أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
2267
التاريخ: 5-10-2016
2244
التاريخ: 6-4-2022
1843
التاريخ: 2024-05-24
754
|
إنّنا نجد أنّ الإنسان بشكل عام يُحبُّ هذه الدنيا ويتعلّق بها إلى درجة قد يصعب عليه فراقها وتركها إلى الآخرة، وهناك عدّة عوامل تتسبّب بهذا الحبّ والتعلُّق وزيادته عند الإنسان بشكل تدريجي، ويمكن اختصار هذه العوامل بما يلي:
1- إنّ الإنسان وليد هذه الدنيا الطبيعية، وهي أمُّه، فهو ابن هذا الماء والتراب، فحبُّ هذه الدنيا سيكون مغروساً بقلبه منذ نشوئه ونموه، وكلّما كبر في العمر، كبر هذا الحبّ في قلبه ونما.
2- إنّ الله تعالى قد وهب الإنسان قوى شهوانية ووسائل تلذُّذ ضرورية للحفاظ على ذاته ونوعه، والغافل قد يرى الدنيا دار اللذّات وإشباع الرغبات، ويرى في الموت قاطعاً لتلك اللذّات، حتّى لو اقتنع عقلياً بوجود عالماً أخروياً من خلال الأدلة العقلية أو إخبار الأنبياء، فإنّ قلبه سيبقى غافلاً عن كيفية عالم الآخرة وحالاته وكمالاته، فلن يتقبّله هذا القلب ولن يصل إلى مرتبة الاطمئنان، ولهذا يزداد حبُّه وتعلُّقه بهذه الدنيا.
3- إنّ حبَّ البقاء فطري في الإنسان، فهو بفطرته يكره الزوال والفناء، وهو وإن آمن عقله بأنّ هذه الدنيا دار فناء ودار ممرّ، وأنّ الآخرة هي دار البقاء، فمادام هذا الإيمان لم يصل إلى القلب ليصل القلب إلى مرحلة الاطمئنان، سيبقى يتعاطى مع الموت وكأنّه فناء وزوال وسيميل بفطرته إلى الدنيا والبقاء فيها.
فلو أدركت القلوب أنّ هذه الدنيا هي أدنى العوالم، وأنّها دار الفناء والزوال، وأنّها دار النقص، وأنّ العوالم الأخرى الّتي تكون بعد الموت عوالم باقية وأبدية، وأنّها دار كمال وثبات وحياة وبهجة وسرور، لحصل فيها بالفطرة حبّ تلك العوالم، ولنفرت من هذه الدنيا، واشتاقت للتخلُّص من هذا السجن المظلم.
كما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّه"[1].
ذلك لأنّه رأى بعين الولاية حقيقة هذه الدنيا، فلا يؤثر على مجاورة رحمة الله المتعالي شيئاً أبداً.
إنّ أكثر أنين الأولياء إنّما هو من ألم فراق المحبوب والبعد عن كرامته، كما أشاروا إلى ذلك بأنفسهم في مناجاتهم، على الرغم من أنّهم لا يحجبهم حجاب ملكي أو ملكوتي، وقد اجتازوا جحيم الطبيعة الّذي كان خامداً غير مستعر، لكن وجودهم في هذه الطبيعة يعتبر تلذّذاً قسرياً طبيعياً حتّى وإن كان بأقل قدر ممكن ويعدّ ذلك حجاباً، وفي ذلك يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "لَيُران على قلبي، وإنّي لأستغفر الله في كلّ يوم سبعين مرّة"[2].
ولعلّ خطيئة آدم أبي البشر نجمت عن هذا التوجه القسري نحو الحاجات الطبيعية الاضطرارية إلى القمح وسائر الأمور الطبيعية، وهذه خطيئة بالنسبة لأولياء الله والمنجذبين إليه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|