أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-15
1180
التاريخ: 2023-11-22
1111
التاريخ: 2023-10-21
832
التاريخ: 2024-02-24
799
|
ولقد كان من نتائج حملة «سنوسرت» العظيمة إلى بلاد السودان أن أصبحت هذه الجهات خاضعة للاحتلال المصري الدائم نوعًا ما حتى جنوبي الشلال الثالث، كما عين الفرعون حاكمًا مصريًّا لهذا الإقليم المحتل، وكانت له مكانة وشهرة عظيمة عند المشتغلين بالتاريخ المصري القديم قبل أن يكشف الأستاذ «ريزنر» مقبرته العظيمة في بلدة «كرمة» في بلاد النوبة (1914-1915 ق.م)، فكان يلقب بالأمير الوراثي والحاكم والكاهن الأعظم «زفاي حعبي»، وهو الذي نحت لنفسه أكبر مقبرة معروفة في تاريخ الدولة الوسطى بجبل «أسيوط»، وجدران مقبرة «زفاي حعبي» الشرقية قد نقش عليها نصوص تعد من أهم ما عثر عليه في هذا العصر، وهي عبارة عن عشرة شروط خاصة بوقفه على معبده، وكل منها على حدة، وقد تعاقد بها «زفاي حعبي» صاحب المقبرة مع كهنة البلدة المختلفين لأجل أن يقوموا له باحتفالات دينية خاصة في مقبرته على كر الأيام، وهذه النصوص العشرة تعد فريدة في بابها؛ إذ نستخلص منها معلومات جمة خاصة بالأعياد المصرية التي كانت تقام في بلدة مصرية في عهد الأسرة الثانية عشرة، وكذلك الاحتفالات الجنازية التي كانت تقام للأفراد وكان لها ارتباط بالأعياد العامة. ويعتقد بعض علماء الآثار المصرية أن هذه الوثائق المنقوشة على جدران مقبرة «زفاي حعبي» ملخص للشروط الأصلية التي عقدت مع الكهنة، وكانت بطبيعة الحال مكتوبة على ورق بردي ومختومة، ورغم أنها مختصرة فإن الإنسان ليدهش من مقدار ما وصل إليه المجتمع المصري من نضوح في تدوين الوثائق الرسمية سواء أكانت قضائية أم دينية. وقد اتضح بعد درس هذه الشروط أنه لم يكن يمر يوم طوال العام دون أن يقدِّم للأمير «زفاي حعبي» الطعام والشراب اللازمان لبقاء قرينه «كا»، ومن الغريب أننا عرفنا حديثًا أن «زفاي حعبي» لم يدفن في قبره الفاخر الذي أقامه لنفسه في جبل «سيوط «(1) بل دفن في «كرمة» بالسودان، دفنه النوبيون الذين كان يحكمهم في وسط فرقة كاملة من جنوده، وقد ذُبحوا ليرافقوا سيدهم المُتوفَّى في عالم الآخرة. على أن الإنسان في هذه الحالة يتساءل إذا كان من المستحيل أن يضمن المُتوفَّى لنفسه — وقد دفن في وطنه الأصلي — استمرار الاحتفالات الجنازية، فأي أمل للأمير «زفاي حعبي» وقد مات في السودان في تنفيذ رغباته بمصر؟ وقد قال الأستاذ «ريزنر»: إن رغبة «زفاي حعبي» في تحقيق هذه الأمنية الصعبة المنال هو الذي دعاه لكتابة هذا المختصر الفريد في بابه، وذلك أن «زفاي حعبي» وهو ذاهب إلى السودان حذَّر كاهن الروح أو القرينة «كا» بكل مهارة ألا يهمل الاحتفالات التي تعاقد على تنفيذها، ولما كان دخل هذا الكاهن مرتبطًا بالمحافظة على إقامة هذه الشعائر وتنفيذها بكل دقة، عمل جهده ألا تُنسى أو تُهمل، من أجل ذلك دوَّنها على جدران المقبرة، ويظهر أن التعليمات التي أعطاها «زفاي حعبي» كاهن روحه، كما يظن الدكتور «ريزنر» هي التي جاءت في خطاب كتبه هذا الحاكم العظيم من السودان قبل مماته بقليل إلى كاهن الروح. وهذا الخطاب كان يحتوي على بعض التعليمات التي نجدها في السطور 269–262 من عقوده.
...............................................
1- (J. E. A., Vol. V. p. 79 ff)
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|