أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-02
663
التاريخ: 7/11/2022
1444
التاريخ: 2024-04-13
1092
التاريخ: 25-1-2023
1248
|
رسالة من أبي الحسن المريني إلى الملك الصالح
وهذه نسخة الكتاب المذكور الذي خاطب به أمير المسلمين السلطان أبو
الحسن المريني المذكور ملك الغرب رحمه الله تعالى السلطان الملك الصالح
ابن السلطان الملك الشهير الكبير الناصر محمد بن قلاوون ووصل إلى مصر في
النصف _ وقيل في الشعر الأواخر _ من شعبان المكرم سنة 745 بعد البسملة
والصلاة : من عند عبد الله أمير المسلمين المجاهد في سبيل الله رب العالمين
المنصور بفضل الله المتوكل عليه المعتمد في جميع أموره لديه سلطان البرين
حامي العدوتين مؤثر المرابطة والمثاغرة مؤازر حزب الإسلام حق
المؤازرة ناصر الإسلام مظاهر دين الملك العلام ابن مولانا أمير المسلمين
المجاهد في سبيل رب العالمين فخر السلاطين حامي حوزة الدين ملك البرين إمام العدوتين ممهد البلاد مبدد شمل الأعاد مجند الجنود المنصور الرايات والبنود محط الرحال مبلغ الآمال أبي سعيد ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين حسنة الأيام حسام الإسلام
أبي الأملاك شجا أهل العناد والإشراك مانع البلاد رافع علم الجهاد
مدوخ أقطار الكفار مصرخ من ناداه للانتصار القائم لله بإعلاء دين الحق
أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق أخلص الله لوجهه جهاده ويسر في قهر عداة الدين مراده
إلى محل ولدنا الذي طلع في أفق العلاء بدرا تما وصدع بأنواع الفخار
فجلا ظلاما وظلما وجمع شمل المملكة الناصرية فأعلى منها علما وأحيا
لها رسما حائط الحرمين القائم بحفظ القبلتين باسط الأمان قابض كف
العدوان الجزيل النوال الكفيل تأمينه بحيا طة النفوس والأموال قطب المجد
وسماكه حب الحمد وملاكه السلطان الجليل الرفيع الأصيل الحافل
العادل الفاضل الكامل الشهير الخطير الأضخم الأفخم المعان المؤزر
المؤيد المظفر الملك الصالح أبو الوليد إسماعيل ابن محل أخينا الشهير علاؤه
المستطير في الآفاق ثناؤه زين الأيام والليال كمال عين إنسان المجد وإنسان
عين الكمال وارث الدول النافث بصحيح رأيه في عقود أهل الملل والنحل
حامي القبلتين بعدله وحسامه النامي في حفظ الحرمين أجر اضلاعه بذلك
وقيامه هازم أحزاب المعاندين وجيوشها هادم الكنائس والبيع فهي خاوية
على عروشها السلطان الأجل الهمام الأحفل الأفخم الأضخم الفاضل
العادل الشهير الكبير الرفيع الخطير المجاهد المرابط المسقط عدله في الجائر والقاسط المؤيد المظفر المنعم المقدس المطهر زين السلاطين ناصر
الدنيا والدين أبي المعالي محمد ابن الملك الأرضى الهمام الأمضى والد
السلاطين الأخيار عاقد لواء النصر في قهر الأرمن والفرنج والتار ومحيي
رسوم الجهاد معلي كلمة الإسلام في البلاد جمال الأيام ثمال الأعلام
فاتح الأقالم صالح ملوك عصره المتقادم الإمام المؤيد المنصور المسدد قسيم أمير المؤمنين فيما تقلد الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون مكن الله له تمكين أوليائه ونمى دولته التي أطلعها السعد شمسا في سمائه وأحسن إيزاعه للشكر أن جعله وارث آبائه سلام كريم يفاوح زهر الربى مسراه وينافح نسيم الصبا مجراه يصحبه
رضوان يدوم ما دامت تقل الفلك حركاته ويتولاه روح وريحان تحييه به
رحمه الله وبركاته أما بعد حمد الله مالك الملك جاعل العاقبة للتقوى صدعا
باليقين ودفعا للشك وخاذل من أسر في النفاق النجوى فأصر على الدخن
والإفك والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله الذي محا بأنوار الهدى ظلم
الشرك ونبيه الذي ختم به الأنبياء وهو واسطة ذلك السلك ود حابه حجة
الحق فمادت بالكفرة محمولة الأفلاك وماجت بهم حاملة الفلك والرضى عن
آله وصحبه الذين سلكوا سبيل هداه فسلك في قلوبهم أجمل السلك وملكوا
أعنة هواهم فلزموا من محجة الصواب أنجح السلك وصابروا في جهاد
الأعداء فزاد خلوصهم مع الابتلاء و الذهب يزيد خلوصا على السبك والدعاء
لأولياء الإسلام وحماته الأعلام بنصر لمضائه في العدا أعظم الفتك ويسر
بقضائه درك آمال الظهور وأحفل بذلك الدرك فكتبناه إليكم كتب الله لكم
رسوخ القدم وسبوغ النعم من حضرتنا بمدينة فاس المحروسة وصنع
الله سبحانه يعرف مذاهب الألطاف ويكيف مواهب تلهج الألسنة في القصور عن
شكرها بالأعراف ويصرف من أمره العظيم وقضائه المتلقى بالتسليم
ما يتكون بين النون والكاف ومكانكم العتيد سلطانه وسلطانكم المجيد
مكانه وولاؤكم الصحيح برهانه وعلاؤكم الفسيح في مجال الجلال ميدانه
وإلى هذا زاد الله سلطانكم تمكينا وأفاد مقامكم تحصينا وتحسينا وسلك بكم
من سنن من خلفتموه سبيلا مبينا فلا خفاء بما كانت عقدته أيدي التقوى ومهدته الرسائل التي على الصفاء تطوى بيننا وبين والدكم نعم الله روحه وقدسه وبقربه مع الأبرار في عليين آنسه من مواخاة أحكمت منها العهود
تالية الكتب والفاتحة وحفظ عليها محكم الإخلاص معوذتاها المحبة والنية
الصالحة فانعقدت على التقوى والرضوان واعتضدت بتعارف الأرواح عند تنازح الأبدان حتى استحكمت وصلة الولاء والتأمت كلحمة النسب لحمة
الإخاء فما كان إلا وشيكا من الزمان ولا عجب قصر زمن الوصلة أن يشكوه
الخلان ورد وارد رنق المشارب وحقق قول ومن يسأل الركبان عن
كل غائب أنبأ باستشار الله تعالى بنفسه الزكية وإكنان درته السنية وانقلابه
إلى ما أعد له من المنازل الرضوانية بجليل ما وقر لفقده في الصدور وعظيم
ما تأثرت له النفوس لوقوع ذلك المقدور حنانا للإسلام بتلك الأقطار وإشفاقا
من أن يعتور قاصدي بيت الله الحرام من جراء الفنن عارض الإضرار ومساهمة
في مصاب الملك الكريم والولي الحميم ثم عميت الأخبار وطويت طي
السجل الأثار فلم نر مخبرا صدقا ولا معلما بمن استقر له ذلكم اللك حقا
وفي أثناء ذلك أحفزنا للحركة عن حضرتنا استصراخ أهل الأندلس وسلطانها
وتواتر الأخبار بأن النصارى أجمعوا على خراب أوطانها ونحن أثناء ذلكم الشأن
نستخبر الوارد من تلكم البلدان عما أجلى عنه ليل الفن بتكلم الأوطان
فبعد لأي وقعنا منها على الخبير وجاءنا بوقاية حرم الله بكم البشير وتعرفنا
أن الملك استقر منكم في نصابه وتداركه الله تعالى منكم بفاتح الخير من أبوابه
فأطفأ بكم نار الفتنة وأخمدها وأبرأ من أدواء النفاق ما أعل البلاد وأفسدها
فقام سبيل الحج سابلا وتعبد طريقه لمن جاء قاصدا وقافلا ولما احتفت
بهذا الخبر القرائن وتواتر بنقل الحاضر له والمعاين أثار حفظ الاعتقاد البواعث
والود الصحيح تجره حقا الموارث فأصدرنا لكم هذه المخاطبة المتفننة الأطوار
الجامعة بين الخبر والاستخبار الملبسة من العزاء والهناء ثوبي الشعار والدثار
ومثل ذلكم الملك رضوان الله عليه من تجل المصائب لفقدانه وتحل عرى
الاصطبار بموته ولات حين أوانه لكن الصبر أجمل ما ارتداه ذو عقل حصين
والأجر أولى ما اقتناه ذو دين متين ومثلكم من لا يخفف وقاره ولايشف عن
ظهور الجزع الحادث اصطباره ومن خلفكم فما مات ذكره ومن قمم بأمره فما زال بل زاد فخره وقد طالت والحمد لله العيشة الراضية
بالحقب وطاب بين مبداه ومحتضره هنيئا بما من الأجر اكتسب وصار حميدا
إلى خير المنقلب ووفد من كرم الله على أفضل ما منح موقنا ووهب فقد
ارتضاكم الله بعده لحياطة أرضه المقدسة وحماية زوار بيته مقيلة أو معرسة
ونحن بعد بسط هذه التعزية نهنيكم بما خولكم الله أجمل التهنية وفي ذات
الله الإيراد والإصدار وفي مرضاته سبحانه الإضمار والإظهار فاستقبلوا
دولة ألقى العز عليها رواقه وعقد الظهور عليها نطاقه وأعطاها أمان
الزمان عقده وميثاقه ونحن على ما عاهدنا عليه الملك الناصر رضوان الله عليه
من عهود موثقة وموالاة محققة وثناء كمائمه عن أذكى من الزهر غب القطر مفتقة
ولم يغب عنكم ما كان من بعثنا المصحفين الأكرمين اللذين خطتهما منا اليمين
وأوت بهما الرغبة من الحرمين الشريفين إلى قرار مكين وإنه كان لوالدكم
الملك الناصر تولاه الله برضوانه وأورده موارد إحسانه في ذلكم من الفعل
الجميل والصنع الجليل ما ناسب مكانه الرفيع وشاكله فضله من البر الذي
لا يضيع حتى طبق فعله الآفاق ذكرا وطوق أعناق الوراد والقصاد برا
وكان من أجمل ما به تحفى وأتحف واعظم ما بعرفه إلى رضى الملك العلام
في ذلك تعرف إذنه للمتوجهين إذ ذاك في شراء رباع توقف على الصحفين
ورسم المراسم المباركة بتحرير ذلك الوقف مع اختلاف الجديدين فجرت
أحوال القراء فيهما بذلك الخراج المستفاد ريثما يصلحهم من خراج ما وقفناه
عليهم بهذه البلاد على ما رسمه رحمه الله عليه من عناية بهم متصلة واحرام
في تلك الأوقاف فوائدها به متوفرة متحصلة وقد أمرنا مؤدي هذا لكمالكم
وموفده على جلالكم كاتبنا الأسى الفقيه الأجل الأحظى الأكمل أبا
المجد ابن كاتبنا الشيخ الفقيه الأجل الحاج الأتقى الأرضى الأفضل الأحظى
الأكمل المرحوم أبي عبد الله ابن أبي مدين حفظ الله عليه رتبته ويسر في قصد
البيت الحرام بغيته بأن يتفقد أحوال تلك الأوقاف ويتعرف تصرف الناظر
عليها وما فعله من سداد وإسراف وأن يتخير لها من يرتضى لذالك ويحمد
تصرفه فيما هنالك وخاطبنا سلطانكم في هذا الشأن جريا على الود الثابت
الأركان وإعلاما بما لوالدكم رحمه الله تعالى في ذلك من الأفعال الحسان
وكمالكم يقتضي تخليد ذلكم البر الجميل وتجديد عمل ذلكم الملك الجليل
وتشييد ما اشتمل عليه من الشكر الأصيل والأجر الجزيل والتقدم بالإذن
السلطاني في إعانة هذا الوافد بهذا الكتاب على ما يتوخاه في ذلك الشأن من
طرق الصواب وثناؤنا عليكم الثناء الذي يفاوح زهر الربى ويطارح نغم
حمام الأيك مطربا .
وبحسب المصافاة ومقتضى الموالاة نشرح لكم المتزايدات بهذه الجهات
وننبئكم بموجب إبطاء إنفاذ هذا الخطاب على ذلكم الجناب : وذلك أنه لما وصلنا
من الأندلس الصريخ ونادى مناد للجهاد عزما لمثل ندائه يصيخ أنبأنا أن
الكفار قد جمعوا أحزابهم من كل صوب وحم عليهم بابا هم اللعين التناصر
من كل أوب وأن تقصد طوائفهم البلاد الأندلسية بإيجافها وتنقص بالمنازلة
أرضها من أطرافها ليمحوا كلمة الإسلام منها ويقلصوا ظل الإيمان عنها
فقد منا من يشتغل بالأساطيل من القواد وسرنا على إثرهم إلى سبتة منتهى
المغرب الأقصى وباب الجهاد فما وصلناها إلا وقد أخذ العدو الكفور
وسدت أجفان الطواغيت على التعاون مجاز العبور وأتوا من أجفانهم بما لا
يحصى عددا وأرصدوها بمجمع البحر حيث المجاز المجاز إلى دفع العدا وتقلصوا
عن الانبساط في البلاد واجتمعوا إلى الجزيرة الخضراء أعادها الله بكل من
جمعوه من الأعاد لكنا مع انسداد تلك السبيل وعدم أمور نستعين بها في
ذلكم العمل الجليل حاولنا إمداد تلكم البلاد بحسب الجهد وأصرخناهم
بمن أمكن من الجند وجهزنا أجفانا مختلسين فرصة الإجازة تردد على خطر
بمن جهز للجهاد جهازه وأمرنا لصاحب الأندلس من المال بما يجهز به حركته
لماداناة محلة الضلال و أجرينا له ولجيشه العطاء الجزل مشاهرة وأرضخنا
لهم في النوال ما نرجو به ثواب الآخرة وجعلت أجفاننا تردد في ميناء السواحل
وتلج أبواب الخوف العاجل لإحراز الأمن الآجل مشحونة بالعدد الموفورة
والأبطال المشهورة والخيل المسومة والأقوات المقومة فمن ناج حارب
دونة الأجل وشهيد مضى لما عند الله عز وجل وما زالت الأجفان تردد
على ذلك الخطر حتى تلف منها سبع وستون قطعة عزوية أجرها عند الله
يدخر ثم لم نقنع بهذا العمل في الأمداد فبعثنا أحد أولادنا أسعدهم الله تعالى
مساهمة به لأهل تلك البلاد فلقي من هول البحر وارتجاجه وإلحاح العدو
ولجاجه ما به الأمثال تضرب وبمثله يتحدث ويستغرب ولما خلص
لتلك العدوة بمن أبقته الشدائد نزل بإزاء الكافر الجاحد حتى كان منه
بفرسخين أو أدنى وقد ضرب بعطن يصابح العدو ويماسيه بحرب بها يمنى
وقد كان من مددنا بالجزيرة جيش شريت شرارته وقويت في الحرب
إدارته يبلون البلاء الأصدق ولا يبالون بالعدو وهم منه كالشامة البيضاء في
البعير الأورق إلا أن المطلولة بحصرها في البحر مدة ثلاثة أعوام ونصف
ومنازلها في البر نحو عامين معقودا عليها الصف بالصف أدى إلى فناء الأقوات
بالبلد حتى لم يبق لأهله قوت نصف شهر مع انقطاع المدد وبه من الخلق
ما يربي على عشرة آلاف دون الحرم والولد فكتب إلينا سلطان الأندلس يرغب
في الأذن له في عقد الصلح ووقع الاتفاق على أنه لاستخلاص المسلمين من وجوه
النجح فأذنا له في الإذن العام إذ في إصرخه وإصراخ من بقطره من
المسلمين تو خينا ذلك المرام هنالك دعي النصارى إلى السلم فاستجابوا وقد
كانوا علموا فناء القوت وما استرابوا فم الصلح إلى عشر سنين وخرج من
بها من فرسان ورجال وأهل وبنين ولم يرزأوا مالا ولا عدة ولا لقوا في
خروجهم غير النزوع عن أول أرض مس الجلد ترابها شدة ووصلوا إلينا
فأجزلنا لهم العطاء وأسليناهم عما جرى بالحباء فمن خيل تزيد على الألف
عتاقها و خلع تربي على عشرة آلاف أطواقها وأموال عمت الغني والفقير
ورعاية شملت الجميع بالعيش النضير وكف الله ضر الطواغيت عما عداها
وما انقلبوا بغير مدرة عفا رسمها وصم صداها
وقد كان من لطف الله حين قضي بأخذ هذا الثغر أن لنا فتح جبل
طارق من أيدي الكفر وهو المطل على هذه المدرة والفرصة منها إن شاء
الله متيسرة حتى يفرق عقد الكفار ويفرج بهذه الجهة منهم مجاورو
هذه الأقطار فلولا إجلابهم من كل جانب وكونهم سدوا مسلك العبور
بما لجميعهم من الأجفان والمراكب لما بالينا بإصعاقهم ولحللنا بعون الله
عقد اتفاقهم ولكن للموانع أحكام ولا راد لما جرت به الأقلام وقد
أمرنا لذلك الثغر بمزيد المدد وتحيزنا له ولسائر تلك البلاد العدد والعدد
وعدنا لحضرتنا فاس لتسريح الجويش من وعثاء السفر وترتبط الجياد وتتخب
العدد لوقت الظهور المنتظر وتكون على أهبة الجهاد وعلى مرقبة الفرصة
عند تمكنها في الأعاد
وعند عودنا من تلك المحاولة تيسر الركب الحجازي موجها إلى هناكم
رواحله فأصدرنا إليكم هذا الخطاب إصدار الود الخالص والحب اللباب
وعندنا لكم ما عند أحنى الآباء واعتقدنا فيكم في ذات الله لا يخشى بجديده
من البلاء وما لكم من غرض بهذه الأنحاء فموفى قصده على أكمل الأهواء
موالى تتميمه على أجمل الآراء والبلاد باتحاد الود متحدة والقلوب والأيدي
على ما فيه مرضاة الله عز وجل منعقدة جعل الله ذلكم خالصا لرب
العباد مدخورا ليوم التناد مسطورا في الأعمال الصالحة يوم المعاد بمنه
وفضله وهو سبحانه وتعالى يصل إليكم سعدا تتفاخر به سعود الكواكب
وتتضافر على الانقياد له صدور المواكب وتتقاصر عن نيل مجده متطاولات
المناكب والسلام الأتم يخصكم كثيرا أثيرا ورحمة الله وبركاته وكتب في
يوم الخميس السادس والعشرين لشهر صفر المبارك من عام خمسة وأربعين
وسبعمائة وصورة العلامة وكتب في التاريخ المؤرخ .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|