المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



التمثيلُ في الآية (73-74) من سورة الحج  
  
3158   04:18 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص201-204 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : {يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلوِ اجْتَمعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَسْتَنْقِذُوه مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالمَطْلُوبُ * ما قَدَرُوا اللهَ حقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيّ عَزِيز} [الحج : 73ـ74] .

تفسيرُ الآيات

كان العرب في العصر الجاهلي موحّدين في الخالقية ، ويُعربون عن عقيدتهم : بأنّه لا خالق في الكون سوى الله سبحانه ، وقد حكاه سبحانه عنهم في غير واحد من الآيات ، قال سبحانه : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ وَالأَرضَ لَيقُولُنَّ خَلقهُنَّ العَزِيزُ العَلِيم} [الزخرف : 9] .

ولكنّهم كانوا مشركين في التوحيد في الربوبية ، وكأنّه سبحانه ـ بزعمهم ـ خَلقَ السماوات والأرض وفوّض تدبيرهما إلى الآلهة المزعومة ، ويكشف عن ذلك إطلاق المشركين لفظ الأرباب في جميع العهود على آلهتهم المزعومة ، يقول سبحانه : {أَأَرْبابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الواحِدُ القَهّار} [يوسف : 39] ، والآية وإن كانت تُفصح عن عقيدة المشركين في عهد يوسف ، إلاّ أنّها تُماثل إلى حدّ كبير عقيدة المشركين في مكّة ، بشهادة أنّ الآية نزلت للتنديد بهم والحطِّ من عقيدتهم الفاسدة .

وهناك آيات أُخرى تكشف عن شركهم في الربوبية :

يقول سبحانه : {وَاتّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلهةً لَعلَّهُمْ يُنْصَرُون} [يَس : 74] ، فقد كانوا يعبدون آلهتهم في سبيل نصرتهم في ساحات الوغى ، قال سبحانه : {وَاتّخذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلهةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً} [مريم : 81] .

فكان الهدف من الخضوع لدى الآلهة هو : طلب العزّ منهم في مختلف المجالات ، إلى غير ذلك من الآيات التي تدلّ على أنّ مشركي عصر الرسول لم يكونوا موحّدين في الربوبية ، وإن كانوا كذلك في مجال الخالقية .

وهناك آيات كثيرة تصف الأصنام والأوثان بأنّها : لا تملك كشف الضرّ ، كما لا تملك النفع والضرّ ، ولا النصر في الحرب ، ولا العزّة في الحياة ، كلّ ذلك يدلّ على أنّ المشركين كانوا يعتقدون أنّ في آلهتهم قوّة وسلطاناً يكشف عنهم الضرّ ويجلب إليهم النفع ، وهذه عبارة أُخرى عن تدبيرهم للحياة الإنسانية ، يقول سبحانه : {قُلِ ادْعُوا الّذينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّر عَنْكُمْ وَلا تحْوِيلاً} [الإسراء : 56] ، وقال تعالى : {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرّك} [يونس : 106] .

وقال تعالى : {إِن تَدَعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} [فاطر : 14] ، إلى غير ذلك من الآيات التي تُبطل تدبير الآلهة المزيّفة .

إذا عرفتَ ذلك ، فاعلم أنّه سبحانه ضربَ في المقام أمثالاً أبطلَ بها ربوبية الأصنام ، بالبيان التالي :

أمّا الذباب : فهو عندهم أضعف الحيوانات وأوهنها ، ومع ذلك فآلهتهم عاجزون عن خَلق الذباب ، وإن سلبَ الذباب منهم شيئاً لا يستطيعون استنقاذه منه .

فقد روي أنّ العرب كانوا يُطلون الأصنام بالزعفران ورؤوسها بالعسل ويغلقون عليها الأبواب ، فيدخل الذباب من الكوى فيأكله ، يقول سبحانه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} أي يعبدونه ، والدعاء هنا بمعنى العبادة ، كما في قوله سبحانه : {وَقالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِين} [غافر : 60]  فدعاؤه سبحانه عين عبادته ، كما أنّ دعاء الآلهة المزيّفة ـ بما أنّها أرباب عند الداعي ـ عبادة لها .

{لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلوِ اجْتَمعُوا لَهُ} مع صغره وضعفه {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَسْتَنْقِذُوه مِنْهُ} كما عرفتَ من أنّ الذباب ربّما يأكل العسل الموجود على رؤوس الأصنام .

{ضَعُفَ الطّالِبُ وَالمَطْلُوبُ} وفيها احتمالات :

الأول : إنّ المراد من الطالب والمطلوب هو العابد والمعبود ، فالإنسان ضعيف كما هو واضح ، وقال سبحانه : {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} والمطلوب ، أعني : الأصنام مِثله ؛ لأنّه جماد لا يقدر على شيء .

الثاني : ويُحتمل أن يكون المراد من الطالب هو الذباب الذي يطلب ما طُليت به الأصنام ، والمطلوب هي الأصنام التي تريد استنقاذ ما سُلِب منها .

الثالث : المراد من الطالب الآلهة فإنّهم يطلبون خَلق الذباب فلا يقدرون على استنقاذ ما سلبهم ، والمطلوب الذباب حيث يُطلب للاستنقاذ منه ، والغاية من التمثيل : بيان ضعف الآلهة لتنزيلها منزلة أضعف الحيوانات في الشعور والقدرة .

ثمّ إنّه سبحانه يعود ليبيّن منشأ إعراضهم عن عبادة الله وانكبابهم على عبادة الآلهة بقوله : {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} أي ما نزّلوه المنزلة التي يستحقها ولم يعاملوه بما يليق به ، فلذلك أعرضوا عن عبادة الخالق وانصرفوا إلى عبادة المخلوق الذي لا ينفع ولا يضر ، فلو كان هؤلاء عارفين بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، لاعترفوا بأنّه لا خالق ولا ربّ سواه ، وعلى ضوء ذلك لا معبود سواه ، ولكن لم يقدروا الله بما يليق به ، فلذلك شاركوه أضعف المخلوقات وأذلّهم ، مع أنّه سبحانه {هوَ الَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} بخلاف الآلهة فإنّهم الضعفاء والأذلاّء .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .