أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-11
1037
التاريخ: 2023-06-28
1604
التاريخ: 2024-07-04
721
التاريخ: 2024-01-30
901
|
ولذلك فلا بد أن نحول أنظارنا إلى ترجمة حياة رجلين من كبار رجال الجندية في عصر هذا الفرعون لنقف على بعض تفاصيل عن طرد الهكسوس، وأولهما هو «أحمس بن أبانا» (أبانا اسم والدته)، وقد التحق بخدمة الفرعون «أحمس» في أوائل حكمه، وقبل مماته ترك لنا قصة تاريخ حياته على جدران قبره بالكاب. وهاك ما جاء فيها خاصًّا بحروب الهكسوس (1): يقول الضابط البحري «أحمس» بن «أبانا» (أبانا اسم والدته) صادق القول: أيها الناس إني أتكلم إليكم جميعًا، وأجعلكم تعرفون الإنعامات التي نلتها، وكيف أني قد كُوفِئت بالذهب سبع مرات أمام الأرض قاطبة، وكذلك بالعبيد والإماء، وكيف أني قد مُنِحت أراضي شاسعة جدًّا؛ لأن اسم الرجل الشجاع يمكث في الشيء الذي فعله، وأنه لن يغمر (اسمه) في هذه الأرض إلى الأبد. وهكذا تكلم: لقد نشأت في مدينة (نخب) الكاب الحالية، وقد كان والدي جنديًّا لملك الوجه القبلي والوجه البحري المرحوم «سقنن رع» واسمه «بابا» بن «رعنت»، وقد انخرطت جنديًّا بدلًا منه في سفينة الثور الوحشي، في زمن سيد كلتا الأرضين، صادق القول «نب بحتي رع» (أي: الملك أحمس) حينما كنت شابًّا، ولم أكن قد اتخذت لي زوجًا، بل قضيت ليالي في سرير بحار، وعندما أسست منزلًا (أي: تزوجت) نقلت على ظهر السفينة المسماة «الشمالية»؛ لأني كنت شجاعًا، وكنت قد اعتدت مصاحبة الملك على الأقدام، في خلال أسفاره إلى الخارج في عربته، وعندما جلسوا أمام مدينة «أواريس» (حاصروها) أظهرت شجاعة، وأنا على قدمي في حضرة جلالته، وعلى ذلك رُقيت إلى السفينة المسماة «الظهور» في «منف». وعندما بدئوا الحرب على الماء في القناة «بزدكو أواريس» أسرت أسيرًا وأحضرت يدًا، وقد أعلن ذلك لحاجب الفرعون، ومن أجل هذا أُعطيت «ذهب الشجاعة». وقد أعيد القتال في هذا المكان، وقمت بأسر أسير آخَر هناك، وأحضرت يدًا؛ فأعطيت «ذهب الشجاعة» ثانيةً، وعندما حاربوا في مصر في الجزء الجنوبي من هذه البلد (أي: أواريس) أحضرت أسيرًا حيًّا، وقد ذهبت به إلى الماء؛ لأنه كان قد أُسِر في الجهة التي فيها المدينة، وحملته معي في الماء إلى الجهة الأخرى، وقد أعلن حاجب الملك بذلك، وتأمَّلْ: لقد كُوفِئت «بذهب الشجاعة» من جديد، ثم ساروا بعد ذلك لنهب «أواريس»، وقد أحضرت من هناك أسلابًا: رجلًا واحد وثلاث نساء، أيْ مجموع أربعة رءوس، وقد أعطانيهم جلالته عبيدًا؛ ثم حاصروا بلدة «شروهن» ثلاث سنوات، وعندما نهبها جلالته أحضرتُ من هناك غنائم: امرأتين ويدًا، وقد أعطيت «ذهب الشجاعة»، وتأمَّلْ فإن غنيمتي قد أعطيتها عبيدًا. والآن عندما ذبح جلالته «منتيو» (آسيا) صعد جنوبًا إلى «خنت حن نفر» (بلاد النوبة) ليقضي على بدو «بلاد النوبة»، وبدأ جلالته مذبحة عظيمة فيهم، وبعد ذلك أحضرت من هناك غنيمة: رجلين على قيد الحياة وثلاث أيدٍ، وقد كُوفِئت بالذهب من جديد. انظر! فقد أعطيت أَمَتَيْن، وأقلع جلالته شمالًا وقلبه فَرِح (بما أُوتِي) من شجاعة وفوز؛ لأنه استولى على الجنوبيين والشماليين. وبعد ذلك جاء «آتا» صاحب الجنوب إذ ساقه حتفه، وآلهة الوجه القبلي مستولون عليه، وقد وجده جلالته في «تنتاعا» (مورده)، وأحضره جلالته أسيرًا حيًّا، وكذلك أخذ كل قومه غنيمة باردة، وبعد ذلك أحضرت محاربين أسيرين من سفينة «آتا»، وأعطيت خمسة رءوس وجزئا من الأرض مساحته خمسة «أرورا» في مدينتي، وقد كُوفِئ كل الأسطول بمثل ذلك. ثم أتى ذلك الخاسئ المسمى «تيتي عن» وقد جمع العصاة معه، فذبحه جلالته وقضى على بحارته، وبعد ذلك أُعطيت ثلاثة رءوس وخمسة «أرورا» في مدينتي. وحملت على الماء ملك الوجه القبلي والوجه البحري المرحوم «زسر كارع» (أمنحوتب الأول)، عندما كان متجهًا جنوبًا إلى «كوش» ليوسع حدود مصر، وقد قضى جلالته على ذلك النوبي البدوي في وسط جيشه، وأحضره إلى مصر في الأغلال، ولم يفلت واحد منهم، ومَن أراد الفرار أُلقِي أرضًا وصار كالذين لم يسبق لهم وجود أبدًا؛ والآن كنتُ في مقدمة جيشنا، وقد حاربت بكل شجاعة، ورأى جلالته شجاعتي، وقد أحضرت يدين وقُدِّمتا لجلالته، وعندما ذهبوا ليبحثوا عن قومه وماشيته أحضرت أسيرًا حيًّا وقد قُدِّم لجلالته، وحملت جلالته في يومين إلى مصر من بئر «حراو» وكُوفِئت على ذلك بالذهب، ثم أحضرت أَمَتَيْن غنيمة خلافًا للائي قدَّمتهن لجلالته، وقد رُقيت إلى وظيفة محارب للحاكم (لقب حربي). وقد حملت على ظهر الماء ملك الوجه القبلي والوجه البحري المرحوم «عا خبر كارع» (تحتمس الأول)، عندما كان مصعدًا جنوبًا إلى بلاد النوبة ليقضي على العصيان في كل الأراضي؛ وليطرد المُغِيرين من الأقاليم الصحراوية، وقد أظهرت شجاعة في حضرته في المياه المضطربة، وذلك بجعل السفينة تقتحم الشلال، وعلى ذلك رُقيت ضابطًا بحريًّا. وقد سمع جلالته أن … وصار جلالته غاضبًا عند ذلك كأنه فهد، وأرسل جلالته سهمه؛ وقد لصق أول سهم في عنق التعس، وهؤلاء العصاة كانوا … وارتبك عند صل جلالته، وقد أقيمت هناك مذبحة لمدة ساعة، وأحضر قومهم أسرى. ثم انحدر جلالته في النهر نحو الشمال، وكل أراضيه الأجنبية في قبضة يده، ورأس ذلك الخاسئ النوبي البدوي منكس في مقدمة سفينة جلالته (الصقر) ونزلوا في «الكرنك». وبعد ذلك قام (جلالته) بحملة إلى بلاد «رتنو» ليغسل قلبه (أي: لينتقم) من كل البلاد الأجنبية، فوصل جلالته نهرينا (أي: بلاد النهرين) أو (مسوبوتاميا). وقد وجد جلالته ذلك الخاسئ عندما كان ينظم قواته، وقد أحدث بينهم مذبحة عظيمة، وكان الجنود الأسرى الذين أحضرهم جلالته من انتصاراته يخطئهم العد وكنت في مقدمة جيشنا، وقد رأى جلالته كيف كنت شجاعًا، وقد غنمت عربة بجوادها، وكان الجندي الذي فيها أسيرًا حيًّا، وقد قدمت هذه لجلالته، وكُوفِئت بالذهب من جديد، وإني قد أصبحت مقعدًا ووصلت إلى سن الشيخوخة، ولكن العطف الذي أظهر لي كان مثل العطف الأول … إني أضطجع في القبر الذي أقمتُه لنفسي في الأرض العالية (الجبانة).
...........................................
1- راجع : J. E. A. Vol. V, p. 48 ff
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|