(رابعا) الأنواع الأخرى من التكاليف المصرفية :

أ) تكلفة الفرصة أو التكلفة الفرصية (Opportunity Cost) 

يقودنا تعريف التكلفة على أنها " تضحية بالموارد" لأن نحدد معنى تكلفة الفرصة. فإذا ما استعمل موجود مصرفي معين لغرض معين، فإن تكلفة فرصة استعماله للغرض المحدد له هي العائد الذي تمت التضحية به والذي كان يمكن تحقيقه من أفضل استعمال بديل عنه. من الأمثلة على هذا المفهوم ما يأتي:

(1) تكلفة فرصة استثمار الأموال في سند حكومي هي الفائدة التي كان يمكن تحقيقها من شهادة إيداع مصرفي (بعد تعديل ذلك لأخذ الفرق في المخاطرة الائتمانية بعين الاعتبار).

(2) إستخدام الأجهزة والمباني المصرفية لإنتاج وتقديم خدمة معينة هي التضحية بالأرباح التي كان يمكن تحقيقها لو استخدمت هذه الموارد المادية في إنتاج وتقديم خدمة/ خدمات أخرى ( مع تعديل ذلك لأخذ الفرق في المخاطرة بنظر الاعتبار).

(ب) التكاليف المشتركة (Joint Costs)

يعتبر العديد من التكاليف غير المباشرة مشتركة بين منتجين أو قسمين فأكثر، أي أنها توزع على منتجات أو خدمات أو اقسام متعددة. تنشأ "التكاليف المشتركة" بسبب الإشتراك في استعمال الموارد (المباني، والمعدات..) أو الخدمات ( معالجة البيانات ،الشؤون القانونية..) لإنتاج عدد من الخدمات والمنتجات في عدد من الإدارات أو العمليات، مثال ذلك:

(1) الإيجار، الذي يدفعه المصرف هو تكلفة مشتركة.

(2) تكلفة إهلاك المبنى الذي يضم عدة إدارات هي تكلفة مشتركة لها.

(3) تكلفة تكنولوجيا المعلومات تعتبر مشتركة للمستعملين.

يتضمن "تخصيص التكلفة" (Cost Allocation ) تحميلها على الوحدات المستفيدة منها ، وهو يتعدى ما ينشر في القوائم المالية الدورية.

ج) التكاليف التفاضلية (Differential Costs)

يحتاج المدراء، عند إتخاذ القرارات المصرفية، إلى تحديد التكاليف التي سوف تتأثر بها. تسمى مثل هذه التكاليف بـ " التكاليف التفاضلية، لأنها التكاليف التي تختلف قبل وبعد إتخاذ القرارات. كما أنها تسمى كذلك بـ " التكاليف الإضافية" (Additional Costs) أن تسميتها بالتفاضلية هو أكثر دقة، لأنها قد تشتمل الإضافة أو الإنخفاض في غير التكاليف، بسبب هذه القرارات.

فإذا كان التغيير المخطط يؤدي إلى زيادة (أو إنخفاض) عدد الوحدات المنتجة من الخدمات، بدون تغيير في الطاقة، فإن التكاليف التفاضلية تعتبر كلها تكاليف متغيرة. فإذا أريد، في المثال أعلاه، زيادة عدد وحدات الخدمة المصرفية المقدمة بمقدار (10000) وحدة ضمن "حدود الطاقة" الإنتاجية للمصرف، وكانت التكلفة المتغيرة للوحدة الواحدة من الخدمة هي (4.5) دينار، فإن مجموع التكلفة التفاضلية هي (10000 × 4.5 = 45000) دينار.

أما إذا أدت القرارات إلى زيادة "الطاقة الإنتاجية"، فإن التكاليف التفاضلية سوف تضم كلا من التكاليف المتغيرة والتكاليف الثابتة. فلو كانت تكلفة الزيادة في الطاقة هي (43000) دينار، فإن ذلك يعني أن التكاليف التفاضلية تزداد بذلك المبلغ، إلى جانب الزيادة في التكاليف المتغيرة من جهة أخرى، فإن تحليل التكاليف التفاضلية يرتبط، ضمنا ًبتحليل الإيرادات التفاضلية المترابطة معها، وكذلك مع مجموعة من المجالات الأخرى. وهكذا فإن مفهوم التكاليف التفاضلية يعتبر أساسيا في تحديد الآثار المترتبة على القرارات التي تتخذها إدارة المصرف.

 د) تكاليف المدة ( التكاليف الزمنية) مقابل تكاليف المنتج    vs. Product Costs))    ​Period Costs 

مما لا شك فيه أن كل التكاليف تستنفد تدريجياً وتتحول في النهاية إلى مصروفات. هنا لا بد من التأكيد على أن تكاليف الإنتاج المتغيرة هي تكاليف " منتج" في حين أن تكاليف الإنتاج الثابتة، والتكاليف التسويقية والإدارية كلها تعامل على أنها “تكاليف مدة" أو تكاليف زمنية. فالتكاليف المتغيرة تحمل مباشرة على عدد وحدات الخدمة المصرفية، في حين أن تكاليف المدة "تخصص" لاحقاً بموجب أسس أو قواعد تخصيص معينة.

هـ) مكونات التكاليف الكاملة :

يشير الشكل (14) إلى مكونات التكاليف الكاملة للوحدة الواحدة من الخدمة المصرفية، بالإستناد إلى الأرقام المشار إليها في الأمثلة أعلاه . يمكن هنا حساب التكلفة الثابتة للوحدة الواحدة عندما يحدد حجم الإنتاج، فمثلًا (20000) وحدة.

أما "تكلفة الإمتصاص الكاملة (Full Absorption Costing) لإنتاج الخدمة المصرفية فتضم العناصر الثلاثة لتكلفة " الإنتاج" أي أنها لا تتضمن التكاليف "التسويقية والبيعية" و "الإدارية والعمومية".

هناك كذلك فرق بين التكلفة المتغيرة للوحدة الواحدة ( التي تتضمن التكاليف المتغيرة الآتية: تكلفة الإنتاج التكلفة التسويقية والبيعية، والإدارية والعمومية)، وبين تكلفة الإنتاج المتغيرة للوحدة الواحدة أي أن تكلفة الامتصاص الكاملة ، لتشتمل على التكاليف التسويقية والإدارية.

كما أن الشكل (10) يوضح كيفية حساب الهامش الإجمالي، وهامش الإسهام، وهامش الربح، على أساس أن سعر بيع الوحدة الواحدة هو (8) دينار.

                                              شكل (14)

                         العلاقات المتكاملة بين التكاليف والهوامش

ي) التكاليف الغارقة (Sunk Costs):

تنشأ التكاليف الغارقة من النفقات السابقة، وهي لا تتأثر بالقرارات التي تتخذ الآن، لأنها تكاليف تم تحملها في الماضي، كما أن القرارات الحالية تؤثر في المستقبل. قد يتصور بعض متخذي القرارات في المصرف أنهم يستطيعون استعادة مثل هذه التكاليف ( أي استرداد الإستثمار فيها) ولكن مثل هذا التوجه يقود إلى قرارات خاطنة.

بوجه عام، تعتبر النفقات السابقة تكاليف غارقة، ولا علاقة لها بإتخاذ القرارات اللاحقة مثال ذلك شراء الموجودات الثابتة. هذا لا يعني أن المعلومات عنها غير مطلوبة، لأن المعلومات عن الماضي قد تستخدم في حساب التكاليف التفاضلية للمستقبل. كما تقارنالتكاليف الماضية مع الأداء الحالي في مجال تقييم الأداء دورياً.