال   بما  رأت             عيناي  منه  من  الجمال  الرائع

 

                                                  34

قمر يروق وفي عطافي برده             ما شئت من كرم ومجد بارع

أشكو إليك من الزمان تحاملاً             في فض شمل لي بقربك جامع

هجم البعاد عليه ضنا باللقا                    حتى تقلص مثل برق لامع

فلو أنني ذو مذهب الشفاعة                   ناديته يا مالكي يا شافعي

شكواي إلى سيدي ومعظمي - أقر الله تعالى بسنائه أعين المجد ، وأدر بثنائه ألسن الحمد - شكوي ظمآن صُدَّ عن القراح العذب لأول وروده ، والهيمان

رد عن استرواح القرب لمعضل صدوده ، من زمان هجم علي بإبعاده ، على حين إسعاده ، ودهمني بفراقه ، غب إنارة أفقي به وإشراقه ، ثم لم يكفيه ما اجترم في ترويع خياله الزاهر ، حتى حرم عن تشييع كماله الباهر ، فقطع عن توفية حقه ، ومنع من تأدية مستحقة ، لا جرم أنه أنف لشعاع ذكائه

، من هذه المطالع النائية عن شريف الإنارة ، وبخل بالإمتاع بذكائه ، عن هذه المسامع النائية ' عن لطيف العبارة ،

فراجع أنظاره ، واسترجع معاره ، وإلا فعهدي بغروب الشمس إلى الطلوع ، وأن البدر يتصرف بين الإقامة والرجوع ، فما بال هذا النير الأسعد ، غرَبَ ثم لم يطلع من الغد ، ما ذاك إلا لعدوى الأيام وعدوانها. وشأنها في تغطية إساءتها وجه إحسانها ، وكما قيل : عادت هيف إلى أديانها ، أستغفر الله

أن لا يعد ذلك من المغتفر ، في جانب ما أولت من الأثر

 ، التي أزرى العيان فيها بالأثر ، وأربى الخبر على الخبر ، فقد سرت متشوقات الخواطر ، وأقرت مستشرفات النواظر ، بما حوت من ذلكم الكمال الباهر ، والجمال الناضر ، الذي قيد خطا الأبصار ، عن التشوف والاستبصار ، وأخذ بأزمة القلوب ، عن سبيل كل مأمول ومرغوب ، وأنى للعين ، ، بالتحول الزين ؟ أو بالطرف ، بالتنقل عن خلال الظرف ؟ أو للسمع من مراد ، بعد

 

                                               35

ذلكم الإصدار الأدبي والإيراد ، أو للقلب من مراد ، غير تلكم الشيم الرافلة من ملابس الكرم في حلل وأبراد ، وهل هو إلا الحسن جمع في نظام ، والبدر طالع لتمام ، وأنواع الفضل ضمها جنس اتفاق والتئام ، فما ترعى العين منه في غير مرعى خصيب ، ولا تستهدف الأذن بغير سهم في حدق البلاغة مصيب ،

 . ولا تستطلع النفس سوى مطلع له في الحسن والإحسان أوفر نصيب ، لقد أزرى بناظم حلاه فيما يتعاطاه التقصير ، وانفسح مدى علاه بكل باع قصير ، وسفه حلم القائل إن الإنسان عالم صغير ، شكراً للدهر على يد أسداها بقرب مزاره ، وتحفة أهداها بمطلع أنواره، على تغاليه في ادخار نفائسه وبخله بنفائس ادخاره ، لا غرو أن يضيق عنا نطاق الذكر ، ولا يتسع لنا سوار الشكر ، فقد عمت هذه الأقطار بما شاءت من تحف بين تحف وكرامة ، واجتنت أهلها ثمرة الرحلة في ظل الإقامة ، وجرى لهم الأمر في ذلك مجرى الكرامة ألا وإن مفاتحني لسيدي ومعظمي - حرس الله تعالى مجده ، وضاعف مفاتحة من ظفر من الدهر بمطلوبه ، وجرى له القدر على وفق مرغوبه ، فشرع له إلى أهله باباً ، ورفع له من خجله جلباباً ، فهو يكلف بالاقتحام ، ويأنف من الإحجام ، غير أن الحصر عن درج قصده يقيده ، والبصر يبهرج نقده فيقعده ، فهو يقدم رجلاً ويؤخر أخرى ، ويجدد عزماً ثم لا يتحرى ؛ فإن أبطأ خطابي فلواضح الأعذار ، ومثلكم من قبل جليات الأقدار ، والله سبحانه يصل لكم عوائد الإسعاد والإسعاف ، ويحفظ بكم ما للمجد من جوانب وأكناف ، إن شاء الله تعالى. وكتب في عاشر ربيع الأول عام ثمانية وأربعين وسبعمائة )

سعده

.

و من خاتمة رسالة من إنشاء ابن خاتمة المذكور: فلنصرف عنان البطالة عن الإطالة ، ونسلم على السيادة الطاهرة الأصالة ، بأطيب تسليم ، ختامه مسك

ومزاجه من تسنيم

                                         36

ومن نظم   ابن  خاتمة المذكور  :

هو الدهر   لا يبقى  على  عائذ  به            فمن  شاء عيشا  يصطبر  لنوائبه

فمن  لم يصب  في نفسه  فمصابه             بفوت أمانيه  وفقد  حبائبه

ومنه  قوله :

 ملاك   الامر   تقوى  الله   فاجعل              تقاه  عدة  لصلاح  أمرك 

وبادر نحو طاعته  بعزم                           فما  تدري  متى  يقضي  بعمرك





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.